المقاتلون اليمنيون يجتاحون قرىَ جيزان ويعزّزون تواجُدَهم في محيط الخوبة
صدى المسيرة- يحيى الشامي:
أربعُ قُرىً سعوديةٍ، بما فيها من مواقعَ وثكناتٍ عسكريةٍ ومساحاتٍ أرضيةٍ واسعة، سيطر عليها مجاهدو الجيشِ واللجانِ الشعبيّةِ، بعدَ عمليةٍ عسكريةٍ كبيرةٍ استمرَّتْ لساعاتٍ من نهارِ الخميسِ الماضي، وانتهت بإحكامِ طَوْقِ الحصار على مركَزِ محافظة الحرث السُّـعُـوْديّة (الخوبة).
وتقعُ القُرى الأربع في الجهة الغربية لمدينة الخوبة، وبالإضافة إِلَى ما تمثّله هذه العمليةُ العسكريةُ من أَهميّة استراتيجية في مسارِ التصعيدِ العسكري ِّالآخذِ بالتصاعُدِ في عُمْقِ الأراضي السُّـعُـوْديّة فإنها تمنَحُ القواتِ اليمنيةَ سيطرةً ناريةً على ما يُعادِلُ أضعافَ المساحةِ الجُغرافيةِ المُسَيطَر عليها.
وكان مقاتلو الجيشِ اليمني واللجانِ الشعبيّةِ، قبل أيام، أعلنوا سيطرتَهم على مواقعَ عسكريةً جنوب مدنية الخوبة أسفل جبل الدود في قرية غاوية، ما أدخل الجيشَ السُّـعُـوْديَّ في حالة من الارباك اضطر على إثرها لتحشيد قواته؛ بهدف استعادةِ موقع المحروق ومواقعَ عسكريةٍ أخرى مجاورة، واستغل المقاتلون اليمنيون حالةَ الارباك لدى الجيش السُّـعُـوْديِّ لتنفيذ عملية اجتياح تكللت بالنجاحِ ووضع أيديهم على أربع قُرى هي (شرق البحطيط، والكرس، والدفينة، القرن).
وبالإضافة إِلَى ما تُمثّله خسارةُ الجيش السُّـعُـوْديّ لهذه المواقع الهامة فقد تكبّد الجيشُ السُّـعُـوْديّ خسائرَ كبيرةً في عديدِه وعتادِه، وَوصف مصدرٌ ميداني مطلع ما حصل للجيش السُّـعُـوْديّ بالمجزرة الرهيبة، مضيفًا أن العددَ الأكبرَ من الجنود السُّـعُـوْديّين تركوا مواقعَهم وانسحبوا قبلَ وصول المقاتلين اليمنيين إليهم، وأشار المصدرُ العسكري إِلَى تدمير سبع آليات مدرّعة ودبابتين أمريكيتين “ابرامز” وإعطاب طقمَين عسكريين في الطريق العام الرابط بين الخوبة ومناطقَ داخل جيزان.
ووزّع الإعلامُ الحربي مشاهِدَ من العملية العسكرية تُظهِرُ عدداً من الجنود السُّـعُـوْديّين ممن لقوا مَصَارِعَهم في العملية، وفي جانبٍ آخرَ توضِّحُ المشاهِدُ لحظاتِ اقتحامِ المقاتلين اليمنيين للمواقع السُّـعُـوْديّة واستهدافِهم للآليات العسكرية في مواقع وتحصينات الجيش السُّـعُـوْديّ، كما تبيّن المشاهدُ كمياتٍ كبيرةً من الأسلحة المتنوعة (الخفيفة والمتوسطة) التي اغتنمها اليمنيون في العملية، وتوضّح واحدةٌ من الوثائق التي عُـثر عليها في حوزة جُندي سعودي، حوالة مالية تتضمن تفاصيلَ ما يتقاضاه الجنديُّ السُّـعُـوْديّ شهرياً من النظام السُّـعُـوْديّ.
جُغرافياً تُعَدُّ سيطرةُ المقاتلين اليمنيين على هذه القرى والمواقع إكمالاً لعملية التفافية واسعة تُنفّذُها القواتُ اليمنية في محيط مدينة الخوبة كانت قد بدأت بالسيطرةِ على قُرى ومناطق تقع إِلَى الجهة الشمالية الشرقية لمدينة الخوبة وهي قرية قمر والظهيرة وما يقعُ في محيطهما من وديان ومرتفعات جبيلة وقرى مهجورة، كما أنَّها وبالنظر إِلَى طبيعة تضاريس الأرضِ التهاميّة في جيزان تهدفُ في نهايةِ المطاف إِلَى إحكام السيطرة على السلسلة الجبليّة المُمْتـدة من وسط جيزان وحتى الأجزاء الغربية الساحلية منها، وهي (جبل الدود، وجبل دخان، وجبل الرميح) ومن شأن السيطرة على هذه السلسلة الجبلية أن تضعَ غالبيةَ مناطق واسعة من جيزان في حُكم المُسيطَر عليها نارياً، وربما سقوطها في الأخير في أيدي المقاتلين اليمنيين.
ولفَتْ مُراقـبـون ومحلّلون عسكريون إِلَى أنّ التصعيدَ العسكريَّ الكبيرَ للمقاتلين اليمنيين في جبهاتِ العُمْق السُّـعُـوْديّ، ومن بينها عملية اجتياح قرى جيزان الذي يأتي بعد حوالي عشرين شهراً من بَدْءِ العدوانِ السُّـعُـوْديِّ الأمريكي على اليمن، يؤكّـدُ فشَلَ دول العدوان في تحقيق أهدافهم العسكرية على الأرض، ويكرّس حقيقةَ فَشَلِ المملكة في حماية أراضيها أو الحَــدِّ من الهجمات العسكرية عليها، ويؤكّد في المقابلِ نجاحَ اليمنيين في خوض معارك الاستنزاف الطويلة وفق استراتيجية قادرة ٍعلى إنهاك الخصم وإرغامِه على التعامل مع الأمر الواقع.
وبالتزامُنِ مع الانتصاراتِ المتتاليةِ التي يُنْجِزُهَا المقاتلون اليمنيون في أراضي السُّـعُـوْديّة تُواصِلُ المدفعيّةُ اليمنيةُ استهدافَ المواقعِ والتحصيناتِ ومراكز التجمعُّات العسكرية السُّـعُـوْديّة في كُلٍّ من عسير ونجران وجيزان، حيث أفاد مصدرٌ ميدانيٌّ بوقوعِ إصاباتٍ محقَّقةٍ في صُفُوفِ الجيشِ السُّـعُـوْديّ في موقعَي الغاوية وملحمة إثر استهدافِهم بقذائفِ المدفعية اليمنية.
وأكدت المصادرُ نشوبَ حريقٍ كبيرٍ في موقعِ الخشل، بالإضافةِ إِلَى سقوطِ عددٍ من الجنودِ السُّـعُـوْديّين بين جريح وقتيل بعد استهداف الموقعِ الواقعِ إِلَى الشرق من مدينة الخوبة، ووقع استهدافٌ مماثلٌ طال موقعَ المعزاب داخل قرية المعزاب شوهدت على إثره سياراتُ الإسعاف تهرَعُ إِلَى المكانِ لإجلاء الجرحى، واستهدفت القُوَّةُ المدفعيةُ تجمُّعاتٍ للجيش السُّـعُـوْديّ في موقعِ الفريضة، ما أدَّى لسقوط قتلى وجرحى في صفوفهم.
كما شهدت عددٌ من المواقعِ العسكريَّةِ السُّـعُـوْديّة في نجران وعسير استهدافاً مكثَّفاً من قِبَلِ القُوَّةِ الصاروخية والمدفعية، من بينها استهدافُ مقرِّ قيادة عليب بعددٍ من القذائفِ المدفعية.