ما لكم وَلهذا الفتى اليماني؟!
الشيخ عبدالمنان السنبلي
وَأنا أستمعُ إلى خطابِه بذكرى المولد النبوي الشريف، كمواطنٍ يمنيٍ مسلمٍ، وَأتفحّصُه كلمةً كلمةً، لم أَجِــد الرجلَ قد زاغ عن الحق قَيْــدَ شعرةٍ واحدةٍ، فلماذا إذاً كُلُّ هذا التحامل عليه وَعلى مشروعه ليس من اليوم أَوْ الأمس القريب فحسب، وَلكن منذ الوهلة الأولى؟!
لقد استطاعَ السيدُ عبدُالملك الحوثي في خطابه هذا أن يُسقِطَ بكليماتٍ معدوداتٍ كُلَّ ادّعاءات وَافتراءات خصومه بحنكةٍ عاليةٍ وَمهارة فائقة تنُــــمُّ عن عبقرية فذة متطورة وَناتجة عن معرفة واسعة وَإلمامٍ شامل بطبيعة الوضع القائم بكل التواءاته وَتعقيداته.
فصاحته وَما تحملُه من بلاغةٍ وَانسيابية في الطرح وَالتنقل من فكرة إلى أُخْــرَى تعكسُ حقيقةَ انتمائه إلى مدرسة فكرية وَتنويرية عريقة تجعلك تدرك جيداً أنك أَمَـام إنسانٍ ليس بالسهل عليه أن يكونَ فريسةً سهلةً للتأثر السلبي أَوْ عرضة لسطوة الأفكار المستوردة من خارج الحدود، بل على العكس من ذلك، فشخصيةُ الرجلِ تبينُ أنه من النوع الذي يكون أقربَ إلى أن يكونَ مصدرَ إلهام للكثيرين من الناس، فلا إيران وَلا غير إيران يمكن لها أن تمرر سياساتها الخَاصَّـة عبر مثل هكذا نوع من القادة الذين يعتزون بأَنفسهم وَهُويتهم الوطنية وَالعربية.
بالله عليكم، مَن أحقُّ أن يُتبَّعَ؛ شابٌّ بسيطٌ لا يميّزه عن عموم البسطاء من الناس شيءٌ سوى أنه حين يتكلم، يتكلمُ بالقرآن وَيدعو إلى القرآن وَيرتادُ المساجد وَيحمِلُ على عاتقِه هَــمَّ وطنه وأُمَّته وَما تعانيه من هوانٍ وَفرقةٍ وَانقسام، أمْ شابٌّ متخمٌ هناك بالمال وَالغرور بالكاد يستطيع أن يتكلم العامية وَلا يعرف طريقاً يرتاده إلا إلى مسارح اللهو وَالقمار في أوروبا وَأَمريكا حتى أنه اشترى فقط لغرض الترفيه وَالاستجمام (يختاً) بما قيمته يعادل ميزانية دولةٍ بأكملها؟!
بصراحةٍ عندما أرى معارضي وَخصوم الصنف الأول هم من مناصري وَداعمي الصنف الثاني، أدرك جيداً أن الانطباعَ الذي تشكّل لدي كمراقب عن شخص السيد الشاب عبدالملك الحوثي هو التصور الأقرب إلى حقيقة شخصية الرجل!
عموماً الرجل ركّز في خطابه على نقاطٍ هامةٍ أهمها التأكيدُ على حق الشعب اليمني في صد وَمواجهة العُـدْوَان طالما لم يتوقف أَوْ يتراجع عن بغيه وَكذلك التشديد على وجوب الحفاظ على وَحدة الجبهة الداخلية واصفاً من يسعون إلى شق الصف (بالمارقين)، إلا أن الأهم من ذلك هو التأكيد على أنه لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن يكونَ مظلةً حاميةً للفساد أَوْ للمجرمين الذين يجرمون بحق الشعب سواءٌ أكانوا من اللجان الشعبية أَوْ المُؤَسّسات الأُمنية وَكانه بذلك أَرَاد أن يوصل رسالة خَاصَّـة إلى أناسٍ معيّنين فهمها الجميعُ.