تقريرٌ يكشفُ جرائم العدوان بحق العملية التعليمية الجامعية في مختلف المحافظات:
أكاديميون لـ صدى المسيرة: المرحلة الراهنة تتطلب رفع الصوت عالياً لمواجهة العدوان وفضح جرائمه
*أكاديميون يدينون مواقفَ بعض المحسوبين على التعليم الجامعي الذين يتحرّكون في إطار خدمة أجندة العدوان بهدف إعاقة استمرار العملية التعليمية
*من الأضرار: تدميرٌ كاملٌ لكلية الطب في الحديدة وأضرارٌ مختلفة طالت مبانيَ جامعات وكليات في إب وذمار وتعز وصعدة
صدى المسيرة/ خاص
كانت ولا تزالُ البنيةُ التحتيةُ للتعليم الجامعي في اليمن هدفاً من أهداف العدوان السعودي الأميركي، حيث بلغ عدد الجامعات المستهدفة بالقصف والغارات الجوية 10جامعات حكومية و 12 جامعة أهلية، بحسب ما تؤكده وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
أكاديميون من مختلف الجامعات الحكومية والأهلية تحدّثوا لـ صدى المسيرة عن تداعيات اسْتهدَاف البنية التحتية للتعليم الجامعي، وما تسبب به العدوان من أضرار طالت العملية التعليمية برمتها.
ويرى أكاديميون التقتهم صدى المسيرة أن التحرّكاتِ المريبة للبعض من المحسوبين على النخبة الأكاديمية اليمنية تحت شعارات معينة ليست إلا تحركات تأتي في إطار خدمة أجندة العدوان السعودي الأميركي.
تدمير 3 ورش لتخصُّصات نوعية في كلية المجتمع
ظُهرَ الجمعة الموافق 8 يناير 2016 استهدف طيرانُ العدوان كليةَ المجتمع بسنحان، وذلك بـ 7 غارات أسفرت عن تدميرِ الكلية بشكل كامل وتدمير منازل المواطنين المجاورة للكلية، حيث بلغت تكلفةُ الأضرار للمباني المدمرة كلياً حوالي 971 مليون ريال، فيما بلغ حجم الأضرار للمباني المدمرة جزئياً نحو 236 مليون ريال.
وقد أعقب اسْتهدَاف الكلية في سنحان بعشرة أيام فقط اسْتهدَاف آخر طال كلية المجتمع في منطقة بني الحارث شمال العاصمة.
وقد أدّت الغاراتُ الثلاثُ على مبنى الكلية إلى إحداث أضرار بالغة فيه.
الدكتورُ نجيب الكميم عميد كلية مجتمع صنعاء تحدّث لصدى المسيرة عن اسْتهدَافِ العدوان للكلية بالقول: إن الكليةَ إحدى المؤسسات التعليمية التي تم اسْتهدَافها من قِبل تحالف العدوان الأمريكي السعودي، مما تسبَّب في تدميرٍ كاملٍ لثلاث ورش تعليمية نوعية تحتوي على تجهيزات نادرة في ثلاثة تخصُّصات هي هندسة السيارات وهندسة التكييف والتبريد وهندسة الأجهزة الطبية مما قضى على البنية التحتية لتلك التخصصات الدراسية تماماً، وأضاف أعباء مالية إضافية على الكلية تمثلت في تكاليف التدريب للطلاب في معاهد وجهات أخرى.
الحديدة: تدميرٌ كليٌّ لكلية الطب
وفي محافظة الحديدة أقدَمَ العدوان على اسْتهدَاف مبنى كلية الطب بجامعة الحديدة في جريمة جديدة تضافُ إلى جرائمه بحق التعليم، حيث تُعتبَرُ جريمة اسْتهدَاف الكلية في 27 مايو 2015 بسلسلة من الغارات العنيفة من أبشع الجرائم المرتكبة والتي أدت إلى استشهاد ما لا يقلُّ عن 5 أشخاص وإصابة 3 آخرين، ناهيك عن تدمير المبنى.
وفي 14 – 11- 2016 عاود طيران العدوان استهدف المبنى من جديد، وذلك بست غارات مكثفة ليحول المبنى إلى أطلال مدمر تظهر فيها بشاعة العدو وخسته.
ونفّذ الأكاديميون والطلاب بجامعة الحديدة العديد من الوقفات الاحتجاجية المنددة باسْتهدَاف كليتهم وبقية الجامعات في اليمن.
رئيسُ جامعة الحديدة لشؤون الطلاب الأستاذ الدكتور محمد الأهدل أشار في حديثه لـ صدى المسيرة أن اسْتهدَافَ المبنى يُعَدُّ جريمة ضد العملية التعليمية، الهدف منه إيقاف العملية التعليمية في جامعة الحديدة وكليات الطب، حيث وأن الجامعة قامت خلال الأيام الماضية بتجهيز جُزء من المبنى وإعادة تأهيله ليعود لاستقبال طلاب وطالبات كليات الطب.
صعدة: غاراتٌ تطالُ كلياتِ التربية والآداب
أمَّا في صعدة فقد استهدف طيرانُ العدوان بشكل وحشي يوم السبت 6-6-2015 مبنى كلية التربية والآداب بعدة غارات هستيرية، ما أسفر عن أضرار كبيرة في المبنى.
وبهذا الصدد يقول الدكتور وليد فضل الإرياني نائب العميد لشؤون الطلاب في حديثه لـ صدى المسيرة: إن العدوانَ على المؤسسات التعليمية بصعدة دفعهم لنقل التعليم إلى صنعاء، وهو ما أحدث إرباكاً لكثير من الطلاب، الذين لم يتمكنوا من مواصلة التعليم والتوجه إلى العاصمة.
ويضيف بالقول: وبعد أن هدأت الأوضاع نسبياً أصررنا –كما يقول الإرياني- على استكمالها لباقي الطلاب بصعدة، وبسبب التدمير الكبير للكلية فقد تم تدريس الطلاب في بعض المدارس وفي فصول صغيرة لا تتسع أعداداً كبيرة من الطلاب ولا وجود لمعامل، لكن بالعزيمة والإصرار أستمر التعليم والتأهيل.
أضرار متوسطة في صنعاء وإب
جامعةُ صنعاء هي الأخرى تعرَّضت لأضرار؛ بسبب العدوان أبرزها ما تعرضت له مباني الجامعة جراء القصف الذي طال أحياءً مجاورة للجامعة، ما أَدَّى إلى أضرار وصفت بالمتوسطة وتمثلت في تهشم زجاجات النوافذ لبعض الكليات، وتلف بعض الأجهزة والمعدات والأثاث التابعة للكليات وتشقق بعض الجدران.
والحال كذلك بجامعة إب، حيثُ تعرضت لتشقق جدران وتهشم زجاجات نوافذ بعض الكليات وتضرر مباني رئاسة الجامعة وكلية الزراعة الطب والآداب، إضافةً إلى تلف الأجهزة والمعدات والأثاث.
تعز: شاهدٌ آخر على همجية العدوان
أمَّا جامعة تعز فقد تعرَّضت لأضرار كبيرة نتيجة اسْتهدَافها المباشر من قِبل الطيران، حيث تضرّرت بعض مباني الجامعة في موقع الكمب، والحبيل وكذا كلية التربية لغارات عنيفة، إضافةً إلى تدمير سكن الطالبات داخل الحرم الجامعي، وتحطُّم وتهشم ابواب ونوافذ كلية الطب ومباني رئاسة الجامعة والأمانة العامة وقاعة الزبيري وكلية الآداب وفقدان بعض وسائل النقل التابعة للجامعة وفقدان وتلف كثير من أجهزة الكمبيوتر ومواد الصيانة والمخازن والمعامل.
وتعرَّضت كلية التربية والعلوم الإدارية فرع رداع بالبيضاء لأضرار بسيطة وتهشم بعض الزجاجات نتيجة التفجيرات في أماكن مجاورة للكلية.
وَاستهدف طيرانُ العدوان بصورة مباشرة مبنى دار الضيافة بجامعة ذمار ما أَدَّى إلى تدميره كلياً وتشقق جدران مبنى كلية الآداب والألسن وتهشم زجاجات النوافذ وتلف أثاث ومعدات وأجهزة كلية العلوم الإدارية.
خسائر مادية كبيرة:
تؤكد تقاريرُ رسميةٌ أن مؤسسات التعليم العالي تعرضت جراء العدوان إلى خسائر مادية كبيرة قدرت بملايين الدولارات وأضرار جسيمة في مبانيها وتجهيزاتها جراء هذا الاسْتهدَاف الممنهج الذي يتنافى مع كُلّ القيم والعادات والقوانين الإنسانية والدولية.
وبحسب تقرير حديثٍ للوزارة فإن الكثيرَ من مؤسّسات التعليم العالي خسرت الكثيرَ من الطلبة الوافدين العرب والأجانب ومغادرتهم لجامعاتهم وعودتهم إلى بلدانهم، وزيادة تكاليف أجور أعضاء هيئة التدريس لتشجيعهم على الاستمرار في العملية التعليمية في الظروف الطارئة أثناء العدوان.
وأكد التقرير أن مؤسساتِ التعليم العالي الحكومية والأهلية فقدت معظم الأساتذة والعاملين معها الذين تم تدريبهم وتأهيلهم واكتسبوا خبرة كبيرة في العمل وتركهم لوظائفهم أَوْ الاستغناء عنهم؛ بسبب عدم قدرة هذه المؤسسات خاصة الأهلية منها على تحمُّل رواتبهم في ظل توقف نشاطاتها، فَضْلاً عن ارتفاع تكاليف مدخلات العملية التعليمية من مستلزمات وأدوات ومواد وأجهزة وانعدامها أحياناً في السوق.
وبيّن التقرير أن العدوان على منشآت التعليم العالي أَدَّى إلى تحمل بعض الجامعات تكاليف نقل الطلبة من مقراتها المدمرة إلى مقرات بديلة لمواصلة دراستهم، وزيادة نفقات التشغيل في عدد من الجامعات لمواجهة حالات الطوارئ، فضلاً عن تعرض وسائل النقل التابعة للجامعات إلى التلف والتدمير والنهب.
خطواتٌ لمواجهة العدوان
ونظراً للدور الكبير للأكاديميين في كُلّ المتغيرات والأحداث التي تعصفُ بالبلد، وفي مقدمةِ ذلك العدوان الغاشم على بلادنا، وإزاء الحركات “الصبيانية” لدى بعض الأكاديميين الذين فضّلوا الارتماء في حُضن العدوان وينفذون أجندة لعرقلة العملية التعليمية أعلن عددٌ من الأكاديميين الوطنيين في 3 مايو عام 2015 عن إشهار تكتل “أكاديميون ضد العدوان”.
وأثناءَ إشهار الملتقى أكد الدكتور أحمد الصباغ أن هناك تبعاتٍ جسيمةً للعدوان الأمريكي السعودي على بلادنا، وهو ما يتوجبُ على الأكاديميين تبنّيها للناس داخل وخارج الوطن والتحقق من أساليب العدوان وممارساته ومدى تأثيره على المدى القصير والمتوسط والطويل والبحث عن اساليب معالجته والحد منه وإفشاله بكل الطرق الممكنة والمشروعة.
وأشار الدكتور الصباغ إلى أن هناك تكتلاً سياسياً وإعلامياً يعملُ ليل نهار ضد اليمن، وهذا المشروع قد سهل تمرير مزاعم السعودية وتبريراتها المخادعة والكاذبة في مجلس الأمن الدولي في خطوة غير مسبوقة في العلاقات الدولية لارتباطها بالمصالح المشتركة لتلك الدول مع السعودية.
وأمام كُلّ هذه المحاولات الدنيئة، يرى الصباغ أهمية وجدوى المبادرات المحلية والإقليمية والدولية التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن بعيداً عن أية مبالغات تؤكدها المعطيات على ارض الواقع.
السكوتُ أمرٌ معيب
ويرى الدكتورُ محمد الريمي إنه من المعيب بعد كُلّ ما حدث من جرائم واعتداءات آثمة على بلادنا والمؤسسات التعليمية أن نرى من ينتمون إلى أهم وأغلى شريحة في المجتمع بهذه الوضعية، مشتتة ومنقسمة، وغير منسقة الموقف الثابت حيال العدوان وما يسببه من قتل ودمار وحصار وانتهاك للسيادة.
وواصل الدكتور الريمي قائلاً: “أستطيع القولُ إن هذه تكاد تكونُ حالةً غريبةً تحدث في اليمن، أن ترى شعباً يُنتهك ويُقتل ويُنكل به ويجوع، فيما المثقفون والمبدعون من شعراء وأدباء وكُتّاب وصحفيين وباحثين وناشطين وأكاديميين منقسمون على أنفسهم، فمنهم من يؤيد العدوان ومنهم من يدينه ومنهم من يصمت ومنهم من يتكلم بخجل، ومنهم من التزم موقف الحياد، وهذه في حقيقة الأمر كارثة، ولو تعاطى كُلّ مثقف مع العدوان من منطلق وطني وأخلاقي ومبدئي واضح وصريح وثابت لكان الأمر مختلفاً ولكان هناك نتائجُ مختلفة ولكان هناك موقف تضامني أكثر وضوحاً وإنسانية ونبلاً مع اليمنيين، وتمنَّى الريمي من جميع الأكاديميين أن يكونوا في صف مواجهة العدوان وفضح جرائمه وتعريته أمام الداخل والخارج.. وأن يوحّدوا حساباتهم ويوحّدوا جهودهم ويقوموا بتحرك فاعل لتفعيل هذه الجبهة المهمة جداً، مؤكداً أنهم إذا قاموا بهذا الدور فإن الوضع سيتغير والمواقف الدولية والعربية ستتغير تماماً وستنضم للجبهة الداخلية اليمنية ولن يتوقف العدوان فحسب، بل سيحاسب أمام الضمير العالمي وسيحاسب قضائياً وأخلاقياً وإنسانياً وإعلامياً على جرائمه بحق الإنسانية في اليمن.
من جانبه يؤكّدُ الدكتور أحمد المأخذي عضو رابطة علماء اليمن على أهميّة مواجهة العدوان الأمريكية الغاشم ومقاومته بكل الوسائل الفكرية والقانونية والسياسية وتوعية الشعب بأهمية الصمود وصولاً إلى النصر والجاهزية ومخاطبة العالم الحر بما يتعرض له الشعب اليمني المسالم الباحث عن الغذاء والدواء والحياة الآمنة الكريمة دون السيطرة عليه وانتهاك حرياته من أيَّة جهة كانت.
ويتفق الدكتور أمين الغيش نائب رئيس تكتل أكاديميون ضد العدوان مع ما يطرحُه المأخذي، ويرى أن دورَ الأكاديميين في المرحلة الراهنة هو مواجهة وفضح العدوان السعودي وحلفائه على اليمن سواء داخل اليمن أَوْ خارجه.
ويتحدث الدكتور عبدُالكريم الديلمي مدرّس بكلية العلوم الإدارية بحرقة عن الوضع الذي وصلت إليه اليمن، ويستغرب من الأصوات التي تطالب بصرف المرتبات وتحمل القوى الوطنية مسؤولية ما يحدث، مشيراً إلى أن المسئول الحقيقي عن تأخير صرف الرواتب لموظفي الدولة هو الفار هادي وزمرته من المنافقين وكذلك تحالف العدوان الامريكي السعودي , فهم يتحملون المسئولية كاملة, حيثُ استخدموا الورقة الاقتصادية كآخر ورقة لإخضاع شعبنا اليمني العظيم, بعد أن فشلوا في مواجهة رجال الرجال في الجبهات.