لهذا تـم التوافُـقُ على التمديدِ للرئيـس الصمّـاد
صدى المسيرة| المحرر السياسي
يشيرُ التمديدُ للرئيس صالح الصمّـاد في تولّي قيادة البلاد بهذه الظروف الاستثنائية، إلى متانة العلاقة بين القوى الوطنية المناهِضة للعدوان، المتمثلة بالمؤتمر الشعبي وأنصار الله، وبما يجزِمُ أن هاذين المكوّنين انبريا لتحمُّل مسؤوليتِهما الوطنية كشركاء في إدارة مؤسّسات الدولة في هذه الفترة العصيبة، ومدى الحرص الكبير على ترتيب أولويات المرحلة وتجاوُز كافة الإشكاليات والعوائق التي يحاولُ البعضُ افتعالَها في وقت نحن أحوجُ فيه إلى تعميقِ أواصرِ التقارُبِ وتوحيد الرؤى وتوجيه كافة الجُهُود في سبيل الانتصار للوطن والمواطن.
ويُعد توافُقُ القوى الوطنية وفي هذه المرحلة الحساسة والحرجة من تأريخ شعبنا اليمني إنجازاً تأريخياً يُضافُ إلى ما يُقَدِّمُه الشعبُ اليمني من تضحياتٍ جسيمةٍ في معركة التصدّي والمواجهة لقوى العدوان والمرتزقة.
التمديدُ المتوافَقُ عليه للرئيسِ الصمّـاد جاء مؤكِّداً أننا في هذه المرحلة أمامَ رجل المهمات الصعبة الذي تمكّن، وفي فترة وجيزة، من تحويل حالة التوافق الوطني من مجرد شعارات إلى واقع ملموس، انعكس على وضع المجلس السياسي الأعلى وقراراته وخطواته المهمة والمصيرية، ابتداءً من التوافق والتوقيع على تشكيل المجلس السياسي الأعلى، مروراً بتشكيل حكومة الإنقاذ إلى مواجهة تداعيات وآثار العدوان وَالتعاطي الإيجابي مع مختلف مكونات الخارطة السياسية اليمنية واستيعاب مختلف الأفكار والتوجُّهات لما فيه المصلحة الوطنية العامة.
إن ما يمر به الوطن من أوضاع نتيجةَ العدوان والحصار يحتمُّ على كافة القوى الاستمرارَ في العمل لتحقيق الشراكة وبذل المزيد من الجُهد لإثبات حجم المساهَمة في ترتيب البيت الداخلي، انطلاقاً مما تحقّق خلال الفترة الماضية، حيث عكست تشكيلةُ الحكومة وتنوُّعُ أعضائها مصداقيةَ أنصار الله الذين كانوا السبَّاقين في تجسيد هذا المبدأ من خلال إفساح المجال لبقية الأحزاب الوطنية المناهضة للعدوان وإشراك الجنوب وبقية القوى الثورية الصاعدة في حكومة الإنقاذ.
لقد بذل الرئيسُ الصمّـادُ خلال الفترة الماضية جُهداً غيرَ عاديٍّ في جمع مختلف القوى على طاولة واحدة، ناهيك عن حجم الالتزامات الكبيرة الذي تحملها كمواجهة الأزمة المالية الخانقة وتعزيز حالة الصمود العسكري أمام قوى العدوان، وزيارة الجبهات ورفدها بالمقاتلين والإشادة بأدوار المجتمع وتنمية الوعي العام ورفع مستوى الجاهزية واليقظة السياسية والأمنية والعسكرية، الأمر الذي أكسب الرجلَ حضوراً جماهيرياً كبيراً، وثقةً لدى النخبة السياسية وقيادات الدولة.
حجمُ الوعي لدى شركاء مقارَعَةِ العدوان واستيعابُ متطلبات المرحلة والدور الكبير والبارز لرجل المرحلة الصعبة الرئيس الصمّـاد يجعلُ صنعاءَ قادرةً حقاً على صناعة خطواتِ أكثرَ جرأةً في رسم مسارات المستقبل، انطلاقاً من تضحياتِ الشعب الذي يسطّـرُ اليومَ ملحمتَه التأريخية في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي وعملائه؛ ليحقِّقَ اليمنُ ذاتَه ويصيغُ حاضرَه ومستقبلَه بعيداً عن إملاءات الوصاية وتبعات الارتهان.
وما دام العدوانُ الأمريكيُّ السعوديُّ قائماً ومستمراً على كافة الصُّعُـد وفي مختلف الجبهات، فإنه ليس أمامَ شعبنا اليمني العظيم إلا الصمود والثبات والتحرك الجاد والحذر من التقصير والتواني.