أَمريكا وسترُ العورة
ضيف الله الشامي
منذُ أحداث 11 سبتمبر2001م وانخراط الأنظمة العربية في تقديم الولاء والطاعة المطلقة للأَمريكيين بالشكل الذي لم تكن تتوقعُه حتى أَمريكا نفسُها جعلها تقفز بسرعة هائلة لتنفيذ مُخَطّطاتها في المنطقة والعالم فكان شعارُها المدوي آنذاك وعلى لسان رئيسها تلك الفترة (جورج بوش الآن) “من لم يكن معنا فهو ضدنا”..!!.
فكانت المسارعة واللهث وراء تقديم القرابين ومد يد الطاعة من قبل زعماء وملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية غير متوقع وكُلُّ منهم يدّعي الحفاظ على مصالح بلده ودفع شر الأَمريكيين عنهم، فكان ذلك منطقَ التبرير لديهم.. والله تعالى قد أخبرنا عن هذه النفسيات في قوله تعالى (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ).
استغلت أَمريكا ذلك الاندفاع والخنوع والطاعة لتوجهها في المنطقة وصنعت من جلود وجوههم لباساً يواري سوءاتها واستخدمت أموالهم لتمرير مُخَطّطاتها وانطلقت نحو التنفيذ، فسارعت هي إلى تفجيرات المدمرة (uss col) في خليج عدن في العام 2002م كمقدمة لنشر قواتها وأساطيلها وبارجاتها في البحر الأحمر وخليج عدن..
لكن ثقافة الوعي التي غرسها الشهيد القائد والتي تنامت بشكل كبير في المجتمع اليمني كشفت تلك المُخَطّطات في وقت مبكر، بل وأثناء تنفيذ المُخَطّطات وأن أَمريكا هي رأس الشر ووراء كُلّ جريمة، فكان للصرخة التي أطلقها الشهيد القائد ضد المشروع الأَمريكي صداها واستشعر الأَمريكيون خطورتَها وبرز الصوت الوحيد الذي انطلق ليقول لمشروعهم.. (لا).. بل ولم يكتفوا بذلك بل هتفوا (الموت لأَمريكا) عندما وجدوها تتجه لتقتلهم بسلاحها وخداعها وأَدَوَاتها.
شنت الحروب الست ضد المشروع القرآني عبر أَدَوَات أَمريكا في الداخل سعياً لإخماده وذلك بقرار أَمريكي وتمويل سعودي وقفازات محلية الصنع.
ومع تتابع الأحداث في اليمن خصوصاً والمنطقة عموماً وسقوط الأقنعة المزيفة عن وجوه الكثير ممن تحولوا إلى أَدَوَات تستر سوءات الأَمريكيين على المستوى المحلي والإقليمي ابتداء من أفغانستان ثم العراق، وما حققه حزب الله من انتصارات ضد الإسرائيليين وليس انتهاء بسوريا وليبيا واليمن.
عجز الأَمريكيون عن تحقيق أهدافهم في اليمن عبر أَدَوَاتهم في الداخل فدفعوا _بل بالأصح _ وجهوا الأوامر لأَدَوَاتهم في المنطقة لشن العدوان على اليمن.
لكن صمود الشعب اليمني وشجاعة المقاتل اليمني الأسطورة في مواجهة تحالف عدواني يضم قرابة 16جيشاً نظامياً، ناهيك عن مرتزقة (البلاك ووتر) و(الجنجويد) و(القروب داين) ولفيف (المنافقين) ولقرابة العشرين شهراً من الحرب والقصف والحصار باءوا بالفشل والانكسار وتكبدوا الخسائر وكشفت الحقائق وظهرت سوءات الكثير من الأنظمة والمنظمات الحقوقية والهيئات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة والتي لم تعد خافياً على أحد تلك السوءات.
اليوم وبعد أن برز الفشل ولم تتحقق الأهداف وذهبت مُخَطّطات الأَمريكيين إدراج الرياح دفعت بأَدَوَاتها وعلى راسها النظام السعودي لارتكاب أبشع المجازر والتي كان آخرها مجزرة القاعة الكبرى لإغراقهم في وحل الجريمة لتتحرك هي في نفس التوقيت لافتعال الأحداث واختلاق المبررات للتغطية على دورها الإجْرَامي المباشر وغير المباشر في العدوان على اليمن ومحاولة إبراز دورها بأنه يقتصرُ على حماية سفنها وبارجاتها الحربية في البحر الأحمر وتخادع العالم بأن لا صلةَ لها بما يجري في اليمن، وتسعى بالدرجة الأساسية إلى تحقيق هدفها الاستراتيجي البعيد المتمثل في السيطرة العسكرية على باب المندب فبادرَت بتلفيق التهم أن سُفُنَها تعرضت لإطْلَاق صواريخ من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية وأنها سترُدُّ بقوة وسارعت بالتدخل المباشر وقصفت مواقع للبحرية اليمنية وكأنها بدأت المعركة بينما ذلك يمثل استمراراً فقط للعدوان ولم يتغير شيءٌ فهي هي من تضرب قبل الإعلان وبعده.
لذلك نقول لأَمريكا “لو كنا نخاف ونخشى تهديداتكم ونتأثّر بإرجافكم لما كان صوتُنا عالياً منذ البداية صارخاً بالموت لأَمريكا”.
وليعلم العالَمُ كله أن الأَمريكيين مهما حاولوا ستْرَ سوءاتهم بجلود وجوه خدامهم وانتعلوها كأحذية تقودهم لقتل شعوبهم وهم يقبلون القدَم التي تدوسهم فإننا بفضل الله وعونه ونصره وتأييده نرى حقيقة خبثهم وسوئهم وإجْرَامهم وطغيانهم رأيَ العين كرؤية الشمس في وضح النهار.