التحرُّرُ الإرهابي والاعتداءُ المقدّس
محمد عبدالجليل علي
نلاحظ أنه منذ تأسيس الشيطان الإسرائيلي وقرنه السعوديّ وفي ظل الاستهداف الممنهج للحركات الإسلامية المقاومة والمتحررة من المعتدين، وبعد مرور عدة سنوات تم فيها بناءُ وتموينُ الشرذمة الصهيونية من قِبل اليهود ومَن على شاكلتهم واعتدائها على دولة فلسطين العربية؛ وذلك مقابل تأسيس وبناء الأعراب لدولتهم السعوديّة إسلامية الشكل يهودية الصميم وترافق بعد ذلك بداية العُـدْوَان على الدولة الفلسطينية وكانت تتكرر المجازر والإبادات بحق المسلمين وتهجيرهم من أَرَاضيهم ونرى السخط الديني والنخوة الإسلامية لشعوب المنطقة تتناقص تدريجياً من مجزرةٍ إلى أُخْـرَى. لم يكن السببُ أن الدين الإسلامي ليس لديه موقف تجاه أَبْنَاء جلدته، بل كان السبب علماء البلاط والسلاطين وجهالتهم التي كانوا يدجّنون بها الأمة وتلك المقالات والأكاذيب الخادِمة لمشروع الهزيمة والاستعباد وسيطرة أَبْنَاء القِرَدَة على شعوب المنطقة، بل وكان لعلماء السلاطين دعمٌ شهده الكثير مثلاً طباعة الكتب وتوزيع الأشرطة إلى كافة البلدان العربية والإسلامية مترافقةً مع بناء مُؤسّسات وجمعيات ذات طابع يهودي إجْرَامي متسترة بعباءة الدين الشكلي لهذا الغرض “تدجين الأمة بالثقافات المغلوطة” لتكون سهلة الانحطاط والإتباع لأعدائها.
وبعد أن تمكنت من تدجين بعض المناطق بأفكارها بدأت بنشر الثقافات المغلوطة على أوسع نطاق لتجعل الأمة تنحرف عن طريق التحرر وتتخلى عن الحركات الإسلامية المقاومة بل وتلعنها وتصفها بالكفر أحياناً وتحشد وتجند الكثير من أصحاب الوعي الناقص والجهل المكتمل من الدول العربية والإسلامية إلى جانب اليهود والنصارى صفاً بصفٍّ وكتفاً بكتف تحت مسميات مزيفة وأَهْدَاف كاذبة وواهية منها رسول الله تصالح مع اليهود – هؤلاء هم الخطر الحقيقي على الدين -هؤلاء خرجوا عن ولي الأمر أَوْ هؤلاء ابتدعوا الشرك بالدين.. إلخ، كما هو لسان حالهم المعتاد الذي يعرفه معظم الناس.
ثم نرى بعد حقبة من الزمن أن الظلم والاعتداء على الشعوب أَصْبَح شيئاً اعتيادياً ومرحَّباً به من قبل العملاء المزروعين في أَوْسَاط المجتمع بل وأَصْبَح شيئاً مقدساً وأكبر مثال على ذلك هو العُـدْوَان على الشعب اليمن، وها نحن نرى مَن كانوا ذا صبغة دينية شكلية ومن بيتك إلى مسجدك وكفانا الله الشر واللحى الطويلة والثوب القصير والسواك و… و… إلخ، هم من رحبوا بالعُـدْوَان بل واستدعوه ووصفوه بالجهاد المقدس الذي لا شك في وجوبه وهذه هي الوضعية التي يريدها اليهود والسلاطين وعلماء الكراسي والبلاط، وبالمقابل تواجه الحركات المقاومة بشن الحملات الدعائية لتشويه الصورة المقاومة وأَحْيَاناً يصل الأمر إلى شن الحملات العسكرية ويكون بالمقدمة علماء البلاط وسلاطين الجور هم من يحشدون ويجندون حسب اوامر سادتهم وإخوانهم الخفيين سابقاً من اليهود والنصارى.
ومن هذه الأحداث وتكرارها كُلّ من يراجع تأريخ نشأة الشيطان وقرنه قطبي الشر والفساد وملحقاتهم من علماء الفتنة وأدواتهم من العملاء والمرتزقة الذين يرون الاعتداء على الشعوب والتحكم بمصيرها وثرواتها من قبل المعتدين اعتداء مقدس ومرحَّب به ويرون الحركات المقاومة والشعوب الثائرة المتحررة من التبعية لليهود والنصارى أَصْبَحت خطراً على الإسلام وعلى أمن المنطقة واليهود وعملائهم ومرتزقتهم هم اهل السلام والوقوف معهم وإلى جانبهم هو الدين وهو الجهاد كما يصوره لنا علماء الشيطان وقرنه، متناسين التوجيهات الربانية في مواجهة اليهود والنصارى وما يحملونه من حقد على الشعوب الإسلامية وعلى الدين الإسلامي وذلك مقابل مصالح ومطامع دنيوية لاتسمن ولا تغني من جوع.
وبالرغم من تلك الثقافة والأفكار المغلوطة التي زُرعت ببعض المناطق الإسلامية إلّا أن صوت الحق والطريق السوي يظل صداحاً واضحاً متى ما كان من يحملونه يهتدون بهدي ربهم ويسيرون على منهاجه بما يرافق ذلك من وعي وثقافة وتجارب تراكمت عبر الأجيال وبما يمثلونه من قيم وأَخْلَاق ومحبة وأخوة إيمانية وروابط دينية وتكافل اجْتمَاعي فيما بينهم وبما يحصنون به أنفسهم من هدي ووعي وبذل وعطاء في سبيل قضيتهم لمواجهة المؤامرات والألاعيب التي يحيكها الأعداء الحقيقيين ومن على شاكلتهم وإن كان هنالك بعض التضحيات التي لا بد منها والتي ستكون مؤهلاً لهم ليكونوا جديرين بنصر ربهم وتأييده، وحتى ذلك الوقت الذي يبدو بزوغ شمسه جليّاً في أَوْسَاط هذا الشعب الصامد المتحرر من التبعية والانصياع لأعدائه وأعداء دينه سنرى انتصارَ التحرر المقدَّس وهزيمة المعتدين وإرهابهم.