الفصائلُ المسلحةُ بسوريا في رسالةٍ لـ “الإسرائيليين”: عليكم إسقاط الأسد وسوريّة الجديدة لن تكونَ مُعادية لكم
صدى المسيرة| متابعات.. |
ليس سرًّا أنّ عددًا من مسؤولي “الجيش السوريّ الحر” يتعاونون ويُنسّقون مع إسرائيل منذ سنوات. وتل أبيب تقوم تباعًا بنشر الأخبار عن هذه القضية، ويزعم أركانها أنّها تُقدّم العلاج الطبيّ في مُستشفياتها لجرحى هذا “الجيش” لدوافع إنسانيّة ليس إلّا.
وعلى الرغم من أنّ معركة حلب، بات قاب قوسين أَوْ أدنى من الحسم لصالح الجيش العربيّ السوريّ والحلفاء، إلّا أنّ هناك مسؤولين في الجيش المذكور، ما زالوا يُراهنون على الدولة العبريّة، لتكون بمثابة المُخلّص، وتستجب لمُناشداتهم بالعمل العسكريّ من أجل إسقاط نظام الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد، علمًا أنّ صنّاع القرار في إسرائيل، من المُستويين السياسيّ والأمنيّ، سلّموا ببقاء الأسد في سُدّة الحكم، وتحطّمت، بحسب المؤشرات والدلائل على أرض الواقع، أمالهم بإسقاط الأسد وتقسيم سوريّة إلى كيانات عرقيّة وإثنية وطائفيّة.
ومع كُلّ ذلك، ظهر للعلن فصلاً جديدًا من مسلسل تعاون وتنسيق عدد من مسؤولي “الجيش السوريّ الحر” مع إسرائيل، وذلك عبر رسالةٍ وجهها المسؤول السابق في إدارة الإعلام المركزي لما يُطلق عليها القيادة المشتركة للجيش السوريّ الحر وقوى الحراك الثوريّ، ومُنسّق “جبهة الإنقاذ الوطنيّ”، فهد المصري. وكان لافتًا للغاية أنّ الرسالة وُجّهت إلى الشعب الإسرائيليّ وإلى حكومة بنيامين نتنياهو، على حدٍّ سواء.
الرسالة، التي تناولها التلفزيون الإسرائيليّ الناطق بالعربيّة (I24NEWS) في نشرته المركزيّة، دعت دول العالم، وبشكلٍ خاصٍّ إسرائيل، إلى التعاون والمساعدة على إسقاط النظام السوريّ، على حدّ تعبيرها.
وكانت الرسالة بمثابة لقمةٍ سائغةٍ للإعلام العبريّ لتمرير الأجندات الإسرائيليّة الرسميّة، والتأكيد على الرواية الرسميّة بأنّ تل أبيب لا تتدّخل في الشأن السوريّ، وأنّ مُساعداتها للجيش الحر تقتصر على البعد الإنسانيّ، ليس أكثر. التلفزيون المذكور، الذي يُحاول التغلغل في الوطن العربيّ في إطار الحرب النفسيّة الإسرائيليّة لكيّ الوعي في الوطن العربيّ، استضاف المصري عبر برنامج “سكايب”، إلى جانب رئيس “حركة سوريّة السلام” محمد حسين، عبر الهاتف، بهدف إجراء نقاشٍ حول الموضوع.
المصري قال للتلفزيون الإسرائيليّ في معرض حديثه إنّ بعض أَطْرَاف المعارضة تُناشد إسرائيل أنْ تهبّ لمساعدتها، وتدعو لتشكيل مجلسٍ للأمن الإقليميّ، بحسب تعبيره. علاوة على ذلك، رأى المصري أنّه لا توجد علاقة للواقع الميدانيّ، أَوْ التطورات الميدانيّة في حلب أَوْ مناطق أُخْــرَى، بالرسالة التي تمّ توجيهها إلى الشعب في إسرائيل، على حدّ تعبيره.
بالإضافة إلى ذلك، شدّدّ المصري على أنّ الهدف هو كشفّ موقفنا السياسي إزّاء إسرائيل والمنطقة. وتابع: قلنا بكلّ صراحةٍ إنّ سوريّة الجديدة لن تكون قوّة معادية لأيّ قوّةٍ محليّةٍ أَوْ إقليميّةٍ أَوْ دوليّةٍ.
من ناحيته، فقد عبّر حسين عن سعادته بتشكل رأيٍ عامٍّ جديدٍ في صفوف الشعب السوريّ. ولفت إلى أنّ هذا الأمر تمّ تحقيقه بعد جهدٍ كبيرٍ بذلته (حركة سوريّة السلام) منذ نهاية شهر تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2013، بعد اللقاء المباشر مع المسؤولين الإسرائيليين.
واعتبر أنّ هناك مصالح مشتركة في هذه المنطقة لا بُدّ من أنْ تتكامل، موضحًا أنّ الرئيس الأسد هو الذي خلق المشكلة، وهو الذي زرع الكراهية والحقد في أجيال عدّة تجاه إسرائيل، بينما العدو الحقيقيّ هو هذا الأسد ومَنْ يُساعده، وإيرام مثلاً على ذلك، بحسب تعبيره.
ومن جانبه، اعتبر محلل الشؤون الأمنيّة في صحيفة “هآرتس″ العبريّة أمير أورن، خلال حديث مع التلفزيون، أنّه لدى إسرائيل علاقات جيّدةٍ مع بعض قطاعات المعارضة السوريّة. وقال إنّه لو رغبت الدولة العبريّة في التعاون مع فصائل معارضة، ومساعدتها على إسقاط بشار الأسد، لكانت هي التي بادرت إلى ذلك ولما كانت تنتظر التوجه من المُعارضة السوريّة، على حدّ قوله.
ونقل التلفزيون عن مصادر سياسيّة رفيعة في تل أبيب، طلبت عدم الكشف عن اسمها، نقلت عنها قولها إنّ هذه ليست المرّة الأولى التي تتوجّه فيها جهات سوريّة مُعارضة، طالبةً مساعدة إسرائيل. وأوضحت المصادر عينها أنّ هناك علاقات تنسيق مع عددٍ من الأوساط السوريّة، دون أنْ تذكر اسمها.، لافتةً إلى أنّ هذه العلاقات موجودة مع أَطْرَاف مُسّلحةٍ تعمل على الحدود، أي في الجزء المُحرر من هضبة الجولان العربيّة-السوريّة المُحتلّة منذ عدوان حزيران 1967.
ولفت التلفزيون إلى أنّ إسرائيل كانت قد استضافت ثلاث مرّات المُعارض السوريّ كمال اللبواني، عضو الائتلاف السوريّ المُعارض، الذي اقترح عليها مقايضة الجولان مُقابل إسقاطها الأسد. كما حلّ ضيفًا على الدولة العبريّة، تابع التلفزيون، عصام زيتون، ممثّل الجيش الحر، الذي ألقى محاضرة في “مؤتمر المناعة القوميّة الإسرائيليّة”، والذي عُقد في مدينة هرتسليا، شمال تل أبيب.
* رأي اليوم