د.ابتسام المتوكل: ثقافة القاعدة وداعش وراء العدوان الحقيقي على اليمن وحين تستدعينا جبهة الوطن فنحن حاضرون بالكلمة وبالروح
المسيرة/ خاص
حوار طالب العزعزي:
مع بداية العُـدْوَان السعودي الأَمريكي على بلادنا أَسَّسَ عددٌ من الأدباء والشعراء والمثقفين الجبهةَ الثقافيةَ لمواجهة العُـدْوَان والدفاع عن سيادة البلد.
صحيفة “صدى المسيرة” التقت برئيس الجبهة الدكتورة ابتسام المتوكل، وأجرت معها هذا الحوارَ القصيرَ حولَ هذه الجبهة.
إلى نص الحوار:
– بدايةً دكتورة ابتسام نرحب بك في صحيفة “صدى المسيرة”.. وما الغرض الذي دفعكم لإنشاء أَوْ تأسيس هذه الجبهة؟
مرحباً بكم، الحقيقة أننا أنشأنا هذه الجبهة لوعينا أن للمثقف دوراً كبيراً ومهماً في الدفاع عن الوطن وفي التصدي لأي عُـدْوَان أَوْ أَي انتهاك لسيادة الوطن أَيضاً، ولوعينا كذلك أَن الجزء الحقيقي وراء هذه الأسلحة والصواريخ المدمرة هي حرب ثقافية “وهابية” ثقافة القتل، ثقافة القاعدة وداعش تريد أَن تغزوَ هذا البلد الحضاري الزراعي، البلد الذي له تَأريخ متعايش مذهبياً وَاجتماعياً، فهي حرب ثقافية بالمقام الأول، ولذلك وجَبَ على المثقفين أَن يردوا على هذه الحرب وعلى هذا العُـدْوَان بتكوين جبهة ثقافية، ولذا كان لا بد أَن يُسمع صوت المثقف وَأَن يقول: ها أنا موجود، وحينما تستدعيني جبهةُ الوطن أنا حاضرٌ بالكلمة حتى بالروح.
– كان هذا ربما هدف عام من تأسيس الجبهة، ولكن هل هناك أهْدَاف أخرى؟
الهدفُ الأولُ والأساسيُّ من إنشاء الجبهة الثقافية هو مواجهة العُـدْوَان وإدانته ودعوة كُلّ المثقفين الـيَـمَـنيين للاصطفاف لمواجهة هذا العُـدْوَان وعدم الانخداع بأية مقولات تحاول أَن تجعلَهم بمعزل عن إدانته وَأَيضاً إعَادَة دور الإنْسَـان المثقف؛ لأننا نعرف أَن المثقف في تَأريخ الـيَـمَـن هم قادة المشهد حتى المشهد السياسي.
ومن الأهْدَاف أَيضاً التنبه إلى أَن خطورة الاقتتال الداخلي، والداعم لهذا الاقتتال هو العدو، ونحن كيمنيين واجبنا أَن نوقف هذا النزيف الـيَـمَـني؛ لأنه لا يخدم إلا العدو، ولا يموله ولا يشجع عليه إلا أذنابه في الداخل، وبالتالي نحن نريد أَن يوقف هذا النزيف الداخلي، ونريد أَن تقوى الجبهة الداخلية، نريد أَن نكون جَميعاً صوتاً يمنياً وطنياً واحداً في وجه العُـدْوَان، وهذا ما يقتضي أَن يكون، وَأَيضاً سياقة أهْدَاف جديدة؛ لأن كُلّ مرحلة أهْدَافها ولها رؤاها، والمثقف عليه أَن يرى إلى المتغيرات وَأَن يحدد آلياته رؤاها وأهْدَافه، وهذا ما تقتضيه هذه المرحلة.
إذاً من خلال هذه الأهْدَاف التي رسمتموها.. ما أبرز الفعاليات أَوْ الأنشطة التي نفذتموها منذ بداية تأسيس الجبهة؟
نحن نتركُ التقييمَ بشكل عام للمتابع للجبهة، لكن نستطيع أَن نقول بكل تواضع: إننا أولاً حَرَّكنا المشهدَ الثقافي الذي كان مفرقاً، بمعنى جمعنا أهم الأصوات الثقافية والكثير منها موجودة في الجبهة وداعمة لها.
هذا شيءٌ وَأَيضاً سلسلة من الندوات والفعاليات والوقفات الاحتجاجية، وكان لها صداها، آخرها كانت فعالية التضامن مع أبْنَاء صعدة، ومهما قدمنا يظل قليلاً، لكنه حسب الإمكانيات الموجودة ونسعى الآن لإطلاق رؤية ثقافية لها دور المثقف أَيضاً لمعالجة الثقافات وَأَيضاً المعالجة المستقبلية للعمل الثقافي، يعني العملاء بالأمس كانوا يتحرّجون للعملاء؛ لأن العمالة شيء مُدان الآن صار يعلنُ العَمَالة علناً وَيدَّعي أَنّه وطني وأنه شرعي، وهذه الحالة غير صحية وخطيرة وهي التي ينبغي أَن تعالجَه الجبهة الثقافية، ومعالجتها ليست كمعالجة الأمراض البسيطة بمعنى تحتاجُ إلى سنوات لتعالج.
وما هي الخطواتُ أَوْ الأنشطة التي تنوون القيام بها في الأيام القادمة؟
نحن بصدد إصدار ديوان يجمع قصائدَ لمواجهة العُـدْوَان، وَبصدد إصدار كتاب يجمع القصص القصيرة التي دوَّنها المبدعون من أبْنَاء الشعب الـيَـمَـني لمواجهة العُـدْوَان، وبصدد إعداد حفل فني غنائي موسيقي نحتفي به بالحياة، ونقول للمعتدي بأَنّه لن يستطيعَ أن يخيفَنا رغم صواريخه وطائراته، وبما يفعله فينا، لكننا نهزء به، أَيضاً هناك فعاليةٌ عن النكتة الـيَـمَـنية التي أطلقها الشعب الـيَـمَـني ساخرة من الصواريخ والعسيري ومن أذنابه ومن السعودية، وهي حقيقة ظاهرة تستحق الدراسة الجديرة، وبصدد العديد من الندوات والفعاليات المقبلة التي إن شاء الله يمكننا أَن ننجزَها بالفترة المقبلة.
مَن الداعم الحقيقي للجبهة أَوْ بالأصح من يموّل أنشطتكم وفعالياتكم؟
ليس لدينا تمويلٌ بالمعنى الحقيقي لهذا للتمويل، نحن نعتمدُ على اشتراكات وتبرعات الأعْضَـاء وبعض التنسيق مع الجهات الداعمة، ونحن حقيقةً لا نريدُ تمويلاً؛ لأنه بالإمكان وبالإخلاص والمحبة أَن نتدبرَ شؤون أمورنا مع وجود القليل من التبرعات من الأعْضَـاء والداعمين للجبهة، وهذا الأمر يعزز من الجانب الوطني ويبعدنا من التربح باسم القضايا الوطنية ونحن الآن نريدُ أَن نربح أنفسنا ونربح القضية الوطنية وَأَن نهزم العدو فعلاً وَأَن يجعل اللهُ عَمَلَنا خالصاً لوجه ولوجه الوطن.