صفحة صمود لعامٍ مضى
نوح جلاس
ها هو العام 2016 يسدل ستاره دون أي جديدٍ يُذكر أَوْ قديم يُعاد.
ولم يتغير شيء سوى أن عدد جرائم العدوان تعددت وتفاوتت أرقامها القياسية التي تزايدت قبحاً يوماً تلو الآخر طيلة العام.
أرقام بالمئات سُجلت بدماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ؛ ومجازر وحشيةٍ أوصلت للعالم مدى قبح وبشاعة أمريكاء وأذيالها الذين اشتركوا جميعاً في سفك كُلّ تلك الدماء.
وبقدر ما كان عاماً مأساوياً إلّا أنه كان عاماً أسطورياً بالنسبة لشعبنا اليمني الصامد المجاهد الذي سطر أروع معاني التلاحم والتماسك للوقوف في وجه هذا العدو الذي بدى كالقزم أمام شعبنا الكبير طيلة الفترة الماضية
عامٌ تجرع العدو فيه من العار والخزي ما يكفي لأن يمحوَ اسمه من خارطة التأريخ القديم والمعاصر؛ فبعد كُلّ تلك المجازر واسْتهدَاف كُلّ مقدرات الحياة لم تسهم إلا في نفخ روح الصمود لشعبنا وزهق أرواح الاستكبار لقوى العدوان والظلام.
فبعد شراء كُلّ مرتهن في هذا العالم والاستعانة بكل قوى الاستكبارِ كانت النتيجة الحتمية هي الخلود لهذا الوطن العظيم.
عامٌ كان محط استعراضٍ أمام التأريخ، فقد جعل منه أَبْنَاء هذا الوطن فرصة لكتابة أسمائهم على صفحاته ومخلدين أرواح أبنائهم بعد التضحيات المقدسة التي قُدمت كلها فداء لهذا الدين والوطن.
فجميع أَبْنَاء الوطن وإن اختلفت تقسيماتهم ومهامّاتهم إلا أن كُلّ طيف منهم كان يبني درجة على سلم المجد والخلود الذي سيرتقي عليها هذا الوطن؛ فالجندي المرابط في الميدان قد جسد للعالم من هو المقاتل اليمني؛ والإحصائيات الماضية هي من يتكلم عن هذا الموضوع، والإعلامي الذي يحمل الإمكانيات البسيطة قد أغرق الاسطول الإعلامي الضخم الذي يمتلكه العدو؛ والمزارع والتاجر أوضحوا كرم وسخاء أَبْنَاء هذا الوطن؛ والمدرسون التربويون والأكاديميون سجلوا أسمائهم بأحرف من نور وتحدوا كُلّ الأزمات والمعوقات وقرروا السير بقافلة الجيل الصاعد نحو الاستعدادِ لهذا العدو؛ وكل فرد يتنفس هواء هذا البلد ويدوس ترابه كانت له بصمته القوية التي سجل بها حضوره كي لا يسقط اسمه من سجل التأريخ؛ أما القيادة فحدث ولا حرج!، فقد أذابت كُلّ المؤامرات وتمكنت من قيادة سفينة هذا الوطن وسط المحيطات التي حامت عليها كُلّ فيضانات المؤامرات وأبحرت حولها قراصنة الشر والاستعبادِ.
عامٌ لا يسعنا سرد أحداثه ولو في ألف ليلة وليلة؛ ولكن التأريخ هو من سيتكلم ويروي كُلّ هذا الأحداث طيلة الدهور القادمة.