بمشاركة الشهيد “أبو حمزة” والوفود العربية والدولية.. اليمن تحيي يومَ القدس بطوفان مليوني في صنعاء

أكّـدت ثباتها على الموقف المناصر لغزة مهما بلغت التحديات والتضحيات.

 

المسيرة: صنعاء

تقاطر الملايين من الأحرار إلى ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، الجمعة، في مسيرات حاشدة؛ إحياءً ليوم القدس العالمي؛ وتأكيدًا على ثبات الموقف المناصر لغزة.

وخلال المسيرة المليونية غير المسبوقة، والتي شاركت فيها الوفود العربية والدولية المشاركة في المؤتمر الدولي الثالث “فلسطين قضية الأُمَّــة المركزَية”، أكّـدت السيول البشرية الهادرة استمرار صمود وثبات شعب الإيمان والحكمة وصلابة موقفه المناصر والمساند لغزة والشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، ومواجهة العدوان الأمريكي والصهيوني مهما بلغت التحديات والتضحيات.

واعتبرت “إحياءَ يوم القدس العالمي، تجديدًا للعهد والوفاء للأقصى الشريف، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، والقضية الفلسطينية، قضية الأُمَّــة الأولى والمركزية، حتى زوال الكيان الصهيوني المؤقت والمشروع الأمريكي من المنطقة”.

ورفعت الحشود المليونية في المسيرة، العلمين اليمني والفلسطيني، مردّدين هتافات مؤكّـدة أن (إسرائيل) سرطان في خاصرة الأُمَّــة، وأمريكا الشيطان الأكبر في العالم، وأن بالقرآن وبالأعلام سيتم تحرير قدس الإسلام، وأنه مهما بلغت غطرسة أمريكا و(إسرائيل)، ستظل القدس قضية الشعب اليمني والأمّة.

وأشَارَت الجماهيرُ إلى أن “شعب اليمن سيظل حاضرًا مع أحرار الأُمَّــة لنصرة فلسطين ومقدساتها، ومسانداً لعملية “طوفان الأقصى” التي تعتبر مؤشرًا من مؤشرات اقتراب الفرج الإلهي وتحقيق النصر المؤزر”، مؤكّـدة أن إحياء هذه المناسبة يؤكّـد على التمسك بالحق وموقفًا مهمًا خلال المرحلة الراهنة، التي تتعرض فيها القضية الفلسطينية لمحاولة تصفية وتهجير الفلسطينيين من أرضهم وانتهاك المقدسات الإسلامية.

 

أصوات التضامن الدولي تزأر من صنعاء:

وألقيت في المسيرة كلمة للبرلماني في جنوب إفريقيا “زيولفين مانديلا” حفيد الزعيم نيلسون مانديلا، عبر فيها عن سعادته بالحضور مع الشعب اليمني، باسم المقاومة والحرية، لمساندة لفلسطين، في وجه العدوان والإمبريالية؛ مِن أجلِ الحرية للعالم.

وقال: “جئناكم من جنوب إفريقيا بدعم ومساندة من القرن الإفريقي أجمع؛ مِن أجلِ الحرية، ولتحقيق الثورة بمشاعر من الحب، ونحن هنا نحب الشعب اليمني”.

وخاطب مانديلا العالم من العاصمة صنعاء بالقول: “اليوم نخاطب العالم من المدن اليمنية، ونشارك في هذا الوفد الدولي معكم ونحمل رسالة لملايين العالم الذين يتابعون اليوم، بأننا نساند الشعب الفلسطيني ونقف معًا؛ مِن أجلِ تحرير فلسطين والشعب الفلسطيني”.

وَأَضَـافَ “نؤكّـد لكم أننا نقف مع الشعب اليمني الذي يقف مع فلسطين في غزة، تحت شعار “إما المقاومة أَو الاستسلام”، ولن نستسلم ولن نخضع، ومعكم حب العالم أجمع سندًا للمقاومة، معًا نقف سويًّا بالنضال؛ مِن أجلِ الحرية والأُخوَّة والمساوة”.

واختتم البرلماني في جنوب إفريقيا كلمته بالقول: “إنها الإبادة في غزة ويجب أن نساندهم في فلسطين، وفي هذا اليوم يوم القدس نقول معكم في فلسطين وفي غزة”.

بدوره عبَّر النائبُ الإيرلندي “ميك والاس”، عن الفخر بمشاركته اليمنيين في إحياء يوم القدس العالمي بالعاصمة صنعاء.

وقال: “شرفٌ كبيرٌ لنا أن نكون هنا، لسنوات عديدة وقفتم بقوة ضد العدوان الإمبريالي والغربي، وفي عام 2015م قرّروا أن يخوضوا عدوانًا همجيًّا على اليمن في محاولة للقوى الاستعمارية للسيطرة عليه، لكنهم لم يتمكّنوا من تحطيم اليمن، وهذا موقف عظيم لليمنيين”.

وخاطب ميك والاس قوى الاستكبار العالمي بالقول: “لا تعبثوا مع الشعب اليمني”.

كما خاطب أبناء الشعب اليمني بالقول: “أنتم شعب موحد وستنتصرون بالتأكيد، والإمبراطورية الغربية ستزول والمستقبل هو لليمن”، مؤكّـدًا وقوفه مع اليمن للتضامن مع الشعب الفلسطيني، في وجه الإبادة التي تتخذ ضدهم، والمدعومة من الكثير من البلدان الغربية، ولكن الكثير من الشعوب الأُورُوبية تختلف عن حكوماتها.

واختتم النائب الإيرلندي كلمته بالقول: “بكل تأكيد نقف مع الإنسانية وضد الإمبريالية الأمريكية والشعوب الأُورُوبية بالتأكيد مع الشعبين الفلسطيني واليمني، ونحن سنعمل جاهدين على نشر الحقيقة على طول وعرض المدن الأُورُوبية، وسنقف دائمًا مع فلسطين واليمن”.

فيما وصف الصحفي المحلل الجيوسياسي البرازيلي، بيب إسكوبار، أبناء اليمن بقوله: “أنتم الأبطال والجبانة الأمريكية تفجر في اليمن، أنتم الأبطال وهم الجبناء والخاسرون”.

وقال: “الأهم في كُـلّ شيء أن العالم يقف معكم أيها اليمانيون، وأنتم مدعومون من جميع أنحاء العالم، الحرية لفلسطين ويحيا ويعيش اليمن، والمقاومة إلى الأبد”.

إلى ذلك عبَّرَ المعارضُ والناشط الأمريكي جاكسون هنيكل، عن افتخاره بالمشاركة وتواجده اليوم بالعاصمة صنعاء في يوم القدس العالمي بالتزامن عدوان أمريكي على اليمن.

وقال: “لي الشرف الكبير أن أكون معكم اليوم، على الإطلاق لم أقابل شجعان مثلكم هنا اليوم، وأمريكا والصهاينة يخافونكم ويخافون من اليمن؛ لأَنَّ اليمنيين لا يخشون شيئًا إلا الله”.

وتابع الناشط هنيكل “في حين أن أمريكا تقصفكم وترمي عليكم بالقنابل والقذائف، ونعرف بأن أمريكا والصهيونية زائلة؛ لأَنَّهم يشنون حربًا وفي وجه الله، فهم الخاسرون، أشكر استقبالكم لي اليوم هنا معكم وسنلتقي يومًا ما في فلسطين”.

وفي السياق ألقى الإعلامي اللبناني علي الرضا، كلمة أكّـد فيها أن “اليمن ولبنان دم واحد على طريق القدس”، مؤكّـدًا أن “اليمن سينتصر ويرفع الراية في المسجد الأقصى”.

وأشَارَ إلى أنه بالتزامن يشن العدوّ الصهيوني عدواناً على لبنان، فيما تشن أمريكا عدواناً على اليمن، مؤكّـدًا أن هذه الحشود في صنعاء، ستكون حاضرة يوم النصر والتحرير لرفع الراية في فلسطين.

بدوره ألقى الناشط الإعلامي والمخرج التلفزيوني بجمهورية مصر العربية ممدوح علوان عطية، قصيدة شعرية أشاد فيها بالموقف اليمني بقيادة السيد عبدالملك الحوثي، المناهض والمتصدي للعدوان الصهيوني والأمريكي على غزة وعلى اليمن.

 

ناطق سرايا القدس.. يشيد بالموقف اليمني:

وفي المسيرات تم عرض كلمة موجهة للشعب اليمني للناطق باسم سرايا القدس الشهيد أبو حمزة، سجلّها قبل استشهاده بساعات، واستلها بشعار الحرية والصرخة في وجه المستكبرين “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، مضيفًا: “هذا شعار البراءة، شعار ومسار رفعه الإخوة الأحرار في يمن الحكمة والإيمان منذ الأزل وحتى يومنا هذا”.

وتابع: “لم تكن هذه الصرخة المدوية إلا منهل كرامة وشموخ لكل الأحرار والمخلصين وكابوس رعب لدى أصحاب المشروع الغربي، وفكرة تأسيس الكيان الصهيوني اليهودي على أرض فلسطين جاءت كامتداد واضح للاستعمار الظالم ولمنع أية وحدة في عالمنا العربي والإسلامي”.

وأفَاد الشهيد أبو حمزة بأن المشروع الصهيوني أصبح واضحًا في استهداف أحرار الأُمَّــة ومنهم المفكر فتح الشقاقي والقائد حسين بدرالدين الحوثي والإمام الخميني، مُشيرًا إلى أن جبهة مضادة تشكلت للمشروع الغربي الصهيوني وهو محور المقاومة الممتد من فلسطين إلى لبنان إلى اليمن وإيران والعراق.

وأكّـد على ضرورة أن يلتحق كُـلّ الأحرار في العالم بمحور المقاومة الصادق الواضح الشريف.

وقال: “نحن أمام إنجاز كبير وصمود قلّ نظيره في معركة طوفان الأقصى التي ضربت البرنامج الصهيوني في مقتل”.

ولفت إلى أن المسار العسكري والحربي في “طوفان الأقصى” سيؤسس حتمًا لزوال الكيان الصهيوني تحقيقاً لوعد الله العظيم والفتح المبين، معتبرًا معركة “طوفان الأقصى” نقطة تحول استراتيجي كبير ما يحتم على الجميع أخذ العبر والبناء على هذا الإنجاز لتحرير فلسطين.

ودعا إلى الوحدة الإسلامية ودعم فلسطين ومقاومته وتعزيز صموده على أرضه وقطع العلاقات بشكل تام مع العدوّ الصهيوني، وإلى وقف التطبيع مع العدوّ الصهيوني الذي ينتهز الفرص للفتك بنا دولة -دولة.

وعَــــدَّ الناطق الرسمي لسرايا القدس، الحضور العربي الإسلامي اليمني علامة فارقة في طوفان الأقصى، يعلن الحرب على الكيان ويفرض عليه حصارًا بحريًّا، مؤكّـدًا أن الخروج الجماهيري في ميدان السبعين شكّل دافعًا قويًّا للقوات المسلحة اليمنية بالاستمرار والمواصلة بكل عزيمة وإصرار.

ووجَّهَ التحية إلى “القائد الكبير العزيز عبدالملك بدرالدين الحوثي، والذي كنا في المقاومة الفلسطينية نستمع جيِّدًا إلى خطابه التفصيلي حول المعركة ومسارها وتداعياتها وكأنه حاضر معنا في جبهة الحرب وقلب المواجهة في غزة”.

وجَــدَّدَ أبو حمزة التأكيد على الالتزام بمسار المقاومة والكفاح المسلح حتى التحرير من براثن الظلم والاحتلال، ويقولون متى هو؟ قل عسى أن يكون قريباً.

 

بيان الطوفان.. ماضون حتى النصر:

وأكّـد بيانُ المسيرة، أن يومَ القدس العالمي الذي دعا لإحيائه الإمام الخميني يأتي من منطلق المسؤولية الدينية ليكون يومًا ليقظة جميع الشعوب الإسلامية تجاه القضية الفلسطينية حتى تبقى حية في نفوس المسلمين.

ولفت إلى أن يوم القدس العالمي يتزامن هذا العام مع عودة التصعيد الإجرامي على غزة والحصار المميت لها من قبل العدوّ الصهيوني المجرم بمشاركة طاغوت العصر أمريكا على مرأى ومسمع العالم، في ظل تخاذل عربي وإسلامي مخزٍ وغير مسبوق، وَأَيْـضًا استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان وسوريا في سعي حثيث وواضح لتنفيذ المشروع الصهيوني المسمى بـ “إسرائيل الكبرى” في كُـلّ المنطقة.

وجَــدَّدَ بيانُ المسيرة التأكيدَ على ثبات الموقف اليمني المبدئي الذي لا يقبل المساومة أَو التراجع وهو التمسك بكتاب الله الكريم، والالتزام بتوجيهاته، والولاء لأوليائه والعداء لأعدائه، والاستمرار في خط الجهاد في سبيله، والوقوف مع المستضعفين من عباده.

وفي الذكرى العاشرة لليوم الوطني للصمود، توجّـه البيانُ بالحمد والثناء الله سبحانه وتعالى، الذي ثبَّت اليمنيين ووفَّقهم وأعانهم على الصمود أمام تحالف العدوان الأمريكي والسعوديّ والإماراتي الذي ارتكب أبشع الجرائم بحق الشعب اليمني من قتل وحصار ونهب للثروات وتدمير للبنى التحتية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com