القضية الفلسطينية في خطابات السَّـيِّـد عبدالملك الحوثي وأدبيات أنصار الله
صدى المسيرة| خاص
- تعمدُ الأنظمةُ العربيةُ إلى صَرْفِ ذهنية شعوبها عن العداء لـ “إسرائيل” وتوجيهها إلى عدو آخر
- القضيةُ لا تخُصُّ الشعبَ الفلسطيني بمفرده، وإنما تُعتبَرُ قضيةً للأمة بكلها والمقدسات في فلسطين هي مقدسات للأمة بكلها
- الأنظمةُ العربية والإطارُ الرسمي العربي كبَّلَ الشعوب عن القيام بدورها وكان حاجزاً مانعاً لها من التواصل المباشر المنظّم الشعب الفلسطيني والمقاومة في فلسطين
- من أعظم ما استفاد منه العدو الإسرائيلي وشريكته أمريكا في واقع أمتنا العربية على المستوى الشعبي هو حالة الغفلة والنسيان والإهمال والنسيان وعدم الالتفات الواعي والعملي الهادف إلى تغيير الواقع المرير السيء
حضرت القضية الفلسطينية بشكل بارز واهتمام كبير في خطابات السَّـيِّـد عبدالملك الحوثي التي يُلقيها في احتفالية ذِكْــرَى المولد النَّبَـويّ الشريف في كُلّ عام وكذا في محاضرات الشهيد القائد السَّـيِّـد حسين بدرالدين الحوثي باعتبارِها القضيةَ المركزيةَ والأساسَ التي يرتبط بها واقعُ المنطقة بكلها وواقع الشعوب الإسْـلَامية بأجمعها، ولها ارتباطها الوثيق بكل ما يحصل في المنطقة على كُلّ المستويات الاقتصادية والسياسية والعسكرية.
ويدعو كُلّ شعوب أمتنا إلى التوحُّد والتآخي والاعتصام بحبل الله جميعاً، والتعاون لمواجهة الأخطار والتحديات بدءً بدعم الشعب الفلسطيني المظلوم ومناصرته لاستعادة الأرض والمقدسات؛ باعتبار أن القضية الفلسطينية لا تخُصُّه بمفرده، وإنما تُعتبَرُ قضيةً للأمة بكلها والمقدسات في فلسطين هي مقدسات للأمة بكلها، فيما يعتبر شعب فلسطين جزء لا يتجزأ من الأُمَّـة العربية والإسْـلَامية وأرض فلسطين أَيضاً جزء من الأرض العربية والإسْـلَامية.
ونبه السَّـيِّـدُ عبدُالملك الحوثي كُلّ شعوب أمتنا الإسْـلَامية إلى العدو الحقيقي الذي يستهدفها ويحيك لها المُخَطّطات لاستهداف شعوبها بكلها من خلال أدواتها في المنطقة من خلال المد التكفيري الإجرامي، داعياً الشعوب إلى الوعي واليقظة تجاه مؤامرات الأعداء التي يسعون من خلالها لإثارة الفتن وتقسيم البلدان وتفكيك الكيانات من جديد وإغراق الأُمَّـة في صراعات جانبية وقهر الشعوب.
ويرى أن الأنظمةَ العربية والإطار الرسمي العربي كبَّلَ الشعوب العربية عن القيام بدورها وكان حاجزاً مانعاً لتلك الشعوب من التواصل المباشر المنظم مع شعوب المنطقة العربية والشعب الفلسطيني والمقاومة في فلسطين.
وأوضح في خطاباته أن الدورَ الذي يقومُ به حزب الله في لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي والتصدي له هو دورٌ لصالح كُلّ العرب ولصالح المسلمين ولصالح لبنان باعتباره يواجِهُ عدواً لكل العرب ولكل المسلمين.
معتبراً مَن يشوّه هذا الأدوار بأنه عميلٌ ومرتهنٌ وفاشل، حيثُ أن كُلَّ الشعوب العربية والإسْـلَامية تعرف من هو حزب الله وماذا قدم حزب الله لبلده وأمته.
ولما للقضية الفلسطينية من أَهَميَّـة يقولُ السَّـيِّـدُ عبدُالملك الحوثي: (سنبدأ من حيث يجب أن نبدأ من القضية الأساس القضية الفلسطينية المظلومية الأكبر التي تتفرع عنها كُلّ المظالم في منطقتنا والعالم الإسْـلَامي).
ويشُدُّ السَّـيِّـدُ عبدالملك الحوثي انتباهَ الشعوب إلى المشهد الفلسطيني الذي تتجلّى فيه بشاعة وإجرام وطغيان العدو الإسرائيلي المتوحش والذي يقدمُ الشواهدَ الكبيرة على أنه هو العدو الحقيقي والخطر بكل ما تعنيه الكلمة على أمتنا، وما يمثله من خطورة بالغة على الأمن والاستقرار والسلام في عالمنا العربي والإسْـلَامي ككل وفي العالم أجمع.
معتبراً أن المشهدَ الفلسطيني تتجلى فيه الحقائق ويقدم الدروس ويكشف الزيف، ما يؤكّد على صمود وثبات الشعب الفلسطيني العظيم الذي يعاني معاناةً كبيرة بمظلوميته الكبيرة التي طال أمدها وزمانها، لكنه بصمود وثباته لم يستسلم لا بعامل الزمن ولا بحجم المظلومية والمأساة في ظل خذلان كبير على المستوى العربي والإسْـلَامي إلا القليل.
ويرى السَّـيِّـد عبدالملك الحوثي أن الشعبَ الفلسطيني يحمل من القيم التي ينتمي إليها والمبادئ السامية والعظيمة التي يحملها هو شعبٌ أبي قرر أن يتقدمَ إلى الأمام في أدائه المقاوم والمجاهد الرامي إلى انعتاقه وتحدده من هيمنة وسيطرة واحتلال العدو الإسرائيلي.
وركّز السَّـيِّـد عبدالملك الحوثي في خطاباته إلى قضية هامة جداً وهي تغييب القضية الفلسطينية عربياً، حيث أكد أن: (سياسات الأنظمة العربية في مختلف المجالات على مستوى التربية والتعليم وعلى المستوى الاقتصادي وعلى المستوى الإعلامي لتغييب القضية الفلسطينية، في ظل انعدام مشاريع عملية تستوعب حالة التفاعل الشعبي نحو القضية الفلسطينية بمستواها الكبير باعتبارها القضية الأُمَّـة التي يرتبط بها واقع المنطقة بكلها وتتفرغ منها كُلّ المظالم في شعوبنا العربية والإسْـلَامية).
ويوجّه الشعوبُ العربية والإسْـلَامية إلى الالتفات والتأمل في حجم المظلومية الكبيرة لفلسطين وشعبها ومئات الشهداء الذين تزفهم غزة يومياً، واستهداف كُلّ مظاهر الحياة هناك، والوحشية البشعة للعدو الإسرائيلي وجرأته الفظيعة على قتل الناس).
وينبّه السَّـيِّـدُ عبدالملك الحوثي كُلّ شعوب الأُمَّـة العربية والإسْـلَامية من خطورة هذا العدو، معتبراً من جرائمه (جرس تنبيه يجب أن يوقظ الأُمَّـة، ويوقظ من لا يزالُ في قلبه ذَرَّةٌ من الإحساس والإنْسَانية، يوقظ مَن لا يزال يعي ويدرك ويتنبّه إلى طبيعة ما يحصُل).
وفي ذات السياق يشيرُ إلى أن مِن أعظم ما استفاد منه العدو الإسرائيلي وشريكته أمريكا في واقع أمتنا العربية على المستوى الشعبي هو حالة الغفلة والنسيان حالة الغفلة والإهمال والنسيان وعدم الالتفات الواعي والعملي الهادف إلى تغيير هذا الواقع المرير السيء.
حيث أنه من الطبيعي أن تجعلَ الأُمَّـة من الأحداث الرهيبة والهائلة والأوجاع الكبيرة حافزاً يدفعها إلى بناء نفسها، وإصلاح واقعها.
السياسةُ العربيةُ تجاه القضية الفلسطينية:
يشير السَّـيِّـد عبدالملك الحوثي في خطاباته إلى تواطؤ بعض الجهات الرسمية العربية واتخاذها مواقف سلبية تجاه الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة والجهاد، بالإضافة إلى سياسة تدجين العربية والإسْـلَامية سياسياً بما يخدم إسرائيل حيث تعمد الأنظمة العربية إلى صرف ذهنية شعوبها عن العداء لإسرائيل وتوجيهها إلى عدو آخر، وفي ذات الوقت تسعى إلى إغراق المنطقة في مشاكل داخلية بحيث لا تتمكن من الالتفات إلى قضاياها الكبرى وتتنبه لعدوها الحقيقي الذي يمثل الخطورة الحقيقية عليها.
ويحرص السَّـيِّـد عبدالملك الحوثي على توضيح الشراكة الأمريكية لإسرائيلي في عدوانها على الشعب الفلسطيني قائلاً: (اليوم شعبنا الفلسطيني يقتل بالسلاح الأمريكي وقنابل وصواريخ أمريكية كون أمريكا هي من توفر لإسرائيل السلاح والدعم السياسي على المستوى الدولي وفي مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وأمريكا تقدم الأموال الهائلة وتقف مع إسرائيل جنباً إلى جنب في معركتها وعدوانها البشع ضد الشعب الفلسطيني).
موقفُ أنصار الله من القضية الفلسطينية:
وفي إحدى الخطابات أوضح السَّـيِّـد عبدالملك الحوثي موقف (أنصار الله) تجاه القضية الفلسطينية قائلاً: (ما حرصنا عليه في مسيرتنا القرآنية كـ(أنصار الله) أن ننطلق في مشروع عملي بـ(شعارنا) بمشروعنا العملي البناء، بثقافتنا الجهادية، وثقافتنا الممانعة والمقاومة والمناهضة لأعدائنا، كذلك على مستوى حرصنا ودفعنا الدائم إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، وإلى أن نجعل من قضايا الأُمَّـة الكبرى أساساً في مشاريعنا العملية، وفي رؤانا على المستوى السياسي وعلى المستوى الاقتصادي، ليستفادَ منه ليكونَ حافزاً للبناء والنهضة.
وقال السَّـيِّـد عبدُالملك الحوثي: (سنحرصُ على أن نسعى لنكونَ أقوياءً، إذا اتجهت شعوبُنا إذا اتجهت أمتنا إذا اتجهت منطقتنا الإسْـلَامية في العالم والعربي وغيره من هذا المنطلق؛ لمواجهة التحدي؛ لتكون بمستوى الأخطار والتحديات حتى تتمكن من مواجهتها، معناه أن يتجه الجميع اتجاها بناءً لبناء الواقع لإصلاحه لترميمه، حتى نكون أقوياء، وسيتغير واقعنا بشكل عام، وسيكون هذا مدخلا إلى واقعنا الداخلي كشعوب عربية).
سياسةُ الأعداءِ لتصفية القضية الفلسطينية:-
ويعطي السَّـيِّـد عبدالملك الحوثي في خطاباته إشاراتٍ إلى مُخَطّطات العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي والتي تهدفُ أن تبقى الحالة العربية تنحدِرُ نحوَ الأسفل على كُلّ المستويات وأن يوصلوا الشعوب العربية إلى منتهى العجز واليأس وفقدان الأمل وانسداد الأفق إلى أن يتمكّنوا من تصفية القضية الفلسطينية، في مرحلة يصل الناس إلى أن تزدادَ عليهم القيودُ والمشاكلُ الكبيرةُ وحالة الضعف والعجز في الوسط العربي العام، لتعم حالة الاحتلال وحالة السيطرة من جانب الأعداء.