رسائلُ الجيش واللجان الشعبية للعام الجديد:
صدى المسيرة: يحيى الشامي
طائرتان في أقلّ من أربع وعشرين ساعة أسقطهما مجاهدو الجيشُ واللجان الشعبية، واحدةٌ في قطاع نجران نوع أباتشي، والأخرى استطلاعية مسيّرة اصطادها المجاهدون أثناء تحليقها بالقُرب من موقع مشعل قطاع جيزان.
قد يكونُ أبطالُ الجيش واللجان الشعبية، بعملياتهم النوعية في اليومين الأخيرين من العام 2016، أرادوا أن يُرسِلوا رسالةً خَاصَّةً للعدو تكشفُ جانباً مما ينتظره مع قدوم العام الجديد.
طائرةُ الأباتشي التي أُسْقِطَتْ بسلاحِ خاص في نجران هي الطائرة العاشرة التي نجح الجيش اليمني واللجان الشعبية في إسقاطها خلال معاركهم مع قوى العدوان منذ قُرابة العامين، منها ست طائرات جرى إسقاطها في معارك جبهات ما وراء الحدود، طائرتان في نجران، وَواحدة في الحثيرة واثنتان في حرض وواحدة في الخوبة.
وتتميز الأباتشي بأنظمتها القتالية الأحدث في عالم الطيران الحربي، وتُعَدُّ مروحيةً هجوميةً ذات تسليح عالٍ، ولها ردود أفعال سريعة، وبإمكانها المهاجمة من مسافات قريبة أَوْ في عُمق أراضي الطرف المقابل وهي قادرةٌ على العمل ليلاً ونهاراً وفي جميع الظروف المناخية، ويُعد نجاحُ اليمنيين في إسقاط عشر طائرات من هذا النوع رقماً قياسياً يحُطُّ من مكانتها وسُمعتها البارزة في عالم التصنيع الحربي، وهو ما تجلّى من خلال تقارير صحافية غربية أشارت إجمالاً إلى تهاوي سمعة ومكانة السلاح الأمريكي في معارك الجيش السعودي ضد المقاتلين اليمنيين على حدود البلدين.
عملياتُ الجيشِ اليمني واللجان الشعبية ضد ثكنات ومواقع الجيش السعودي تنوعت وتواصلت في جميع الجبهات، كان أبرزها تقدّم الجيش اليمني وَاللجان في موقع الملزور وتفجير مخزن أسلحة على الموقع وتدمير آلية سعودية بالقُرب من الموقع، وأخرى فيه، بالإضَافَة إلى مصرع عدد من جنود الجيش السعودي، واتّسمت العملية، وفق حديث مصدر ميداني لصدى المسيرة، بالمباغتة، حيث داهمت مجموعة أفراد من الجيش واللجان الموقع العسكري السعودي في لحظة تجمُّع عشرات الجنود السعوديين فيه، وحسب المصدر فقد بادر المقاتلون اليمنيون بالإجهاز على الجنود السعوديين، ما أسفر علن مصرع عدد كبير منهم، فيما لاذ البقيّةُ بالفرار مخلّفين وراءهم كمياتٍ كبيرةً من الأسلحة والذخائر، قبل أن يتم إحراق مخزن الأسلحة المتواجد على الموقع، وتدمير آليتين عسكريتين مُدرّعتين.
وتزامنت العملية مع استهداف مُركّز بسلاح المدفعيّة والصاروخية طاول مواقعَ عسكريةً سعودية تقعُ في محيط موقع الملزور، وهي موقع الطنّانة وموقع العزة، وموقع الشرحاء ومركز ثلا، وهذه المواقع هي نقاط تواجد عسكري سعودي تطاولها النيران اليمنية للمرة الأولى، ما يعكس حقيقة التوسع الميداني الآخذ في التزايُد على أيدي المقاتلين اليمنين في عُمق الأراضي السعودي داخل قطاع جيزان، وبعد ساعات من العملية التي نُفّذت صباح السبت استهدفت المدفعية اليمنية مركز الجمايم بعددٍ من القذائف شوهد على إثرها أعداد من جنود الجيش السعودي يفرون من الموقع.
وقبل يوم من العملية كان المقاتلون اليمنيون دمروا عدداً من الآليات العسكرية السعودية من بينها دبابة إبرامز في موقع المصفق، وأعطبوا آلية عسكرية في نفس الموقع، وفي وقت سابق استهدفت المدفعية اليمنية موقع المصفوقة قبل أن يُعطبوا دبابة ابرامز جرى إحراقها لاحقاً في منطقة السودة إثر استهدافها بصاروخ موجّه مضاد للدروع، واستهدفت القوة الصاروخية بثلاثة صواريخ نوع غراد تجمّعات المنافقين في مبنى منفذ الطوال الحدودي.
لم يختلف الوضع كثيراً في جبهات القتال المحتدمة بعسير، حيث تمكنت وحدة القناصة خلال اليومين الماضيين من قنص خمسة جنود سعوديين في مواقع عسكرية متفرقة، إلى ذلك واصلت القوّة الصاروخية استهدافها عشرات المواقع العسكرية السعودية، الواقعة في مرمى نيران المدفعية اليمنية والصاروخية اليمنية.
ونفذ صباح الأحد أفرادٌ من وحدة هندسة المدرعات عملية عسكرية خلف موقع السديس، استهدفوا فيها آليتين عسكريتين (جرّافة وسيارة مُدرّعة) بصاروخ موجّه، وأسفرت العملية عن مصرع ما لا يقلُّ عن عشرة جنودٍ سعوديين وفق تأكيدات مصدر ميداني لصدى المسيرة، وأكد المصدرُ تدميرَ آلية أخرى قُبالة منفذ الخضراء بعبوة ناسفة مزروعة، وأسفرت العملية عن مصرع طاقم الآلية بالكامل، وأُحرقت الآلية الرابعة خلال ليوم الأحد في مرتفعات رجلاء، وهو الموقع نفسه الذي شهد خلال الأيام الماضية تدمير وإحراق عدد من الآليات السعودية، بالإضَافَة مخزن أسلحة.