عقدٌ من العدوان والحصار: اليمن بين الصمود والانتصار

 

طالب عمير

قبل عشر سنوات، بدأ العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي على اليمن، فكانت حربًا شاملة استخدمت فيها كُـلّ أنواع الأسلحة، وقُطعت فيها سبل الحياة، واستُهدف فيها الإنسان والأرض. عشر سنوات من القصف والتدمير، من الحصار والتجويع، من المعاناة والتشريد، لكنها أَيْـضًا عشر سنوات من الصمود الأُسطوري لشعب لم ينحنِ رغم جبروت المعتدين.

مئات الآلاف من المنازل دمّـرت، الأسواق والمستشفيات والمطارات قُصفت وأُغلقت، المدارس استُهدفت، والطرقات والجسور تحولت إلى أنقاض، فيما العالم يتفرج بصمتٍ مخزٍ.

لم يكن لهذا العدوان أي مبرّر سوى أن اليمنيين قرّروا أن يكونوا أحرارًا في وطنهم، وأن يرفضوا الوصاية السعوديّة والهيمنة الأمريكية، وأن يتمسكوا بمواقفهم الثابتة تجاه قضايا الأُمَّــة، وعلى رأسها دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني.

لم يراعِ تحالف العدوان أية قيمٍ أَو قوانين، بل استمر في جرائمه بدعم أمريكي مباشر، وبتواطؤ دولي مخجل، وبصمت من المؤسّسات الأممية والأنظمة العربية، التي تدّعي الدفاع عن الحقوق والإنسانية، لكنها وقفت إلى جانب المعتدي ضد الضحية. جامعة الدول العربية، التي يُفترض أن تكون صوت الشعوب، كانت مُجَـرّد أدَاة في يد المعتدين، تدين عمليات الرد المشروع على المطارات السعوديّة، لكنها تتجاهل الجرائم الوحشية بحق الشعب اليمني، وكأن دماء الأبرياء ليست جزءًا من حساباتها.

عشر سنوات من الحصار والتجويع، ومرتزِقة العدوان ينهبون ثروات اليمن، ويبيعون سيادته بأبخس الأثمان، في محاولة لتركيعه وإخضاعه، لكن كُـلّ تلك المخطّطات باءت بالفشل أمام إرادَة اليمنيين، الذين أثبتوا للعالم أن إرادَة الشعوب أقوى من أي عدوان.

واليوم، ومع استمرار التصعيد العسكري لقوات العدوان الأمريكي، ومع استمرار الجرائم الصهيونية ضد غزة، يصبح من الضروري أن تدرك الشعوب الحرة أن المعركة واحدة، وأن مواجهة الطغيان مسؤولية جماعية. الثقة بالله، والصبر والثبات، ودعم الجبهات بالرجال والسلاح، كلها عوامل أَسَاسية في تحقيق النصر وإفشال مشاريع الاحتلال والاستعمار.

إن مسؤولية اليمنيين، ومعهم كُـلّ الأحرار في الأُمَّــة، أن يواصلوا النضال ضد قوى العدوان والاستكبار، عسكريًّا وإعلاميًّا، وأن يتصدوا للحرب الناعمة التي تستهدف الجبهة الداخلية. لا مجال للتخاذل أَو التقاعس؛ لأَنَّ هذه المعركة ليست فقط؛ مِن أجلِ اليمن، بل؛ مِن أجلِ كُـلّ أحرار الأُمَّــة الذين يرفضون الخضوع للإملاءات الخارجية.

اليمن وغزة ستبقيان عربيّتين، وستظل المقاومة مُستمرّة حتى تحرير الأرض واستعادة السيادة الكاملة، فالنصر وعد الله للمؤمنين الصابرين: “إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ”، و”لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ”.

إنها معركة مصيرية، والعاقبة للمجاهدين الصامدين، والنصر حتمًا قادم بإذن الله.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com