مخطّط (إسرائيل الكبرى)

 

مازن السامعي

إن قضية الصراع مع (إسرائيل) تمثل مسألة مصيرية لكل دول الشرق الأوسط. وما يحدث في غزة اليوم ليس سوى الخطوة الأولى نحو تحقيق المخطّط الصهيوني وإقامة دولة “إسرائيل الكبرى”، التي تتجاوز حدود فلسطين لتشمل أجزاء من لبنان وسوريا والأردن والعراق ومصر، بالإضافة إلى مناطق من السعوديّة، إن لم تتحَرّك هذه الدول بشكل عاجل، فستمتد نيران هذا المشروع إليها لا محالة.

ترى (إسرائيل) في غزة العقبة الأكبر أمام تحقيق طموحاتها التوسعية؛ باعتبَارها الجبهة الأكثر تعقيدًا ومقاومة، فإن تمكّنت من السيطرة على غزة وضمها، فَــإنَّ شهيتها للتوسع ستتزايد، وستبدأ باختلاق الذرائع والحجج لتهديد الدول المجاورة واحتلالها.

سوريا هي إحدى الدول التي بدأت تكتوي بشرارة هذا المخطّط، إذ استغلت (إسرائيل) الفوضى التي أعقبت سقوط النظام السوري وتغلغل الفصائل المتنازعة، لتبدأ بالتوغل في الأراضي السورية تحت ذريعة “حماية حدودها من الإرهاب”، بينما الهدف الحقيقي هو تنفيذ خطتها المرسومة منذ عقود.

ما جرى في سوريا يشكل شاهدًا حيًّا على نوايا (إسرائيل) التوسعية، وربما تدرك بقية الدول خطورة هذا السيناريو، لكنها تنتظر حتى يصبح الخطر وشيكًا، لتجد نفسها في يومٍ تقول فيه: “أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض. ”

ما ينبغي على الدول العربية والإسلامية فعله الآن هو دعم غزة بكل الوسائل الممكنة؛ بالمال، والسلاح، والرجال. فغزة تمثل الدرع الحصين الذي يصدّ التوسع الإسرائيلي، وعزّها من عزتهم، وسقوطها من سقوطهم، عليهم أن يتحَرّكوا سريعًا، وألا ينتظروا حتى يصل الخطر إلى عتباتهم، بل يجب أن يضعوا خطة شاملة لكبح هذا العدوّ، واضعين في الحسبان أن (إسرائيل) لا تلتزم بأية قوانين دولية، ولا جدوى من الاكتفاء بتقديم الشكاوى والاعتراضات، فالمواجهة المباشرة، كما يحدث في غزة العزة، هي السبيل الأنجح لحماية الأرض والكرامة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com