يوم القدس العالمي: أمتُكم واحدة
إيمان شرف الدين
بعد أكثر من عام، من القصف الصهيو أمريكي المجرم لغزة، وبعد عشرة أعوام من العدوان على اليمن، بل بعد أكثر من خمسة وسبعون عامًا على تدنيس اليهود أرض فلسطين! ما زالت النفوس مقبلة على الحق، تواقة لإقامته، رغم كُـلّ التضليل، ورغم كُـلّ العنف والإجرام الذي حرص ويحرص العدوّ على نشره في أوساط الأُمَّــة العربية والإسلامية، لا لشيء إلا لغرض حرف الاهتمام، وإيقاف الاجتماع حول القضية المركزية، قضية مواجهة العدوّ، والبراءة منه.
اليوم، وفي آخر جمعة من شهر رمضان، للعام ١٤٤٦للهجرة، ما زالت الأُمَّــة تحيي يوم القدس العالمي، وبزخم أكثر، وحماسة ورغبة شديدتين، إيمانا منها بالأحقية في القضية، وبضرورة جهاد العدوّ، واعتبار هذا الجهاد فريضة واجبة على كُـلّ مسلم ومسلمة.
ومن اليمن، من ساحاتها المؤمنة، من صعدة، من صنعاء، من الحديدة، من حجّـة، من كُـلّ المناطق التي سلمت من أذى الأذناب والمرتزِقة، من اليمن العزيزة، الشامخة، يمن غزة، ونصرة غزة، تتدفق الجموع، ويحتشد المؤمنون، رجالا ونساء، صغارا وكبارا، ليكونوا مدادا يكتب التاريخ به أحداثه، ويكونوا الملايين من أبناء الأُمَّــة الأوفياء المخلصين، ويكون خروجهم المليوني لإحياء يوم القدس، مفاجأة جديدة، وصفعة شديدة، في وجه المحتلّ!
اليمن الذي حاول العدوّ الصهيو أمريكي البريطاني إزهاق روحه، ونسف طاقاته ومعنوياته، اليمن العزيز، يخرج بعد أَيَّـام من الذكرى الأليمة للعدوان عليه، يخرج في تزامن مع الهجمات الأخيرة لهذا العدوّ، والجرائم التي اقترفها في حق اليمنيين، يخرج ليقول للعالم كله أنه ما زال ثابتًا، قويًّا، مؤمنًا، يستمد طاقاته من إيمانه القوي بالله، ورسوله، والتزامه بالسير وفق المنهج القرآني، والتفاته حول القيادة الربانية الزكية التي اختارها الله، والمتمثلة في سيدي ومولاي، وتاج رأسي، ورأس كُـلّ اليمنيين، بل كُـلّ الأحرار في هذا العالم، السيد القائد المجاهد عبدالملك بن بدر الدين، سلام الله عليه.
وليست اليمن فقط من يخرج اليوم إحياء ليوم القدس، بل كُـلّ ساحات المقاومة والجهاد تخرج اليوم، في تجسيد لمبدأ التوحيد للساحات، والمناصرة للقضية، والمواجهة للعدو.
اليوم، نستظل بظلال الرحمة والدعم الإلهيين، عيوننا تنظر إلى الأعلى، وقلوبنا مع الله، ندعوه، في يوم القدس، الذي هو يوم من أَيَّـام الله، نسأله أن يفرج الهم، ويختم بالنصر، ويمن علينا بإحياء يوم القدس العالمي العام القادم١٤٤٧للهجرة، في القدس نفسها، ومع أبنائها الصامدون، وما ذلك أبدا على الله بعسير.