رئيسُ لجنة الأسرى والمفقودين في حوار لـ “صدى المسيرة”: لا مانعَ لدينا من تبادل الأسرى بأي شكل والعدوانُ يحول دون التبادُل حتى لا تتقارَبَ الأطرافُ اليمنية
نعامِلُ أسرى المرتزِقة بأرقى المعاملة ونعطيهم كافةَ حقوقهم وننسِّقُ مع المنظمات الدولية لتفقُّدِهم
ليس هناك مفقودون وإنما أسرى قام الطرفُ الآخرُ بإخفائهم
المرتزِقةُ اشترطوا الإفراجَ عن أسماء محددة للهروب من تبادل إجمالي للأسرى
العدوانُ يقفُ حائلاً دون عمليات التبادُل حتى لا تتقارَبَ الأطرافُ اليمنية
صدى المسيرة/ زكريا الشرعبي
أكد رئيسُ لجنة الأسرى والمفقودين، عبدالقادر المرتضى، أن العدوانَ يقفُ وراء عدم اتمام صفقات تبادل الأسرى بين الجيش واللجان الشعبية من جهة والمرتزقة من جهة ثانية.
وأشار المرتضى في مقابلة أجرتها معه صحيفة صدى المسيرة، إلى أن العدوانَ منَعَ اتمامَ صفقة كانت ستتم بين الجيش واللجان الشعبية والجماعات المسلحة في الجنوب، والتي كانت في طريقها بالحبيلين، موضحاً أن مليشيات ما يسمى لواء الحزم الأمني التابع للإمارات قام باعتراض موكِب الأسرى وقطع الطريق عليهم وتحليق طيران الاحتلال وتهديده بقصف الأسرى في حال عدمِ إعادتهم إلى عدن.
ونوّه رئيسُ لجنة الأسرى إلى أن الأسرى الموجودين لدى الجيش واللجان الشعبية ينالون أحسنَ المعاملة وكافة الحقوق، مُؤكّداً أن المنظمات الدولية تشهَدُ على حُسْن هذه المعاملة على عكس قوات المرتزقة التي تقومُ بتعذيب الأسرى ومعاملتهم بأبشع الأساليب.
وطمأن المرتضى أهالي أسرى الجيشَ واللجان الشعبية، بأن اللجنةَ تبذُلُ قُصارى جهدها لمتابعة الأسرى، وأن القيادة السياسية وقائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي توليان ملف الأسرى أولوية على كافة الملفات الأُخْــرَى، وفيما يلي نص المقابلة.
– ماذا أنجزت اللجنةُ الوطنيةُ لشؤون الأسرى منذ أن تم تشكيلها؟، وما هي العراقيلُ التي تواجهها؟
لجنة الأسرى شُكِّلَت قبل حوالي سنة وثلاثة أشهر، بتوجيه من السيد حفظه الله؛ لمتابعة موضوع الأسرى، بعد الانسحاب من الجنوب مباشرة، والحمدُ لله رغم أن الحرب لا زالت مشتعلةً في كثيرٍ من المناطق إلا أننا أنجزنا أموراً كثيرةً جداً، على سبيل المثال تم الإفراجُ عما يقرُبُ من 1600 أسير من مختلف الجبهات، كان أغلبهم في الجنوب.
– ما الذي يعيقُ اسْتمرَارَ عمليات تبادل الأسرى؟
التواصلُ ما زال مستمراً وبشكل حثيث، إلا أن عمليات الإفراج قلّت في الأيام الأخيرة؛ وذلك لعدة أسباب: أولاً وهو الأهم، أن قواتِ الاحتلال الموجودة في عدن والموجودة في مأرب والموجودة في أماكن أُخْــرَى تدخّلت في الخط ومنعت أية عمليات تبادل، والدليل على ذلك العملية التي كان تم التوصُّلُ إليها في تفاوُض مع بعض الفصائل المسلحة المحسوبة على الحراك الجنوبي في عدن، وكان سيتم الإفراجُ فيها عما يقرُبُ من مئتَي أسير من الطرفين، إلا أن تحالف العدوان تدخل مع أنه كان تم نقل الأسرى إلى الحبيلين فتم قطع الخط من قبل قوة مما يسمى بالحزام الأمني التابع للإمارات وتحرك الطيران وتم التهديدُ بقصف الأسرى وقصف القيادات التي تم التفاوض معها بشأن الأسرى، فاضطروا إلى إعَادَة الأسرى إلى عدن
– إلى ماذا يهدفُ تحالف العدوان من خلال منعه لعمليات تبادل الأسرى؟
ما يخاف منه العدوان في الحقيقة هو أن عملياتِ تبادل الأسرى ربما تؤدي إلى تقارُبِ وجهات النظر بين اليمنيين، وهذا يقلقهم؛ لأن سياسَةَ المحتل هي فرِّقْ تسُدْ، وكلما كانت الخلافات كثيرةً ازداد نفوذه وازدادت قوتُه، وكلما تقاربت الأطراف اليمنية والفرقاء اليمنيون كلما شكّل خطورةً على وجود الاحتلال؛ لذلك تدخلوا في الجنوب وتدخلوا في تعز بعد العملية الأخيرة ومنعوا أية عملية تبادل، وأخيراً تدخلوا في مأرب، وكذلك منعوا أية عملية تبادل ووضعوا العراقيل والاشتراطات مثل أنهم يريدون أن يختاروا مَن يريدون من أسراهم ويعطوننا في مقابلهم ما يريدون هم أيضاً. وهكذا اشتراطات كثيرة تؤدي إلى وقْفِ عملية التفاوض.
– بخصوصِ لجنة تبادُل الأسرى التي تم الاتفاقُ عليها في مفاوضات الكويت.. ما الذي عرقل عمل هذه اللجنة أيضاً؟
كنا نظن أننا سنتوصَّلُ إلى حل، خاصة وأن الأمم المتحدة موجودة واجتمعت الأطراف كلها إلى أننا تفاجأنا في مفاوضات الكويت أن الطرف الآخرَ حضر إلى الكويت لمجرد الحضور فقط، لا لإيجاد الحلول، ولم يكن لديهم أي استعداد أَوْ قدرة لتنفيذ ما سيتم الاتفاقُ عليه، وقد ذهبنا إلى الكويت وعندنا أملٌ أنه سيكون هناك انجازٌ ولو في ملف الأسرى على الأقل؛ لأنه ملف إنساني وملف وطني يهم جميع الأطراف وجميع الأسر التي ينتمون إليها، غير أننا تفاجأنا أن الطرفَ الآخرَ لا يريد إلا وضْعَ العراقيل ووضْعَ الإشكاليات لإفشال التفاوُض والاتفاق.
بالنسبة لنا نحن قدمنا عدة اقتراحات وتقدمنا بعدة خيارات لإنجاح الملف وإنجاح المفاوضات، وقلنا لهم نحن مستعدون للتبادُل على أي وجه وبأية طريقة. إن أرادوا الكل فنحن مستعدون لتبادل الكل، وإن أرادوا جزئياً فنحن أَيْضاً قابلون وإن أرادو حسب الجبهات فنحن مستعدون.
– ماذا عن اشتراط المرتزقة للإفراج عن أسماء محددة فقط؟
نحن حشرناهم في زاوية ووضعناهم أمام خيارات هي لصالح الشعب كله قالوا إنهم يريدون المشمولين بالقرار، وهم عبارة عن أربعة أشخاص محمود الصبيحي وناصر منصور وفيصل رجب والقيادي الإصلاحي محمد قحطان، وكان رَدُّنا أننا ننظُرُ إلى الملف على أنه ملف إنساني وجميع الأسرى عندنا متساوون، سواءٌ أكانوا كبارا أَوْ صغارا، تعالى نتفق اتفاقاً وليس لدينا أيُّ مانع أن نطلقَ هؤلاء الأربعة سواءٌ أكانوا مشمولين بالقرار أَوْ غير مشمولين، نحن نطلق مَن عندنا وأنتم اطلقوا مَن عندكم، غير أنهم لم يوافقوا، كما أسلفنا.
في الأخير وصلنا إلى تبادُل الكشوفات بأسماء كُلِّ الأسرى والمعتقلين والمخطوفين، خاصة وأن الطرف الآخر لديه معتقلون ومختطفون، ويقوم الآن باختطاف المواطنين من كُلّ مكان، فقدمنا لهم كشفاً بهؤلاء وقدموا لنا كشفاً، واتفقنا على مدة من أربع إلى خمس أيام لمباينة الكشوفات وتوضيح كُلّ شخص الموجودين لديه من هذه الكشوفات.
نحن كنا صريحين وقدمنا لهم في الإفادة الأولى ما أفصح عن 500 اسم من الكشف الذي قدّموه، وفيه حوالي ألفين، لكنهم قدموا لنا إفادة بحوالي 120 فقط من ضمن كشف فيه 3500 أسير، وهذا ما بين للأمم المتحدة أن الطرفَ الآخرَ هو الطرف المعرقل. لكن الأمم المتحدة لم تكن تصرِّحُ بهذا.
- يقال إن هناك مفقودين لا يُعرَفُ مصيرُهم ماذا عن هؤلاء؟
بالنسبة لهذا الموضوع نحن لا نقول مفقودين، لا يوجد شخصٌ يمكن أن يقال إنه مفقود، وهم جَميعاً أسرى، فإما أسرى معلومٌ مكانهم، ونحن على تواصل واهتمام بهم، أَوْ أسرى قام الطرف الآخر بإخفائهم، وهؤلاء لا يُعرَفُ مصيرهم، ويتحمل المسؤولية والنتائج الطرفُ الآخر الذي قام بإخفائهم، فنحن نسميهم أسرى مخفيين سواءُ أكانوا أحياء أَوْ كانوا شهداء، وإذا كانوا شهداء فعلى الطرف الآخر أن يوضّح وإذا كانوا لا يزالون أحياء، ونحن من جانبنا شفّافون، ولا نخفي أحد. الموجود نقول موجود ويتواصل بأهله، والشخص الذي غير موجود نقول هذا غير موجود أَوْ هذا قُتل وهذه جثته، ونؤكد أنه ليس لدينا أحد يسمى مفقوداً.
- برأيك لماذا يعمدُ المرتزقة إلى إخفاء الأسرى؟
هذا أسلوبٌ سيءٌ جداً للغاية، ليست فيه مراعاةٌ للوطنية ولا للحقوق، وهم يقومون بهذا العمل؛ من أجل إقلاق الأهالي أولاً ومن أجل زعزعة الوضع الداخلي، بحيث يشيع بأن هناك أناساً غائبين لم يبحث عنهم أحدٌ مع أننا نبذل قُصارى جهدنا للبحث عن مصيرهم، كذلك يعتقد الطرف الآخر أنه إذا كشف مصيرَ هؤلاء سنطالِبُ بهم، وستتحرك المنظمات للبحث عنهم وتفقد أحوالهم وللضغط باتجاه أن يقوموا بتبادُل.
- ماذا عن الأسرى لدى السعودية والإمارات؟
بالنسبة للأسرى الذين تم بيعُهم للسعودية والإمارات، فقد عرفنا منهم حوالي 200 أسير تم بيعُهم من جبهات مأرب والجوف للسعودية، وقد تم الافراج عن 150 أسيراً منهم، والباقي خمسون أسيراً لا زالوا هناك.. لَكن لدينا معلومات أن المرتزقة باعوا دفعات أخرى لم نتعرف عليهم بعدُ.
أما بالنسبة للإماراتيين فإنهم أخذوا المئات من الأسرى المتواجدين في الجنوب.. وهناك معلومات أنه تم إخراجهم من اليمن، إلا أننا لم نحصل على معلومات مؤكدة في هذا السياق.
والشي المؤكد لدينا أنهم قاموا بإخفائهم في سجون ومعتقلات داخل عدن.
وفي هذا السياق نحن نحمّل مسؤولية بيع الأسرى مرتزِقةَ العدوان الذين تخلَّوا عن المبادئ والقيم والأخلاق.. وحتى الأعراف القبلية.. فلم يسبق أن حدث مثلُ هكذا سقوط في تأريخ الحروب.
كما نحمّلُ دولَ العدوان والاحتلال مسؤولية سلامة حياة الأسرى.
وقد تقدمنا بطلب الى عدة منظمات للتحرُّك في كشف مصير الأسرى لدى هذه الدول الغازية.
– يتهمُ المرتزقة الجيشَ واللجانَ الشعبية بإساءةِ معامَلةِ الأسرى.. ما صحة هذا؟
هذا الموضوع هو من أهَمِّ المواضيع التي يجبُ التطرُّقُ إليها وتوضيحها، ونحن لدين الأدلة والبراهين على أن أسرانا ومعتقلينا عندَ الطرف الآخر يتعرضون لأبشع أنواْع التعذيب، سواء التعذيب الجسدي أَوْ التعذيب النفسي أَوْ النقص في الأغذية والدولية، وأنهم لا يقومون بمعالجة الجرحى ولا بمداواة المرضى، بل يعاملونهم معاملة سيئة جداً للغاية.
أما نحن فنحن شفّافون وواضحون، ومعروفٌ عنا في تأريخ الحروب التي خضناها أننا نعامِلُ الأسرى معاملةً طيبة، نحن لا نعذب ولا ننتهك ولا نهين الأسرى، لا في كرامتهم ولا في حقوقهم، بل نعطي من بعد فترة التحقيق مباشرةً لكل أسير هاتفاً يتصل بأهله ويطمئنهم عليه ويتواصل حتى بجماعته ومَن ينتمي إليهم، المنظمات موجودة كلها عندنا في صنعاء منظمة الصليب الأحمر وكذلك منظمة الهلال الأحمر، ونحن بأنفسنا نقومُ بالتنسيق مع المنظمات لزيارات السجون، وكانت آخر زيارة قبل حوالي أربعة أيام، وبالإمكان أن تتواصلوا مع هذه المنظمات وتسألوها، هذه المنظمات لم تقدم لنا ولا ملاحظة واحدةً عن أن هناك انتهاكاتٍ أَوْ أن هناك تعذيباً.
وعادة الصليب الأحمر يعطون للأسرى استماراتٍ يقومون بتعبئة بياناتهم لكي يوصلوها لأهلها، غير أنهم لم يخرجوا ببطاقة واحدة. لماذا؟؛ لأن الأسرى قالوا لهم: نحن على تواصل مستمر بأهلنا، أما الطرف الآخر فهو يرتكب الفضائع بحق الأسرى، ومن أكبر الانتهاكات التي يقومون بها هو أنهم يقومون بإخفاء المئات من الأسرى إخفاءً قسرياً، لا أحد يستطيع أن يعرف أين هم، طلبنا منهم مراراً معرفة حال هؤلاء، أرسلنا الوساطات، أرسلنا المنظمات، أرسلنا المشايخ أرسلنا الوجاهات، استخدمنا كُلَّ الطرق والأساليب من أجل أن يقومَ بالإفصاح عن هؤلاء الأسرى؟ أين أخفيتموهم؟ أين السجون التي يتواجدون فيها؟ أرسلنا الوساطاتِ تلو الوساطات من أجل هذا الموضوع ومن أجل أن نقومَ بعملية تبادل. وكما قلت نحن مستعدون للتبادُل على مستوى الجبهات على أيّ مستوى.
وأقول مرة أُخْــرَى ليس لدينا ما نخفيه ونحن نقومُ بالتنسيق مع منظمات لزيارة السجون يتأكدون بأنفسِهم، وبإمكانكم أنتم كصحيفة أن تزوروا السجونَ وأن تأخذوا تصريحاتٍ من الأسرى في كُلّ السجون وتنشروها.
– ما هي الرسالة التي تبعثوْنها لأهالي الأسرى؟
نريدُ أن نطمئنَ أهالي الأسرى بأن هناك عَمَلاً دؤوباً ومستمراً، وبأن هناك اهتماماً من القيادةِ السياسية ومن قيادة الثورة، المتمثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وهناك متابعة مستمرة ومباشرة من قِبل هاتين القيادتين لإعطاء موضوع الأسرى الأهميةَ والأولويةَ على كُلّ المواضيع. هناك عمل مستمر للبحث عن الأسرى المخفيين، نحن لا نسمّيهم مفقودين ليس لدينا أحد اسمه مفقود، نقومُ بالبحث والتحرّي عنهم وتحريك الوساطات شبه اليومية، مثلاً لدينا الآن عشر وساطات في مأرب، لدينا عدة وساطات في تعز، لدينا عدة وساطات في الجنوب، وهي وساطات قبيلة واجتماعية وسياسية ونبذل كُلّ الجُهد لمتابعة هذا الموضوع.
ونؤكد أنه ليس هناك إهمالٌ لهذا الملف على الإطلاق، بل متابعة مستمرة ليل نهار، ولدينا عدة وحدات في اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى، منها وحدة لمتابعة المخفيين ووحدة معنية بجمع المعلومات والعديد من الوحدات الأُخْــرَى.
ونقول للأهالي أن يطمئنوا، فليس هناك ما يدعو للقلق على الإطلاق. نحن قد أنجزنا بعون الله الشيءَ الكثيرَ مع أن الحرب لم تتوقف، وعادةً في تأريخ الحروب لا يتم التبادُلُ إلا بعد انتهاء الحروب.
أمَّا أهالي أسرى الطرف الآخر فنحن نؤكد أننا مستعدون لتبادُلِ الأسرى، وليس لدينا أيُّ مانع، ونؤكد لأهالي الأسرى الموجودين لدينا أننا نقدّر أسراهم ونقوم برعايتهم وإعطائهم كاملَ حقوقهم، إلا أن هناك عرقلةً واضحةً وجليةً من قبل قوات الغزو والاحتلال؛ للضغط على قيادات المرتزقة لمنع أيَّة عمليات تبادل.
وإذا كان أهالي الأسرى الموجودين لدينا راضين بذلك، فماذا نعمل؟!، لكن من صالحهم أن يضغطوا على قياداتهم في تحريك هذا الملف حتى تتم الاستجابة وبدء التبادُلِ. ما هي الإشكالية إذا كنتُ سأعطيك كُلّ ما لديَّ من الأسرى وتعطيني كُلَّ ما لديك؟، ليس فيها غَبْنٌ، سواءٌ أكان عددُ الأسرى عندنا أكثرَ أَوْ عندهم.