على العهد يا قدس: يوم القدس العالمي وصمود المقاومة

 

محمد عبدالمؤمن الشامي

يحلّ يوم القدس العالمي هذا العام تحت شعار “على العهد يا قدس” في ظل تصاعد العدوان الصهيوني وتكريس المقاومة كخيار وحيد للتحرير. لم يعد يوم القدس مُجَـرّد مناسبة رمزية، بل هو موقف عملي يتجسد في الميدان، حَيثُ تتصاعد المواجهة، وتتغير موازين القوى لصالح محور المقاومة؛ مما يجعل تحرير القدس أقرب من أي وقت مضى.

 

القدس في قلب الصراع: معركة الإرادَة وكسر الهيمنة

مع استمرار العدوّ الصهيوني في اعتداءاته على المسجد الأقصى، وسعيه لتهويد القدس وفرض واقع جديد، يواصل الشعب الفلسطيني صموده الأُسطوري، وتتصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلّة. ولم يعد الفلسطينيون وحدهم في الميدان، بل أصبحت المعركة ممتدة على أكثر من جبهة، حَيثُ يشكل محور المقاومة درعًا صلبًا لحماية القدس وردع الاحتلال.

لقد كانت معركة “سيف القدس” وما تبعها من معركة “طوفان الأقصى” دليلًا على أن القدس لم تعد ورقة ضغط بيد الاحتلال، بل باتت نقطة اشتعال يمكن أن تفجر مواجهة إقليمية شاملة. واليوم، ومع تزايد التحديات، تتجدد الرسالة: القدس ليست للبيع، والاحتلال لن يستطيع فرض واقع جديد طالما أن المقاومة حاضرة في الميدان.

 

محور المقاومة: عهدٌ ثابت وطريقٌ واحد

يوم القدس العالمي لم يكن يومًا مُجَـرّد شعار، بل هو محطة لتأكيد وحدة محور المقاومة من فلسطين إلى اليمن، ومن لبنان إلى العراق إلى إيران، في موقف واضح بأن القدس لن تُحرّر إلا بالمقاومة الفعلية، وليس بالمفاوضات العبثية.

وفي هذا السياق، جاء تأكيد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمته بمناسبة يوم القدس العالمي، حَيثُ شدّد على أن اليمن، رسميًّا وشعبيًّا، تحَرّك في إطار انتمائه الإيماني الأصيل لنصرة الشعب الفلسطيني، وساهم في دعم جبهات المقاومة بالمشاركة العسكرية عبر العمليات البحرية، والقصف بالصواريخ الباليستية والفرط صوتية والطائرات المسيَّرة نحو أهداف العدوّ الصهيوني داخل فلسطين المحتلّة.

كما أكّـد السيد القائد أن اليمن مُستمرّ في إسناد الشعب الفلسطيني دون تراجع، وأن على الدول العربية والإسلامية أن تتحَرّك بجدية، وتتخذ موقفًا شجاعًا لمنع تهجير الفلسطينيين ورفض التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي؛ باعتبَار ذلك مسؤولية دينية وإنسانية وأخلاقية وأمنية.

هذا الموقف ليس جديدًا، بل هو تأكيد على أن محور المقاومة يتعامل مع القضية الفلسطينية كمعركة مركزية، وأن الخيارات العسكرية والسياسية والاستراتيجية كلها تصب في إطار التصعيد ضد الاحتلال وُصُـولًا إلى تحرير القدس.

 

يوم القدس: سقوطُ التطبيع وثباتُ المقاومة

في مقابل هذا التصعيد، يستمر بعض الأنظمة العربية في مسلسل التطبيع، متجاهلة حقيقة أن هذا الكيان لا يفهم إلا لغة القوة، وأن كُـلّ اتّفاقيات التطبيع لم تمنع الاحتلال من الاستمرار في جرائمه بحق الفلسطينيين. لكن الشعوب، كما أثبتت مرارًا، لا تزال ترى في القضية الفلسطينية قضيتها المركزية، وترفض التفريط بالمقدسات الإسلامية والمسيحية.

لقد أظهرت السنوات الأخيرة أن مشاريع التطبيع لم تُضعف المقاومة، بل زادتها صلابة، ودفعت محور المقاومة إلى تعزيز قدراته والاستعداد للمرحلة القادمة. فبَـدَلًا عَن أن تحقّق هذه الأنظمة ما يسمى بـ”السلام”، وجدت نفسها أمام معادلة جديدة فرضتها المقاومة، حَيثُ بات الكيان الصهيوني محاصَرًا أكثر من أي وقت مضى، أمنيًّا وعسكريًّا وحتى سياسيًّا.

 

على العهد يا قدس.. حتى التحرير:

يوم القدس العالمي هذا العام يختلف عن أي عام مضى؛ فالمعادلات الجديدة التي فرضتها المقاومة تؤكّـد أن الكيان الصهيوني يواجه تحديات وجودية غير مسبوقة. لم يعد الاحتلال قادرًا على فرض هيمنته، بل أصبح محاصرًا بالمقاومة على جميع الجبهات.

إن شعار “على العهد يا قدس” ليس مُجَـرّد كلمات، بل هو وعدٌ يترجم بالدم والتضحيات، وبصواريخ تدك معاقل العدوّ، وبتضحيات أبطال يسطرون بدمائهم ملامح النصر القادم. وكما أكّـد قادة المقاومة، فَــإنَّ التحرير ليس مُجَـرّد حلم، بل حقيقة تقترب يومًا بعد يوم.

على العهد يا قدس.. حتى ينجلي الاحتلال، وترتفع رايات النصر، ويُرفع الأذان في المسجد الأقصى محرّرًا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com