الأمنُ في 2016م: نجاحٌ غيرُ مسبوق في صنعاء وفشلٌ ذريعٌ في عدن
صدى المسيرة / خاص
بكل المقاييس نجَحَت الأجهزةُ الأمنيةُ خلال 2016م في تحقيق الأمن والاسْتقرَار في العاصمة وعددٍ من المحافظات الشمالية والغربية والوسطى، حيث أَصْبَـحت الحالةُ الأمنيةُ في صنعاء تحديداً أفضل بكثير مما كانت عليه خلال الأعوام السابقة، وهو ما يُعد إنجازاً كبيراً يُحسَبُ للوحدات الأمنية واللجان الشعبية والمواطنين.
ولعل أبرز النجاحات الأمنية خلال عام 2016 تمثلت في محاصَرة نشاط الجماعات الإجرامية التي كانت تتخذُ من العاصمة هدفاً لأعمالها خلال الأعوام السابقة، فقد غابت التفجيراتُ المفخخة عن شوارع ومساجد العاصمة في الوقت الذي تمكنت فيه الأجهزة الأمنية من القبض على خلايا إرهابية ومداهمة أوكارها ومصادَرة ما جمعته من أسلحة ومتفجرات، كان آخر تلك العمليات القبض على خلية تابعةٍ لأحد الأحزاب كانت تعتزمُ تنفيذ عمليات اغْتيَالات ضد شخصيات ضد العدوان.
وبالمقارنة بين ما كانت تعيشه العاصمة صنعاء خلال أعوام 2013- 2014 وما قبلها نجد أن الفرق واضح وجلي، وأن ما بذلته الأجهزة الأمنية والاسْتخبَارية وبتعاون من المواطنين أسفَرَ عن القضاء على النشاط الإرهابي ومحاصَرة نشاط الخلايا التابعة للعدوان وإجهاض مشاريعها وأجندتها المتمثلة في بثّ الفوضى والإخلال بالأمن في العاصمة تحديداً والمحافظات المحيطة بها.
وقد تمكّنت الأجهزة الأمنية من ضبط الأمن بالعاصمة في وقتٍ تعيش فيه البلاد ظروفاً استثنائية بسبب العدوان الذي يتخذُ من الجانب الأمني أداةً من أَدَوَاته غيرَ أنه فشل في مُخَطّطاته على مدى الأشهر الماضية، وبالمقابل نجحت القوى الأمنية في التصدي لتلك المُخَطّطات والقبضِ على عشرات المتورطين والمغرر بهم.
الوضعُ الأمنيُّ في صنعاء اتضح أَكْثَرَ من خلال نجاح سلسلة من الفعاليات والمناسبات الشعبية والجماهيرية التي احتضنتها العاصمةُ خلال العام الماضي، وأبرزها فعاليات الذكرى الأولى للعدوان وفعاليات المولد الشريف وتأييد المجلسِ السياسي، ناهيك عن عشرات الفعاليات المناهضة للعدوان والتي تنظمها الفعاليات المدنية والسياسية.
النجاحات الأمنية في صنعاء والحديدة وذمار وإب أدت إلى القضاء على كافة الأعمال المرتبطة بالعدوان والإرهاب، حيث شهد العام الماضي مداهمة أوكار الخلايا المرتبطة بالعدوان بمعدل خلية واحدة كُلّ شهر، وتمكنت الأجهزة الأمنية من إفشال مُخَطّط الفوضَى في الحديدة بالقبض على قادة ومسلحي القاعدة الإرهابي في المحافظة وفي ذمار تم القبض على خلايا من جنسيات مختلفة منها عناصر كانت تقومُ بزرع العبوات الناسفة في الطرقات العامة وفي إب ألقي القبض على عناصر مرتبطة بالتنظيمات الإرهابية وتم إفشال مُخَطّطاتها بالمحافظة.
ولعل إفشال المُخَطّط الذي كان يستهدف العاصمة يعتبر النجاح الأبرز للأجهزة الأمنية، حيث تمثلت العمليات الأمنية ما بين مداهَمة أوكار الخلايا بناءً على معلومات اسْتخبَارية ورصد كامل للتحركات ومصادرة الأسلحة إضافة إلى تعزيز الحزام الأمني بإجراءات قادت إلى كشف عشرات المركبات المحملة بالأسلحة كانت في طريقها للخلايا الإرهابية داخل العاصمة.
وكان العدوان يحاول ومن خلال اسْتهدَاف الحزام الأمني والمقرات الأمنية التابعة للداخلية تقديم العون والمساندة للخلايا التابعة له؛ من أجل التحرك وتنفيذ عملياتها غير أنها فشلت في ذلك رغم اتخاذها أساليبَ وطرائقَ جديدة كالتواجُدِ في محيط صنعاء سيما في مديريات أرحب وهمدان، غير أن الأجهزة الأمنية تمكّنت من ضبط تلك الخلايا ومداهمة مخازن للأسلحة منها صواريخ وقذائف متنوعة في مديريتي أرحب وهمدان.
النجاحُ الأمني تجاوز مسألة القضاء على الجريمة ذات الطابع السياسي أَوْ المرتبطة بالإرهاب وبأهداف العدوان، حيث سجلت الأجهزة الأمنية أَيْضاً نجاحات أُخْــرَى تتعلق بمهامها الاعتيادية المتعلقة بمحاربة الجريمة بكافة أنواعها وضبط المتهمين المطلوبين للعدالة.
الأمنُ في المحافظات المحتلة:
النجاحُ الأمنيُّ في صنعاء وعددٍ من المحافظات يأتي في ظلِّ حالةٍ من التدهور والانفلات عاشته وتعيشُه المحافظاتُ المحتلةُ، لا سيما الجنوبية والشرقية والتي شهدت أحداثاً دموية ومؤسفة جراء الصراعات المستمرة بين أَدَوَات العدوان.
المتابعُ لمجريات الأحداث في محافظات حضرموت وعدن وأبين ولحج خلال 2016م يجدُ مدى الفرق الكبير بين ما تحقق في صنعاء وما يحدُثُ في تلك المحافظات من اسْتمرَار للصراعات المسلحة وتوسع نشاط التنظيمات الإرهابية وازدياد حالات الاعتداءات والاغْتيَالات والتفجيرات الانْتحَارية والتي بلغت درجة غير مسبوقة سيما في عدن.
هذا وقد تضاعفت أعمالُ النهب والصراع على الأراضي والمقرات العامة في عدن والمستمرة حتى اليوم بين مختلف التيارات، حيث تشهد المدينة اشْتبَاكاتٍ متفرقةً ما بين الحين والآخر، بالتزامن مع سيطرةِ جماعات مسلحة على أحياء بأكملها، حيث تداول ناشطون مشاهدَ لعمليات قتل واغْتيَالات تطال أصحابَ محلات ومواطنين ونهب للسيارات.
وقد تصدّرت اعتداءات التنظيمات الإرهابية على المواطنين في لحج وعلى الآثار الإسلامية وتدمير القباب في تعز وحضرموت وعدن، إضافةً إلى مشاهد الاغْتيَالات والتفجيرات الانْتحَارية التي طالت مئات المواطنين إضافة إلى تهجير أبناء المحافظات الشمالية احداث العام 2016م في المحافظات المحتلة ناهيك عن السحل والذبح في تعز.
الوضع الأمني غير المستقر في المحافظات المحتلة وعلى رأسها عدن دفَعَ المئاتِ من الأسر فيها إلى النزوح منها باتجاه محافظات صنعاء وإب وذمار.