النظام السعودي يفرض تجنيد مقيمين يمنيين للقتال دفاعاً عن حدوده.. تراكُمُ الخيبة والفشل: السعودية تُهزَمُ بجيشها وبمرتزقتها
صدى المسيرة: يحيى الشامي
تراوِحُ العملياتُ العسكرية السعودية مكانَها على أعتاب منفذَي علب والبقع الحدوديَّين، بالرغم من اعتماد النظام السعودي، استراتيجيةً جديدةً يقوم من خلالها برصد المقيمين اليمنيين فديها وإجبارهم على التجنيد ليتم بعد ذلك إرسالهم إلى الحد الجنوبي للقتال ضد إخوانهم اليمنيين، بالتزامن مع استقدام آلاف المرتزقة والمنافقين للقتال بدلاً عن جيشِه وحرس حدوده.
ولا يبدو أن أيَّ انتصار سيُكتب لهذه الاستراتيجية العسكرية الجديدة مع توالي انكسار الزحوفات التي يقودُها الجيش السعودي ويُقدِّمُ لها مئات المنافقين اليمنيين المأجورين، والتي كان آخرها عملية تَصَــدٍّ لمحاولة تقدم باتجاه منفذ علب، ووفقاً لإفادة مصدر ميداني لصدى المسيرة فإن أعداداً كبيرةً من منافقي العدوان لقوا مصارِعَهم في العملية، التي حظيت بغطاء جوي مكثّف شن عبره طيران العدوان السعودي الأمريكي عشرات الغارات، بالتزامن مع انطلاق عمليات الزحف.
وأضاف المصدر أن قواتٍ سعودية خَاصَّـة شاركت في الزحف على المنفذ، مُضيفاً أن هذه القوات، وكما كُلّ مرة بقيت محتمية خلفَ المجنّدين اليمنيين ممن قدمتهم كدروع لها، وأكد المصدر تصدي الجيش اليمني واللجان الشعبية للزحف بعد تدمير عدد من الآليات السعودية المُشاركة في العملية، ولفت المصدر إلى أنه وبالرغم من محاولة القوات السعودية الابتعاد قدر الإمكان عن خطوط النار إلّا أن نيران المقاتلين اليمنيين طاولتهم، مَـا أدَّى إلى مقتل عدد من الجنود السعوديين.
وبالتزامُن مع العملية شنت المدفعيّة والصاروخية اليمنية قصفاً مُركّزاً استهدف مواقعَ الجيش السعودي باتجاه منفذ علب والشبكة والملطة ومواقع تتواجد خلف المنفذ، فيما بلغ عددُ الغارات في محيط المنفذ والأماكن المجاورة خمساً وعشرين غارة، فضلاً عن غارات طيران الأباتشي والاستطلاعي.
وفي جيزان أعلن مصدرٌ عسكري مصرع ضبّاط وجنود سعوديين في عملية قصف نوعية لإحْدَى المقرات العسكرية السعودية في موقع المقرن واشتعال النيران في الموقع، وتُعد هذه هي المرة الأولى تصلُ فيه نيران المدفعية اليمنية إلى هذه المواقع العسكرية السعودية الواقعة إلى الشرق من جيزان.
في سياقِ اتساع رقعة المعارك التي يُديرها الجيش اليمني واللجان الشعبية في جيزان، ويتبع هذا الموقع إدارياً محافظة الخشل التابعة لمنطقة جيزان، كما أن استهدافه بسلاح المدفعية مؤشراٌ آخر على اقتراب المقاتل اليمني من مواقعَ عسكرية سعوديّة بالرغم من تحصيناتها المُشدّدة وإجراءات الرقابة الكبيرة المُتخذة حول تلك المواقع.
وإذا قام النظامُ السعوديُّ باستبداله جنود جيشه بمجنّدين ومرتزقة يسعى لإحداث أي خرق في الجانب اليمني، فإن نتيجةَ خطوته هذه ارتدت عكسياً عليه على المدى البعيد والمنظور، حيث تكرّس بهذه الخطوة مزيداً من القناعة بفشل جيشه وتدهور سمعته المصطنعة، وهو ما ذهبت إليه تقاريرُ صحفيةٌ غربيةٌ تحدثت عن الموضوع بإسهاب موردة كثير من التفاصيل المثيرة عن الأداء المتردّي للجيش السعودي الذي يتربع على مرتبة أكثر جيوش العالم من حيث الانفاق عليه وَحصوله على أحدث وأقوى الإمكانيات العسكرية وهو في الوقت نفسه أسوأ الجيوش أداءً، ووصفت هذه التقارير الجيش السعودي بأنه نمر من ورق.
بصورة أَوْ بأخرى، لم يعد يومياتُ مجريات المعارك في جبهات الحدود بين البلدين تتعلقُ بانتصار عسكري أَوْ انتكاسة لطرف ما، بقدر ما هو اليوم مرتبط بمكانة ومستقبل نفوذ وحدود وجود على الخارطة السياسية في المنطقة والعالم لطرف على حساب أحد أطراف الحرب، الأمر يتجاوز فشل أداء عسكري إلى مسألة مصير أكبر أسرة ملكية وأطولها عمراً تتربّع على عرش الحُكم في أرض شبه الجزيرة العربية.
هذا الوعي يحمله كُلّ المقاتلين اليمنيين في جبهات ما وراء الحدود ويترجم يوميا بصمودهم وبطولاتهم على مختلف محاور القتال.
- مجاميع المرتزقة تهرب من جحيم المنافذ وتعود إلى الجنوب
مع اشتداد المعارك، في جبهتَي البقع وعلب، وتزايد عدد الرحلات التي تصل إلى عدن والمحافظات الجنوبية، المحملة بالأكياس السوداء التي تلف جثث القتلى، تترسخ قناعة لدى المئات من أبناء المحافظات الجنوبية، بأن النظام السعودي وضعهم وسط جحيم حقيقي، ضمن معركة لا علاقة لهم بها، في وقت تشهد عدن التفجيرات الانتحارية التي تودي بحياة المئات، والتي كان آخرها عمليتين انتحاريتين قضت على المئات منهم أمام معسكر الصولبان في غضون أسبوع واحد.
تلك الصورة القاتمة دفعت المئات من المجندين لحساب النظام السعودي إلى العودة عبر منفذ الوديعة الحدودي، إلى محافظاتهم، وسبقهم الكثير وتعرض بعضهم لإطلاق نار من قبل الجيش السعودي، الذي يحتجز الآلاف ويجبرهم على التقدم في المعارك، وفي كُلّ يوم يعود القليل منهم إلى المخيمات فيما تمتلئ مناطق الاشتباكات بجثث القتلى.