عندما يعترض المرتزقة التابعون!
صدى المسيرة| خاص:
نقلت العربيةُ عن “كيري” تصريحاتٍ يقول فيها بأنه توصّل إلى اتِّفَاق بين “التحالف والحوثيين” حسب تعبيره، من أجل وقف إطْلَاق النار ابتداءاً من هذا الخميس، وقبل أن يفكّرَ الناسُ بالحديث عن التصريحات ومضمونها، وما وراءها وما أمامها، خرج “عبدُالملك المخلافي” ومرتزقة آخرون، يضجون بالرفض لهذا “الاتِّفَاق” المُفترض وينتقدون تصريحات “كيري”.. وهو الأمرُ الذي يستدعي حشد الكثير من علامات التعجب والاستفهام، وعلامات السخرية – إذا وُجدت علامات محددة لها.
“كيري” يتحدث عن اتِّفَاق بين “التحالف والحوثيين”، ما يعني أن حكومة المرتزقة لم تدخل في الحسبة (على فرض سلامة نية التصريحات) ولا غرابة في ضجيج المخلافي وشلّته فهم يرون أنفسهم يُنفون من المشهد في لحظة واحدة، وبدون مقدّمات، ولكن: هل يظن المخلافي أن هذا العدوان كله جاء فعلاً جاءت لأجل أن يعود هو وأصحابه إلى صنعاء حاكمين؟! وهل يظن أن “كيري” كمبعوث لدولة بحجم أمريكا يضع في حسبانه “رضا” مجموعة من المرتزقة في فنادق الرياض؟!.. إذا كان يظن ذلك، فهي مصيبة الغباء، وإذا كان يدري أنه مجرد مرتزق، فالمصيبة أعظمُ.
مهما كانت نية “كيري” من وراء تصريحاته، ومهما كان هذا “الاتِّفَاق” الذي يتحدثون عنه.. فهادي، والمخلافي، ونصر طه مصطفى، وغيرهم.. إلى آخر القائمة، ليس من حقهم أن يعترضوا، فهم لم يكونوا “طرفاً فاعلاً ” منذ البداية، ويجب ألا يتجاوز أي أحد منهم حدود مهنة الارتزاق والتطبيل، وحتى إن اعترضوا فذلك في الحقيقة أمرٌ غير مهم بالنسبة لكيري أَوْ للسعودية.
هناك احتمالان باستطاعتهما تفسير اعتراض المرتزقة: إما أن أمريكا والسعودية قد قررتا تجاوزهم والدخول في مرحلة جديدة، وهذا يضع اعتراضاتهم في خانة “الندب والنواح”، وإما أن أمريكا – أَوْ السعودية – قد أذنت للمرتزقة بالاعتراض لغرض ما، لا أحد يعمله بعد.. والاحتمال الثاني تؤيده تصريحات المخلافي “المتشجعة” على نحو غريب، والتي تقول أن “التحالف ليس طرفاً في الحرب، وكيري يتبع الإدارة الأمريكية القديمة”.