السعوديةُ تستعينُ بالقاعدة وميليشيا الإصلاح بحثاً عن انْتصَارٍ في الحدود دون جدوى
صدى المسيرة: يحيى الشامي
بعد أن حشدت وجنّدت آلافَ المرتزقة والمنافقين من أصقاع اليمن، مستفيدةً من الأَوْضَاع الصعبة التي خلقها العُدْوَان، تستميتُ السعودية في محاولاتها اختراق الأراضي اليمنية من منفذَي البُقع وعلب الحدوديين بين البلدين، محتميةً خلف الآلاف من المغرّر بهم واللاهثين خلفَ المال السعودي.
ويتجاهل هؤلاء المجندون حقيقتين أولها: أنهم يقاتلون شعبهم وضد وطنهم في صف العُدْوَان وتحت مظلته ولمصلحة مشاريعه، وثانيهما: أن كثيراً من هؤلاء المنافقين يلقون مصارعهم هنالك حيثُ يُقاتلون نيابةً عن الجيش السعودي، وفداءً لأمراء النفط ولا يتمكنون من العودة إلى محافظاتهم التي تحرّكوا منها.
الجديد في الموضوع هو ما حصلت عليه “صدى المسيرة” من أخبار مؤكّدة تُفيد بتعمُّد الجيش السعودي قتل كُلِّ مَن يُحاول التراجع عن المعركة أَوْ الانسحاب منها، وقد سُجّل خلال الأيام الماضية – وفق تأكيدات المصدر – مقتلُ العديد منهم على أيدي قوات الجيش السعودي وحرس حدوده ممّن يُديرون المعركة ويُشرفون عليها.
وَخلال الساعات الماضية تصدّى مقاتلو الجيش اليمني واللجان الشعبية لزحفَين كبيرين باتجاه منفذي البُقع وعلب الحدوديين، وبالإضافة إلى مشاركة أعداد كبيرة من منافقي العُدْوَان في الزحفين، فقد شارك فيهما الجيش السعودي بإدارة العملية ومساندتها بالطيران بأنواعه (العمودي وَالحربي)، فضلاً عن عشرات الآليات العسكرية المدرعة المتنوعة (دبابات وأطقم عسكرية وناقلات جُند ومعدات ثقيلة لشق وتعبيد الطرق).
وذكر مصدرٌ ميدانيٌّ لصدى المسيرة وقوعَ مجزرة صُرعَ فيها عشرات المنافقين ممن حاولوا التقدم باتجاه منفذ علب، وذكر المصدر أن المنافقين زحفوا بصورة عشوائية دون تخطيط مسبق أَوْ الاستناد إلى معلومات عسكرية وجغرافية كافية عن المنطقة، وقال المصدر إن النظام السعودي دفع بمرتزِقته ومنافقيه إلى مواضعَ هو يعرف مُسبقاً صعوبة تضاريسها وإحكام المقاتلين اليمنيين السيطرة عليها والتحكم في محاورها وَمرتفعاتها الجبلية.
وتحدث المصدرُ عن انتشار عشرات الجثث التابعة للمرتزقة في محيط المنفذ، مؤكداً أن من بين القتلى قياداتٍ ينتمون إلى تنظيمَي القاعدة وَداعش، وجماعات سلفية متشددة وأعضاء منتمين إلى حزب الإصلاح، مضيفاً أن من بين من عُرفت هوياتهم مُجنّدين استُقدموا من محافظتي البيضاء وتعز كانوا يتولّون قيادات مجاميع المنافقين في ما يُسمّى بالمقاومة وآخرين يتبعون تشكيلات قتالية مشاركة في قتال الجيش اليمني واللجان الشعبية في محافظة تعز مثل مجاميع أبي العباس وغيرها من الجماعات التكفيرية المقاتلة في صفوف العُدْوَان السعودي ضد اليمنيين.
ويؤكد حديثُ المصدر العسكري لصدى المسيرة حقيقةَ العلاقة القوية التي تربط النظام السعودي بالجماعات التكفيرية والتنظيمات الإرهابية المحظورة، وهي العلاقةُ التي انكشفت متانتها وتبّدت أواصرُها في العُدْوَان على اليمن بصورة غير مسبوقة، معزَّزَةً بالصور ومقاطع الفيديو المصورة التي تُثبت هُويات كثير من القتلى المنخرطين في صفوف الجيش السعودي، وينشُرُ الاعلام الحربي بشكل دوري هذه الصورَ عقب كُلّ معركة وعملية عسكرية تدورُ في جبهات العُمق السعودي أَوْ على الحدود بالقرب من المنفذين كما حصل مؤخراً.
وتتزامن هذه المحاولاتُ العسكرية مع اجْتمَاع الرباعية المنعقد في الرياض، الأحد، لمناقشة تطورات الملف اليمني من زاوية التدخل الخليجي، واللافت في الأمر من وجهة نظر مراقبين هو التجاهل الرسمي والاعلامي الغربي إلى تحشيد السعودية لعناصر وقيادات تكفيرية للقتال نيابةً عن جيشِها في معارك حدودها الجنوبية بالرغم انكشاف الأمر أَكْثَـر من مرة وفي غير موضع وجبهة داخل أراضي السعودية.
على صعيد العمليات القتالية التي يُشنها المقاتلون اليمنيون في جبهات ما وراء الحدود حصلت الاستخبارات العسكرية اليمنية التابعة للجيش واللجان الشعبية، على معلومات تُفيد بمصرع ضابط من الجنسية الباكستانية برتبة مُقدم يُدعى محمد فضل ويعمل كمشرف على بعض من العمليات العسكرية في صفوف الجيش السعودي وقُتل مع الضابط الباكستاني ضابطان سعوديان في قصف مدفعي استهدفهم في منطقة محاذية لمنفذ علب.
وقد شهدت المنطقة نفسها قصفاً مُكثّفاً على مواقع الجيش السعودي خلف المنفذ والمواقع العسكرية القريبة، كما استهدفت الصاروخية اليمنية تجمّعات لمنافقي العُدْوَان في موقع عرابة خلف المنفذ، وموقعاً آخر ربى ظهران، واستهدفت بالكاتيوشا موقع الشبكة.
وفي جبهة نجران التي شهدت أحدَ أضخم الزحوفات باتجاه منفذ البُقع دمَّرَ الجيش اليمني واللجان آليتين عسكريتين مدرعتين في موقع الشجع بالتزامن مع التصدّي للزحف على المنفذ الذي استمر من ساعات مساء السبت وحتى صباح الأحد، وَتحدّث مصدرٌ ميدانيٌّ عن تدمير عددٍ من الآليات ومصرع عشرات المنافقين في العملية، وبالقُرب من منفذ الخضراء دمّر المقاتلون اليمنيون آلية سعودية، ما أسفر عن مقتل مَن كانوا على متنها من الجنود السعوديين.
وفي وقت لاحق وزّع الاعلام الحربي مشاهدَ توثق عملية مداهمة مجاهدي الجيش واللجان الشعبية لموقع العش ورمي الجنود السعوديين المتواجدين في الموقع بالقنابل اليدوية.
وَواصلت القوة الصاروخية والمدفعية استهداف معسكرات ومواقع الجيش السعودي في جيزان بدْءاً من ميدي وحتى المواقع والثكنات الواقعة في محيط مدينة الخوبة والجابري والخشل، ونفذت وحدةُ القناصة التابعة للجيش اليمني واللجان ثلاث عمليات قتل فيها ثلاثة جنود سعوديين في موقع الفريضة وموقع تبة الرمضة بالطوال.
وفي الساعات الأخيرة استهدفت القوة المدفعية تجمّعات منافقي العُدْوَان شمال صحراء ميدي بقذائفَ، محققةً إصاباتٍ مباشرةً.