العاصمةُ صنعاءُ تشهَــدُ مظاهرةً مليونيةً احتفاءً بذكرى المولد النبوي الشريف
صدى المسيرة – خاص
شهَـدَتِ العاصمةُ اليمنيةُ صنعاء، عصرَ أمس الأحد، حشداً مليونياً عظيماً، تآلفت فيه قلوبُ الأطفال مع قلوبِ الرجال مع الشيوخ والنساء القادمين من مختلفِ المحافظات اليمنية، وارتفعت أياديهم معاً بالأعلام الخضراء وأصواتُهم بهتافات التلبية لرَسُـوْلِ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم احتفاءً بذكرى مولده الشريف.
الحشودُ الهائلةُ التي توافدت إلى مقَــرِّ الفعالية المركَزية للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، والتي أقيمت لأول مرة في ميدان السبعين منذ الفجر ولم تنتهِ إلا بانتهاء الفعالية، عبّرت عن عظمةِ هذا اليوم وأهميّة الاحتفالِ به وإيصالِ رسالةِ الشعبِ اليمني المُحِبِّ لدينِه ورَسُـوْله، إلى العالم.
ورفعت الجماهيرُ أياديَها بالأعلامِ الخضراءِ التي تُحمِلُ في طيّاتها عباراتِ “لبيك يا رَسُـوْلَ الله” وَ”أشداءُ على الكفار رحماءُ بينهم”، مرددةً الهتافاتِ المندّدة بالعدوان الأمريكي السعودي وجرائمه في حقّ شعب الإيمان والحكمة وأنصار الرَّسُـوْل.
واعتبرت الجماهيرُ، أن ما يتعرَّضُ له الشعب اليمني من جرائمَ من قبل العدوان الغاشم وحصار خانق هو امتدادٌ لما تعرَّضَ له الرَّسُـوْلُ عليه وعلى آله أزكى الصلاة والسلام، من عدوان وحصارٍ خانق في شعب بني هاشم من قِبل كفار قريش.
ووجّه قائدُ الثورة السَّـيِّـدُ عبدُالملك الحوثي خطاباً جماهيرياً للجماهير المحتشِدة على امتداد ميدان السبعين وكافة أبناء الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية، أشاد فيها بتفاعُلِ الشعبِ اليمني مع ذكرى مولد الرَّسُـوْلِ الأعظمِ، مُشيراً إلى أن جهودَ القوى الظلامية لم تُفلِحْ في تغييرِ انتماءِ شعبنا اليمني المسلم، وأن معاناةَ شعبِنا جَـــرَّاء العدوان لم تثنهِ عن إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف.
وأشار السَّـيِّـدُ القائدُ، إلى أن الأمة كانت فاقدةً لوجودها قَبل مبعَثِ الرَّسُـوْل صلى الله عليه وآله وسلم، وتحولت المفاسد والخرافات إلى معتقدات تحكّمت بسلوك الناس، موضحاً أنه في ذروة استحكامِ الطاغوتِ تحرك أصحابُ الفِيل؛ بهدف وأد المشروعِ الإلهي في مهده وهدم الكعبة.
ونوَّهَ السَّـيِّـدُ القائدُ، إلى أن اصطحابِ الفيل كان بغَرَضِ إخافةِ العرب بكائنٍ غيرِ مألوف وتصويره بأنه “شيءٌ لا يقاوم”، مُشيراً إلى أنه لم يتحقق لأصحاب الفيل ما أرادوا، وحمى اللهُ بيتَه الحرام.
وأكّد السَّـيِّـد القائد، أن الرسالة الإلهية هي المشروعُ العالمي القائم على بسط العدل، وأنه لا خلاص للبشرية بأيّ بديلٍ عنها، وأنها هي المشروعُ الوحيدُ القادر على إحداث التغيير الحقيقي للواقع البشري.
وأشار السَّـيِّـد القائد، إلى أن أمريكا وإسرائيل تفاقِمُ من معاناة البشرية، وتنهب الخيرات، وتصنع الحروب والأزمات، مؤكداً أن النظامَ السعودي المنافِقَ أداةُ شَــــرٍّ لتنفيذ مؤامرات الأعداء، وهدم كيان الأمة من الداخل، وأنه يمثل امتداداً ظلامياً ظالماً يمثّل الانحراف داخل الأمة.
وبخصوص العدوان ومواجهته، أكد قائدُ الثورة أن الشعبَ اليمنيَّ لن يألو جُهداً في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي، مؤكداً أن الجميعَ معنيٌّ بوحدة الصفِّ الداخلي، وحشد كُلّ الطاقات لمواجهة العدوان.
وقال قائد الثورة: لا يخرُجُ عن أولوية التصدّي للعدوان ويتجاهل هذا الواجب إلا مارقٌ متبلدٌ، مفلس ومفرَّغٌ من شعوره الإنساني.
وكانت الحشودُ الجماهيريةُ قد استمعت إلى قصيدة شعرية ألقاها الشاعر مُحَمَّـد النُّـعْــمِي عبّر فيها عن أهميَّةِ الاحتفالِ بالمولدِ النبويِّ الشريفِ وما يتعرض له شعبُنا من عدوان أمريكي غاشم أهلَكَ الحرث والنسل.
وشهدت ساحاتُ الاحتفال ترتيباً أمنياً وتنظيمياً نال استحسانَ الحشود الحاضرة.
وفي ذات السياق ثمّن عبّاس شرف الدين، المشرف العام على الاحتفال المركزي للمولد النبوي على صاحبه وآله أفضل الصلاة والتسليم، الجهودَ التي بذلَها طاقمُ اللجنة التحضيرية لإحياء ذكرى مولد الرَّسُـوْل الأعظم، وكُلُّ مَن ساهم في الإعداد والتحضير لكافةِ تجهيزات الاحتفال المركَزي والذي أقيم عصر أمس في ميدان السبعين بصنعاء.
وأكَّدَ شرف الدين، أن قائدَ المسيرة القرآنية السَّـيِّـدَ عبدَالملك بن بدر الدين الحوثي أولى اهتماماً كبيراً ومتابعةً مستمرَّةً خلالَ فترة تجهيز وتحضير ساحة الاحتفال، مُشيراً إلى أن الاحتفالَ بالمولدِ هو رسالةٌ لقوى العدوان بأن استمرارَ العدوان لن يثنيَ الشعبَ اليمني عن الاحتفال والابتهاج بذكرى المولد النبوي الشريف، وأنهم على استعدادٍ لبذلِ الغالي والرخيص في سبيلِ إعلاءِ كلمة الله سُبحانَه وتعالى، والدفاع عن رَسُـوْله صلى اللهُ عليه وآلَه وسلم وعن الأرض اليمنية.
وفي ذات السياق شهدت كُلٌّ من محافظات تعز والحديدة وحجة وعدد من المحافظات اليمنية الأخرى، احتفالاتٍ جماهيريةً كبيرةً، عصر أمس الأحد، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضلُ الصلاة وأزكى السلام، ويعد هذا هو الاحتفال الثاني في ظل العدوان الأمريكي السعودي الغاشم على اليمن.