الشيخ راجا عبّاس- الأمين العام لمجلس وحدة المسلمين في باكستان لـ “صدى المسيرة”: انتصارُ اليمن سيغيّر المنطقة، والشعبُ الباكستاني يترجم خطابات السيد عبدالملك الحوثي ويتابعها
- الأَحْـزَابُ السياسيّةُ الباكستانيةُ تقفُ في وجه السياسَة الأَمريكية والصهيونية، وَمُخَطّطاتُ آل سعود فشلت في إشعال حربٍ سنية شيعية في باكستان
- الأَحْـزَابُ السياسيّة الباكستانية شكّلت ضغطاً شعبياً كبيراً وأجبرت البرلمانَ بالتصويت على عدم مشارَكة باكستان في العدوان على اليمن
- لو يريد الجيشُ الباكستاني أن يلعب دوراً مهماً في خدمة آل سعود، فَإن الشعبَ الباكستاني لن يقبلَ بذلك؛ لِأَن هذا يخالفُ مبادئَ هذا الشعب.
- تعيينُ راحيل شريف قائداً لما يسمى التحالف الإسْلَامي لا يؤيّده سوى التكفيريين في باكستان فقط
- خطاباتُ السيد عبدالملك تترجمُ في باكستان وانتصارُ الشعب اليمني العظيم سيغيّرُ كُلَّ سياسات المنطقة
صدى المسيرة- خاص
قال سماحةُ الشيخ راجا ناصر عبّاس- الأمينُ العامُّ لمجلس وحدة المسلمين في باكستان: إن الشعبَ الباكستاني يعارِضُ العدوانَ الأَمريكي السعودي على اليمن.
وأضاف في حوارٍ خاصٍّ مع صحيفة “صدى المسيرة”: إن الباكستانيين لم يكونوا على عِلْمٍ في بداية الأمر بما يحدُثُ على الساحة السياسيّة اليمنية، لكن حين أعلنت باكستانُ المشارَكةَ في تحالف العدوان ناهضت كُلُّ الأَحْـزَاب السياسيّة هذا القرارَ وأجبرت البرلمانَ الباكستانّ على التراجُع.
إلى نص الحور:
- في البداية نرحّبُ بكم في صحيفة صدى المسيرة.. ويا حبّذا لو تعطوننا نبذةً تعريفيةً عن المجلس؟
مجلسُ وَحدةِ المسلمين هو حزبٌ دينيٌّ وسياسيٌّ في الساحة الباكستانية، ونحن نهتمُّ بقضايا المظلومين والمستضعفين في باكستان، ونرفعُ الصوتَ دَائماً للحفاظ على حقوقهم، وكذلك تقفُ أَمَـام المُخَطّطات والنفوذ الغربي في الشؤون الداخلية الباكستانية، كما تقفُ أَمَـام المَدِّ التكفيري والخطر التكفيريّ داخلَ باكستان؛ لِأَن وجودَهم كالسُّمِّ القاتل، ونسعى لأجل تحقيق الوحدة بين أَبْنَاء البلد الواحد، والجهد في قصد الميادين السياسيّة والاجتماعية والثقافية لنيل الحقوق المستضعفين والمظلومين في داخل باكستان.
ودولةُ باكستان تقعُ في منطقة استراتيجية هامة في العالم لأجل ذلك هناك خطرٌ دَائماً، خطر وتهديد وأزمات ضدّ الأقليات وضد أَبْنَاء المذاهب المختلفة من قِبل التنظيمات الإرْهَابية، ونحن من أهدافنا هو الوقوف ضد هذا القتل للشعب الباكستاني وإيْقَاف حمام الدم الذي يجري في الشعب الباكستاني.
وحقيقةُ العدو الذي يهدّد أمنَ باكستان لا ينحصرُ نشاطه داخل باكستان فقط، بل إنهُ يمتدُّ إلى العالَم الإسْلَامي، ولديهِ وجودٌ في كثير من الدول الإسْلَامية، وقد تأثر منها كثيرٌ من الشعوب، ومن يقف خلف هذا ومن أسّس هذا هم القوى الاستكبار العالمية أَمريكا والغرب وفي المنطقة من ينفذ مُخَطّطاتهم هي الصهيونية العالمية وآلُ سعود في المنطقة.
ونحن عندما نقول إننا نقفُ أَمَـام مُخَطّطات قوى الاستكبار العالمي وآل سعود نحن نريد أن نقولَ للعالم إننا واقفون أَمَـام هذه السياسة الإدارية التي يخطّطون لها ضد الأمة من آل سعود ومن الأَمريكان.
وحقيقةً نحن أوجدنا جبهةً قويةً من أَبْنَاء باكستان أَمَـام هذا الخطر الأَمريكي والسعودي والصهيوني في المنطقة، ونحن كوننا مسلمين والحزب الإسْلَامي والديني في باكستان قلوبُنا دَائماً تتحرك وتندفع إلى قضايا الشعوب المسلمة، يتوجب علينا أن ندافعَ عن كافة قضايا الشعوب المسلمة؛ لِأَن هذه هي القضايا المشتركة بين أمتنا الإسْلَامية.
- هل أنتم حزبٌ رسميٌّ في باكستان وهل لديكم علاقاتٌ أَوْ تحالفات مع أَحْـزَاب أُخْــرَى؟
نعم نحن حزب رسمي في داخل الساحة الباكستانية، ونشارك في العمل السياسيّ في البلد، ولدينا انفتاح على كثيرٍ من الأَحْـزَاب السنية السياسيّة والدينية، وكذلك القوى السياسيّة الأفغانية في باكستان، ونحن اتخذنا خطواتٍ مشتركةً؛ بهدف التحرك الفعلي المشترك في الكثير من القضايا في الباكستان.
نحن باختصار، كنا نقولُ عندنا ائتلافٌ رسميٌّ ومعلن وهناك تفاهم موجود بيننا وبين مجلس الاتحاد السني الذي يتألف من سلماني وعشرين حزباً سنياً، وكذلك الحركة الشعبيّة الباكستانية أَيْضاً حزب سياسيّ وديني.
نحن نؤمنُ بالإسْلَام، ونقول بأنه لا يجوزُ الفصلُ بين الدين والسياسة، وحتى الدستور الباكستاني توجد فيه الحاكمية لله سبحانه وتعالى، والأَحْـزَاب السياسيّة لديها وجهة نظر سياسيّة ولديهم نشاط كبير ونحن وإخوَانَنا السنة عندنا عمل سياسيّ موجود في باكستان وانفتاحي أيضاً.
- ما الذي تقصدون سماحة الشيخ بالعمل الانفتاحي.. وما هي القواسمُ المشتركة بينكم وبين الأَحْـزَاب السياسيّة التي تتحالفون معها؟
نحن لدينا أُنموذجٌ فريدٌ في العالم، فأغلبية الشعب الباكستاني يخالفُ السياسة الأَمريكية والصهيونية ولديهم مواقف حية وكذلك لديهم مواقفُ أَمَـام المُخَطّطات لآل سعود؛ لأنهم جاءوا لتنفيذ مُخَطّطات أَمريكا وهم عملاء الصهيونية في الباكستان، وآل سعود قد صرفوا واستثمروا في باكستان، لكنهم لم يستطيعوا أن يجعلوا هناك حرباً بين السُّنة والشيعة في الواقع.
ويمكن القول إنه بجهود السُّنة والشيعة، وبِوعي وشعور الشعب الباكستاني بالخطر من هذه المُخَطّطات فشلت الخطة السعودية في باكستان.
- إذا ما تطرقنا إلى الشأن اليمني، ما الذي عملتموه كأَحْـزَاب سياسيّة تجاه العدوان الأَمريكي السعودي على بلادنا؟
في الواقع لقد كان لدينا الكثير من البرامج، منها النزول إلى الشوارع والاعتصامات وإقامة المؤتمرات الصحفية ومنها المؤتمرات الخطابية ومنها اللقاءات الخَاصَّـة مع قادة الأَحْـزَاب السياسيّة والبرلمانية وكان هناك حراك في عدة اتجاهات وحتى إلى داخل الإعلام، وكان هناك حضور وناس.
وفي البداية لم يكن الجميع في باكستان يعرفون ما يجري على الساحة اليمنية، لكن من خلال جُهدنا استطعنا أن نُطلِعَ الشعبَ الباكستاني والبرلمانيين الباكستانيين وَالأَحْـزَاب السياسيّة الباكستانية وشكّلنا الضغطَ الشعبي على الحكومة، وبتظافر هذا الجهد قرّر البرلمان الباكستاني بالإجماع، ولم يكن هناك شخصٌ واحدٌ يعارض هذا الرأي، عدم المشاركة بهذا العدوان، أَوْ أن تكون باكستان جزءاً من هذا العدوان على الشعب اليمني، وهذا كان انتصاراً عظيماً للقوى التي تعملُ في وجه عملاء الاستكبار أَوْ الصهيونية في باكستان.
- يعني نفهم من كلامكم سماحة الشيخ أن الكثيرين في باكستان لم يكونوا على اطلاع بما يجري في اليمن؟
صحيحٌ في البداية الباكستانيون ما كانوا يعرفون بما يجري من حراك سياسيّ على الساحة اليمنية، ولكن بعدَ ما اطلعناهم وبدأنا بهذا العمل ولا زال العمل مستمراً، نحن نتابع أخبارَ القصف ومن خلال منابرَ مختلفة، من خلال تعاون بعض محطات التلفزيونية وكذلك من خلال خطابات الجُمعة والخطابات في المهرجانات الشعبية والاجتماعات العربية العامة ومن خلال شبكة التواصل الاجتماعي وبطرُق مختلفة.
نحن تقريباً نقدم صورةً بشكل كافٍ في الساحة الباكستانية، كُلّ ما يكون هناك اجتماعات شعبية وحضور الناس إلى الشارع، عندما تحصلُ هجماتٌ لآل سعود عملاء أَمريكا وإسرائيل على المساجد والمدنيين في اليمن، ونعتبر كُلَّ ما يحدث هناك جرائمَ ضد الإنْسَانية في اليمن وكل هذه الجرائم وهذه الفضائح وكل هذه المظلومية نعكسُها ونقدمُها من خلال وسائلَ مختلفة في باكستان، يعني هناك غيرةٌ دينيةٌ لدى الشعب الباكستاني المسلم، وهم من خلال هذه العلاقة الإسْلَامية التي تربطُهم مع المسلمين في كافة أرجاء العالم هم دَائماً يتحركون من خلال هذه العاطفة التي تربطُهم ببقية الشعوب الأُخْــرَى، وعندما يقع أي نوع من الظلم على شعب من الشعوب في أية منطقة أَوْ في العالم فالباكستانيون يظهرون موقفَهم ويعبّرون عن مشاعرهم ويقفون إلى صفّ الشعوب، وكما وقفوا إلى جانب الشعب اليمني يقفون إلى جانب أَبْنَاءِ الحجاز وكذلك البحرين وسوريا وكافة الشعوب؛ لِأَن الشعبَ الباكستاني شعبٌ خيّر ومطلّع على كُلّ ما يجري في المنطقةـ وهم يقفون كسد منيع أَمَـام المُخَطّطات الأَمريكية والغربية وآل سعود وإسرائيل في المنطقة؛ ولأجل ذلك لم تستطع دول الاستكبار أن تؤثرَ على الشعب الباكستاني أَوْ عمل سفارة للكيان الصهيوني؛ لأنهم يخشون تحرُّكَ الشعب الباكستاني.
- ولكن كيف تفسّرون سماحة الشيخ التدخُّلات الخارجية في الشأن الباكستاني؟
يجبُ أن يعرفَ الجميعُ أن نفوذَ الغرب والدول الخارجية داخل باكستان جعلهم لا يتركون مجالاً، وبارتباطهم مع النخب الباكستانية، فهم دَائماً يؤثرون ولا يتركون باكستان أن تستمرَّ فيها الديمقراطية وتحصل الانقلابات العسكرية في الساحة الباكستانية بتدخل خارجي، ولولا التدخل الخارجي لَما حصل كُلّ هذا الشيء.
لأنه بسبب هذا الموقع الجغرافي الاستراتيجي هم ما تركوا الثقافةَ الديمقراطية أن تنمو أَوْ أن ينموَ الإعلام السياسيّ ليكون قوياً في الساحة الباكستانية ودائماً ما تحدُثُ انقلاباتٌ عسكريةٌ في باكستان.
- هناك علاقةٌ قويةٌ تربط باكستان بالمملكة العربية السعودية.. ما سر هذه العلاقة من وجهة نظرك؟
باكستان التي يبلغُ عددُ سكانها مئتَي مليون شخص تملك القنبلة النووية، ولها أهميةٌ بالغةٌ للسعودية، وهناك أَكْثَر من مليونين يعملون في داخل السعودية؛ ولأجل ذلك هناك علاقات اقتصادية مع السعودية.
وعندما بدأ الجِهادُ الافغاني في المنطقة وضمن اتفاق بين الجيش الباكستاني وآل سعود، وبعض الجنود من الجيش الباكستاني يبقون دَائماً منذ الثمانينيات إلى يومنا هذا، يبقى الجنود الباكستانيون في السعودية وفقاً للاتفاقيات.
محمد بن سلمان أَوْ الملك سلمان هم يفكرون بأن كُلَّ التخطيطات وقبل ما تحدث الأزمات في المنطقة يريدون أن يكونَ الجيش الباكستاني لهم وأن يساعدهم في هذه الأمور، لكن ما نريدُ التأكيدَ هنا أنه حتى لو يريد الجيش الباكستاني أن يلعبَ دوراً مهماً في خدمة آل سعود، فَإن الشعب الباكستاني لن يقبلَ بذلك؛ لِأَن هذا يخالفُ مبادئ هذا الشعب.
والجميعُ يعرفُ أن السعودية تقدم الدعم المالي الهائلَ للباكستانيين وتعطيهم نسبةً رخيصةً، ونؤكد هنا أن الديمقراطية الباكستانية لا ترغبُ أن تقدمَ أية خدمة يطمع بها السعوديون إلا إذا كانت على درجة أدنى منه، يعني ممكن إذا طلبوا حماية الحرمَين أَوْ مكة المكرمة أَوْ إذا حصلت أزمة بينهم ممكن أن يستفيدوا من الجيش الباكستاني، وهذه علاقة لحوالي خمسين سنة فيما بينهم.
- كيف تلقيتم نبأ تعيين راحيل شريف، قائداً لقوات “التحالف الإسْلَامي لمكافحة الإرْهَاب؟
منذُ أن تم إعلانُ نشر هذا الخبر بأن وزيرَ الدفاع الباكستاني السابق راحيل شريف هو مَن استلم هذا العمل فصار هناك يعني نحن أول من أصدرنا تنديداً بهذا القرار، والآن عندما تنظر إلى الإعلام الباكستاني لا تجد محطةً تلفزيونية أَوْ صحيفة باكستاني أَوْ وسائل التواصل الاجتماعي في الإعلام الباكستاني إلا فيها بيانات تنديد من أغلب الشخصيات والأَحْـزَاب والجهات المختلفة حتى أجبرت على أن تصدرَ بياناً تؤكد أن هذا قرارَ شخصي وليس له علاقة بالحكومة، وإذا وجدنا أن هذا يضر بالمصالح الباكستانية يمكن نوقفه.
وهذا راحيل شريف كان في الماضي بطلاً عند الشعب الباكستاني عندما كان يحارِبُ الإرْهَاب التكفيري داخل باكستان، ولكن اليوم سقط من أعينهم وأصبح منبوذاً من قبل الشعب الباكستاني وأصبحوا يكرهونه وكانوا يسمونه راحيل شريف واليوم يسمونه ريال شريف؛ لأنه وضع نفسه من أجل الريال فأصبحوا يسمونه ريال شريف ووصلت شعبيته إلى درجة الصفر ولا يؤيد هذا القرار اليوم إلا التكفيريون فقط.
- أخيراً، كيف تنظرون إلى السيد عبدالملك الحوثي؟، وما رسالتكم للشعب اليمني؟
نحن نتابعُ ما يحدُثُ في اليمن، وعندما يُلقِي السيدُ عبدالملك بدر الدين الحوثي خطاباً يترجم، وقلوبُنا دَائماً مع الشعب اليمني، ولدينا قناعةٌ بأن كلَّ ما تمنّى السعوديون تحقيقَه في اليمن فشلوا فيه وانتصر الشعب اليمني، وانتصار اليمن يكون انتصاراً عظيماً.. وسيغير كُلّ سياسات المنطقة.
ونحن دَائماً ندعو اللهَ عز وجل أن ينصُرَ الشعبَ اليمنيَّ، وندعو لقيادتكم السيد عبدالملك والقادة الآخرين والإخوة الزيديين والشافعيين ومَن يقفون معكم بهذا الجهادِ المقدس، وندعو للشهداء والجرحى وكل مَن تضرر من هذا العدوان الغاشم، فنحن معكم وندعو لكم دَائماً، وإن شاء الله هذا يتكلل بالنصر ويسقط نظامُ آل سعود.