خطّة ولد الشيخ والرّدود عليها: “بذور حرب” أم “خطوط سلام”؟
عاصفة جدل متصاعدة تشهدها الساحة السياسية اليمنية، أثارت غبارها مضامين خطّة المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وردود طرفي الصراع عليها، ليتشعّب الجدل بعد ذلك في مضامين الردود، ومن ثمّ إحاطة ولد الشيخ، في تسارع ملحوظ للأحداث، وحراك سياسي غير مسبوق، يصعب التكهّن بنتائجه على المدى القصير، قبل انقشاع ضباب العاصفة ووضوح الرؤية.
وفي السياق، انتقد عضو اللجنة العامّة بـ”حزب المؤتمر الشعبي العام”، عادل الشجاع، ما اعتبره خللاً جوهرياً في ردّ وفد “أنصار الله” و”المؤتمر” على مبادرة ولد الشيخ، وهو الرد الذي شمل جملة من الملاحظات خلصت في مجملها إلى تضمن المبادرة “اختلالات جوهرية”، لكنّ وفد صنعاء أكّد على إمكانية إعتبارها “أرضية للنقاش”.
وإذا كانت الاختلالات الجوهرية محورَ ردّ وفد صنعاء، فإن ردّ الوفد لم يخل هو الآخر من خلل جوهري، حسب الشجاع، الذي يرى ذلك في إشارة بيان الرد إلى أن الحوار ينبغي أن يبدأ من حيث توقّف في الموفنبيك، “وكأنّه اكتشف الآن أنه لا بد من الرجوع إلى هذه المرحلة”، معتبراً أنّ هذا الأمر يؤخذ عليه، متسائلاً “فماذا كان يناقش في جنيف 1و2 وعمان والكويت؟”.
وفد صنعاء: “خلل جوهري”
وفي تفسيره لمضامين ردّ وفد صنعاء، يرى الأكاديمي والسياسي الشجاع أنّه “يمكن فهم موقف الوفد على أنّه يريد تسجيل موقف بعدم إفشال الحوار، أو قطع الخيط الممتد مع الأمم المتحدة”، وأضاف “واضح أنّ الوفد الوطني يتحرّك وفق ردود الأفعال”، معتقداً أنّ “لدى السعودية شركات عالمية في العلاقات الدولية والاستشارات، درست الوضع النفسي والسّياسي للوفد”.
وأوضح الشجاع، لـ”العربي”، أنّ وفد صنعاء اعتبر المبادرة أرضية للنقاش، في الوقت الذي أقرّ بأنّها تتضمّن اختلالات جوهرية، سواء في إطارها العام أو تفاصيلها أو تراتيبيتها الزمنية، وهو ما يعني – حسب الشجاع- أنّ الوفد ليس لديه مستشارون، وأنّ الاجتهادات الشخصية هي الغالبة.
وحول قراءته لموقف الرئيس عبدربّه منصور هادي وحكومته، الرافض للمبادرة، يرى القيادي بحزب الرئيس صالح، أن رفض هادي وحكومته للمبادرة التي قال إنّها تصب كلها في صالحهم، هو في الحقيقة “طُعم للوفد الوطني حتى يسارع بالموافقة على المبادرة”، موضحاً في هذا الصدد “لأنّه لو رفض وفد صنعاء، سيتوقّف الحوار، وسينكشف أمر الأمم المتحدة، وكذلك مبعوثها إلى اليمن والسعودية وهادي”، معتبراً استمرار الحوار استهلاكاً للوقت، أو استقطاع لوقت تستفيد منه السعودية في تقديم نفسها “كراعية للسّلام بين الأطراف اليمنية، وليست معتدية وفق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
ويرى الشجاع أن وفد “أنصار الله” و”المؤتمر” ابتلع بالفعل الطعم، ووافق ضمناً على قبوله بالمبادرة، والجلوس مرة أخرى لمناقشتها، وقبل بها ليستنزف وقتاً إضافياً، يعتقد أن وفد صنعاء كان يمكنه أن يركّز فيه على الوضع الداخلي وإجراء حوار داخلي، والبحث عن حلفاء دوليين، وكسر الحصار المفروض على اليمن.
عبدالسلام: ولد الشيخ “يساعد الجلاد على الضحية”
من جانبه، يرى المتحدّث باسم “أنصار الله”، محمّد عبد السلام ، أنّ الورقة الأممية تتضمّن اختلالات محورية، ذكر منها التزمين والتوافق على سلطة تنفيذية واعتماد ترتيبات أمنية لطرف دون آخر، قبل أن يشن هجوماً حاداً على ولد الشيخ، على خلفية إحاطة الأخير، أوّل من أمس، لمجلس الأمن.
واعتبر عبد السلام، في تغريدة له على “تويتر”، أنّ ولد الشيخ “تجاوز دوره كوسيط وافتقد الحياد”، وأضاف متهماً المبعوث الأممي بممارسة “التضليل عن الواقع”، وهاجمه بحدّة قائلاً “حديث ولد الشيخ عن استهداف مكّة يثبت أنّه مجرّد بوق إعلامي لدول العدوان”.
واتّهم عبد السلام المبعوث الأممي بالتغافل عن معاناة الشعب اليمني جراء الحروب، معتبراً أن ولد الشيخ يساهم بذلك “بشكل أو بآخر، بمساعدة الجلاد ضد الضحية، وإطالة أمد الحرب”.
واكتفى القيادي الناصري والسياسي البارز، حميد عاصم، عضو وفد “أنصار الله” إلى مشاورات الكويت، بالإشارة إلى مضامين بيان وفد صنعاء. وقال، لـ”العربي”، إن “ما ورد في بيان الوفد الوطني كاف، ولا يوجد لديّ أيّ تعليق”.
الشرفي: رفض هادي مناورة
بدوره، يرى المحلّل السياسي، عبد الوهاب الشرفي، أنّ “وفد صنعاء استلم مقترحاً أممياً جاء بعد مشوار طويل من التفاوض والعمل السياسي والدبلوماسي”، مشيراً إلى أن وفد صنعاء اتّخذ تجاه المقترح الموقف الطبيعي بدراسته، وهو اليوم أعلن ملاحظاته عليه، معتبراً هذه الملاحظات “تمثّل عيوباً و قصوراً من وجهة نظره”، وبالتالي يرى الشرفي أن وفد صنعاء يسير في الاتّجاه الطبيعي “في التعامل مع مقترح أممي تسلّمه”.
وفي تفسيره لموقف الرئيس هادي وحكومته،من المقترح الأممي، يرى الشّرفي، في حديث إلى” العربي”، أن طرف هادي لا ينخرط في العملية السياسية بهدف الوصول لحلّ، وإنّما كنوع من المناورة، في سبيل تغطية المسار الذي اختاره “التحالف العربي”، والمتمثل في العمل العسكري والتضييق الاقتصادي، وقال “رفض طرف هادي استلام المقترح الأممي الأخير هو خير شاهد على ذلك”، لافتاً إلى أن طرف هادي سبق وقبل بالمقترح المقدّم من الرباعية بنهاية مشاورات الكويت، وهو لا يفرق كثيراً، في كثير من نقاط المقترح الأخير للمبعوث الأممي.
وحول كيفية تعبيد الطريق أمام خطة إحلال السلام، في ظلّ “الإختلالات الجوهرية” و”بذور الحرب” في ردّي طرفي الصراع، يرى المحلل السياسي عبد الوهاب الشرفي، أنّ المتابع للمشاورات في الملف اليمني، وما يحيط بها من حراك سياسي ودبلوماسي، يعرف تماماً أنّ المعضلة في الملف اليمني ليست في مواقف طرفي الصراع اليمنيين، وليست في صيغ الحل المقدّمة، وإنّما في الإرادة السّياسية للحلّ لدى الدور الأممي والدور الراعي للعملية السياسية في اليمن، وبالتالي يضيف الشرفي “إذا وجدت الإرادة لدى هؤﻻء فالحلّ سيكون أسهل ممّا يتصوّره كثيرون”.
وبين “الاختلالات الجوهرية” في ردّ وفد صنعاء على مبادرة ولد الشيخ، وبين “بذور الحرب” في ردّ الرئيس هادي وحكومته، يترقّب الشارع اليمني بفارغ الصبر بارقة أمل لإيقاف معاناته، وإيقاف التدهور الإقتصادي والمعيشي، وقبلهما جميعاً إحلال سلام دائم، وإسكات طبول الحرب إلى الأبد.
وفي السياق، انتقد عضو اللجنة العامّة بـ”حزب المؤتمر الشعبي العام”، عادل الشجاع، ما اعتبره خللاً جوهرياً في ردّ وفد “أنصار الله” و”المؤتمر” على مبادرة ولد الشيخ، وهو الرد الذي شمل جملة من الملاحظات خلصت في مجملها إلى تضمن المبادرة “اختلالات جوهرية”، لكنّ وفد صنعاء أكّد على إمكانية إعتبارها “أرضية للنقاش”.
وإذا كانت الاختلالات الجوهرية محورَ ردّ وفد صنعاء، فإن ردّ الوفد لم يخل هو الآخر من خلل جوهري، حسب الشجاع، الذي يرى ذلك في إشارة بيان الرد إلى أن الحوار ينبغي أن يبدأ من حيث توقّف في الموفنبيك، “وكأنّه اكتشف الآن أنه لا بد من الرجوع إلى هذه المرحلة”، معتبراً أنّ هذا الأمر يؤخذ عليه، متسائلاً “فماذا كان يناقش في جنيف 1و2 وعمان والكويت؟”.
وفد صنعاء: “خلل جوهري”
وفي تفسيره لمضامين ردّ وفد صنعاء، يرى الأكاديمي والسياسي الشجاع أنّه “يمكن فهم موقف الوفد على أنّه يريد تسجيل موقف بعدم إفشال الحوار، أو قطع الخيط الممتد مع الأمم المتحدة”، وأضاف “واضح أنّ الوفد الوطني يتحرّك وفق ردود الأفعال”، معتقداً أنّ “لدى السعودية شركات عالمية في العلاقات الدولية والاستشارات، درست الوضع النفسي والسّياسي للوفد”.
وأوضح الشجاع، لـ”العربي”، أنّ وفد صنعاء اعتبر المبادرة أرضية للنقاش، في الوقت الذي أقرّ بأنّها تتضمّن اختلالات جوهرية، سواء في إطارها العام أو تفاصيلها أو تراتيبيتها الزمنية، وهو ما يعني – حسب الشجاع- أنّ الوفد ليس لديه مستشارون، وأنّ الاجتهادات الشخصية هي الغالبة.
وحول قراءته لموقف الرئيس عبدربّه منصور هادي وحكومته، الرافض للمبادرة، يرى القيادي بحزب الرئيس صالح، أن رفض هادي وحكومته للمبادرة التي قال إنّها تصب كلها في صالحهم، هو في الحقيقة “طُعم للوفد الوطني حتى يسارع بالموافقة على المبادرة”، موضحاً في هذا الصدد “لأنّه لو رفض وفد صنعاء، سيتوقّف الحوار، وسينكشف أمر الأمم المتحدة، وكذلك مبعوثها إلى اليمن والسعودية وهادي”، معتبراً استمرار الحوار استهلاكاً للوقت، أو استقطاع لوقت تستفيد منه السعودية في تقديم نفسها “كراعية للسّلام بين الأطراف اليمنية، وليست معتدية وفق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
ويرى الشجاع أن وفد “أنصار الله” و”المؤتمر” ابتلع بالفعل الطعم، ووافق ضمناً على قبوله بالمبادرة، والجلوس مرة أخرى لمناقشتها، وقبل بها ليستنزف وقتاً إضافياً، يعتقد أن وفد صنعاء كان يمكنه أن يركّز فيه على الوضع الداخلي وإجراء حوار داخلي، والبحث عن حلفاء دوليين، وكسر الحصار المفروض على اليمن.
عبدالسلام: ولد الشيخ “يساعد الجلاد على الضحية”
من جانبه، يرى المتحدّث باسم “أنصار الله”، محمّد عبد السلام ، أنّ الورقة الأممية تتضمّن اختلالات محورية، ذكر منها التزمين والتوافق على سلطة تنفيذية واعتماد ترتيبات أمنية لطرف دون آخر، قبل أن يشن هجوماً حاداً على ولد الشيخ، على خلفية إحاطة الأخير، أوّل من أمس، لمجلس الأمن.
واعتبر عبد السلام، في تغريدة له على “تويتر”، أنّ ولد الشيخ “تجاوز دوره كوسيط وافتقد الحياد”، وأضاف متهماً المبعوث الأممي بممارسة “التضليل عن الواقع”، وهاجمه بحدّة قائلاً “حديث ولد الشيخ عن استهداف مكّة يثبت أنّه مجرّد بوق إعلامي لدول العدوان”.
واتّهم عبد السلام المبعوث الأممي بالتغافل عن معاناة الشعب اليمني جراء الحروب، معتبراً أن ولد الشيخ يساهم بذلك “بشكل أو بآخر، بمساعدة الجلاد ضد الضحية، وإطالة أمد الحرب”.
واكتفى القيادي الناصري والسياسي البارز، حميد عاصم، عضو وفد “أنصار الله” إلى مشاورات الكويت، بالإشارة إلى مضامين بيان وفد صنعاء. وقال، لـ”العربي”، إن “ما ورد في بيان الوفد الوطني كاف، ولا يوجد لديّ أيّ تعليق”.
الشرفي: رفض هادي مناورة
بدوره، يرى المحلّل السياسي، عبد الوهاب الشرفي، أنّ “وفد صنعاء استلم مقترحاً أممياً جاء بعد مشوار طويل من التفاوض والعمل السياسي والدبلوماسي”، مشيراً إلى أن وفد صنعاء اتّخذ تجاه المقترح الموقف الطبيعي بدراسته، وهو اليوم أعلن ملاحظاته عليه، معتبراً هذه الملاحظات “تمثّل عيوباً و قصوراً من وجهة نظره”، وبالتالي يرى الشرفي أن وفد صنعاء يسير في الاتّجاه الطبيعي “في التعامل مع مقترح أممي تسلّمه”.
وفي تفسيره لموقف الرئيس هادي وحكومته،من المقترح الأممي، يرى الشّرفي، في حديث إلى” العربي”، أن طرف هادي لا ينخرط في العملية السياسية بهدف الوصول لحلّ، وإنّما كنوع من المناورة، في سبيل تغطية المسار الذي اختاره “التحالف العربي”، والمتمثل في العمل العسكري والتضييق الاقتصادي، وقال “رفض طرف هادي استلام المقترح الأممي الأخير هو خير شاهد على ذلك”، لافتاً إلى أن طرف هادي سبق وقبل بالمقترح المقدّم من الرباعية بنهاية مشاورات الكويت، وهو لا يفرق كثيراً، في كثير من نقاط المقترح الأخير للمبعوث الأممي.
وحول كيفية تعبيد الطريق أمام خطة إحلال السلام، في ظلّ “الإختلالات الجوهرية” و”بذور الحرب” في ردّي طرفي الصراع، يرى المحلل السياسي عبد الوهاب الشرفي، أنّ المتابع للمشاورات في الملف اليمني، وما يحيط بها من حراك سياسي ودبلوماسي، يعرف تماماً أنّ المعضلة في الملف اليمني ليست في مواقف طرفي الصراع اليمنيين، وليست في صيغ الحل المقدّمة، وإنّما في الإرادة السّياسية للحلّ لدى الدور الأممي والدور الراعي للعملية السياسية في اليمن، وبالتالي يضيف الشرفي “إذا وجدت الإرادة لدى هؤﻻء فالحلّ سيكون أسهل ممّا يتصوّره كثيرون”.
وبين “الاختلالات الجوهرية” في ردّ وفد صنعاء على مبادرة ولد الشيخ، وبين “بذور الحرب” في ردّ الرئيس هادي وحكومته، يترقّب الشارع اليمني بفارغ الصبر بارقة أمل لإيقاف معاناته، وإيقاف التدهور الإقتصادي والمعيشي، وقبلهما جميعاً إحلال سلام دائم، وإسكات طبول الحرب إلى الأبد.