عمليةُ تجميل وطبيبٌ فاشل
سليم المغلس
عمليةٌ تجميليةٌ لوجه المجتمع الدولي أُسندت لطبيب فاشل، تجسّدت من خلال تحركات إسْمَاعيل ولد الشيخ إلى المنطقة، في محاولةٍ لخداع الرأي العام العالمي وصرفه عن العار الذي يلاحقهم، ويتكشفُ بشكل جلي بتوفيرهم الغطاء -مجدداً كعادتهم- للحملة العسكرية البربرية والتصعيد العسكري غير المسبوق الذي يقوم به تحالفُ العدوان على اليمن.
وفي الوقت الذي يفترض أن يدشن “أنطونيو غوتيريش” فترة تقلده لمنصب الأمين العام للأُمَــم المتحدة بالقيام بواجبه ومسؤولياته الأَخْلَاقية والعملية، ولو بتصريحات ومواقف شكلية ليبعث الأملَ ويعيد ثقة الشعوب بالمنظمة التي يرأسها، والتي فقدت ثقتها عالمياً، وأصبح ينظر إليها كمسعرة للحروب وغطاء للتدخلات، لكنه أي الأمين العام الجديد للأُمَــم المتحدة تَحسَب أن أي تحرك ظاهر وقوي ولو شكلياً وصورياً في هذه الفترة قد لا ينال رضا دول العدوان، فاختار لنفسه ولمنظمته الصمتَ والقبول بما تمليه عليه أَمريكا والسعودية، وتوخى والتحرك في إطار سياستهما حرفياً بخصوص الملف اليمني، وكذا الملفات الأُخْــرَى في المنطقة، منتظراً لإدَارَة ترامب التي ستحدد ملامح تعاطيه في كُلّ الملفات.
ومع تصاعد بعض الأصوات والانتقادات من قِبل المهتمين إقْليْمياً ودولياً بخصوص الملف اليمني حتى أَطلقَ الكثيرون على تسمية الحرب في اليمن بالحرب المنسية، لم تستطع الأُمَــم المتحدة ومن وراءها دول العدوان الانتظار لإدَارَة ترمب، فحركت مبعوثها الخاص إسْمَاعيل ولد الشيخ، في محاولة لذر الرماد على العيون؛ ليقوم بجولة باهتة وصورية للمنطقة للتخفيف من الحرج عنهم وتضليل الراي العام العالمي.
يأتي هذا التحرك دون أن يحمل أي جديد بعد رفض دول العدوان ومرتزقتهم أي حوار تحت أرضية خارطته، وذهبوا نحو التصعيد العسكري المعلن، ورموا بكل الجهود السابقة التي بذلت وتوصلت إلى بعض المقاربات بين الأَطْرَاف، كما يأتي أَيْضاً بعد أن تفاجأت دول العدوان بالصمود الأُسطوري لجيشنا ولجاننا الشعبية أَمَـام أكبر حملة عسكرية على اليمن منذ بداية العدوان. الذي بدأ جولته يوم أمس في ظل ضبابية وعدم وضوح الرؤية لديه في التعاطي مع هذه الجولة خُصُوْصاً ولم تتولَّ الإدَارَة الأَمريكية الجديدة مهامَها بعد لتحدد ملامح الصراع في المنطقة، فوصل إلى أسياد نعمته في الرياض ليتلقى الموجّهات العامة لتحركه ويناقش السيناريو المعد له سلفا لهذه الجولة من أين سيبدأ وإلى أين سينتهي.
أما نحن كشعب يمني مسلم، كما لم نعوّل على تحرك المجتمع الدولي ولا الأُمَــم المتحدة ولا غيرها سابقاً؛ فكذلك لا نعير اهتماماً للضجيج الذي يصدر هنا أَوْ هناك، فباعتمادنا على الله وتوكلنا عليه وبإرَادَة شعبنا وجيشنا ولجاننا الشعبية سندحرُ كُلّ الغزاة والمنافقين، وخداعهم ومكرُهم إلى بوارٌ إن شاء الله.
ولا يحيقُ المكر السيء إلا باهله.