هزائم السُّـعودية تنعكس.. مزيداً من القنابل العنقودية
آخر ضحايا الأسلحة المُحرمة طفلان لا يتجاوز عمراهما تسع سنوات
بعد واحد وعشرين شهراً من العدوان على اليمن، باتت الأرض في صعدة وحجة، وهما محافظتان حدوديتان، مثقلة بآلاف القنابل العنقودية وأطنان الذخائر والأسلحة المُحرّمة التي يُلقيها طيران تحالف العدوان يومياً على كل شيء يقع في مرماها. هذه القنابل، يقع الأطفال والنساء في رأس قائمة ضحاياها قتلاً أو إعاقة بسبب فقدان أعضاء في أجسامهم، فضلاً عمّن يُقتلون مباشرة بقنابل تُلقى بالعشرات على الأحياء السكنية والقرى.
آخر ضحايا الأسلحة المُحرمة طفلان لا يتجاوز عمراهما تسع سنوات قُتلا في منطقة رازح إثر انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات القصف على المناطق الحدودية، فيما تُسجل كشوف مكتب الصحة بصورة دورية، في محافظة صعدة تحديداً، سقوط عشرات الضحايا، غالبيتهم من النساء والأطفال، خاصة من فئات رعاة المواشي والمزارعين.
في هذا السياق، تحدث مدير مكتب وزير حقوق الإنسان، طلعت الشرجبي، عن انتشار أعداد ضخمة من القنابل العنقودية في صعدة وحجة، مؤكداً أن مساحات كبيرة تقدر بمئات الكيلومترات من أراضي المحافظتين تحولت إلى حقول ألغام. وأضاف الشرجبي أنّ استمرار العدوان في استخدام الأسلحة المُحرمة بهذا المعدل «فضحَ أهدافَه المُعلنة وتعدّاها إلى كونها جريمة حرب تطاول الأرض وتستهدف اليمنيين على المدى البعيد».
وكانت طائرات العدوان السعودي قد كثّفت استخدام القنابل العنقودية في غاراتها على مختلف المناطق اليمنية بالتزامن مع إعلان النظام السعودي مؤخراً تجميد استخدام هذا النوع من الأسلحة المُحرّمة، إنما سُجل في محافظة صعدة وحدها خلال الأيام القليلة الماضية أكثر من ثلاثين غارة ألقت فيها قنابل عنقودية على مديريات حدودية، بجانب ما تلقيه في مناطق المواجهات وجبهات القتال على الحدود بين البلدين.
وبينما تبقى حجة وصعدة أكثر المناطق تعرّضاً لقصف الطائرات السعودية، شهدت الأخيرة طوال الأسبوع الماضي أكثر من مجزرة في مناطق متفرقة، بلغ عدد قتلاها خمسة وثلاثين وضعفيهم من الجرحى، جلّهم من النساء والأطفال. آخر تلك المجازر كانت بحق أسرة الغانمي في مران حيث استهدف الطيران المنزل بثلاث غارات متتالية قضت على من كانوا فيه.
بالتزامن مع التصعيد العسكري الكبير الذي تشنه السعودية، تشهد الطرقات العامة والجسور داخل صعدة وفي مداخلها استهدافاً مكثفاً لحركة السير، ما فاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية التي تعيشها المحافظة منذ الأشهر الأولى للعدوان على اليمن. وتحدث سكان مناطق حدودية عن إقدام التجار وأصحاب المحلات التجارية الصغيرة على إغلاق محالّهم نتيجة صعوبة نقل المواد الغذائية إلى تلك المناطق.
على الصعيد الصحي، أعلنت إدارة المستشفى الجمهوري في صعدة حالة الطوارئ بعد تعطّل جهاز علاج أمراض الفشل الكلوي الوحيد في المحافظة، في الوقت الذي بات اليمن يشهد فيه انهياراً تاماً في القطاع الصحي. وتشهد صعدة انتشاراً غير طبيعي لأمراض متعدّدة ناجمة في معظمها عن إفراط السعودية في استخدام الأسلحة المُحرمة داخل الأحياء السكنية والمزارع، ويؤكد مصدر محلي أن معظم هذه الأمراض تُسجّل في القرى الحدودية، وهي مناطق نائية سكانها من أكثر الشرائح اليمنية فقراً.
أيضاً، ارتكب طيران العدوان مجزرة بحق أسرة المواطن علي مسعد وعددهم سبعة أشخاص قتلوا جميعاً في غارة ليلية استهدفت منزلهم في مديرية فرع العدين في محافظة آب، وسط اليمن.
إلى ذلك، لقي نحو أربعين مقاتلاً حتفهم أمس، في محافظة شبوة، جنوبي اليمن، خلال معارك بين القوات الموالية للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، وبين الجيش اليمني و«جماعة أنصار الله». وشهدت الحدود بين شبوة ومأرب محاولات لقوات هادي للتقدم.