(وفيكم سمّـاعون…) لقنوات العدوان (… إنكم إذاً مثلهم)
الحربُ الإعلاميةُ والنفسية
د. أحمد مطهر الشامي
- ما حاجةُ شعبنا لمشاهدة والاستماع لقنوات وصفحات تبرّر لقتله وتفتري الأكاذيبَ والله يذكر عن بني إسرائيل أن أحد مواصفاتهم السلبية أنهم (سمّاعون للكذب) أي يستمعون للأكاذيب التي تأتي من العدو
- المقاطعة والإعراض عن قنوات الأعداء وصفحاتهم من أهم الوسائل لمواجهة قذارتهم وتضليلهم وقد حذر الله مَن لم يستجب لهذه المقاطعة بأن حكمَه سيكونُ كحكمهم (إنكم إذاً مثلهم)
(1)
كيف نواجهُ الحربَ النفسية والإعلامية على ضوء القرآن؟
في إطار الحرب النفسية والإعلامية التي تخوضُها قوى العدوان ضد الشعب اليمني المظلوم، لا بد من مقابَلَة هذه الحرب الإعلامية بحربٍ مضادَّةٍ، ولتكن المقاطعة لهذه القنوات والصفحات الإعلامية والتحذير منها جزء من المعركة فعندما يقوم العدو بتسخير المليارات لتوظيف ما يقارب من مائة وخمسين قناة وأَكْثَر وآلاف الصفحات والمواقع. المؤيدة للعدوان والمواجهة لثورة الشعب المباركة ويكتشف بأن الشعب يقاطع هذه القنوات والصفحات سيصاب بالإحباط والشعور بالهزيمة وما حاجة شعبنا لمشاهدة والاستماع لقنوات وصفحات تبرر لقتله وتفتري الأكاذيب والله يذكر عن بني إسرائيل أن أحد مواصفاتهم السلبية أنهم (سمّاعون للكذب) أي يستمعون للأكاذيب التي تأتي من العدو بتفاعُل وتأثر بشكل يجعله يُرجف ويتذبذب، والله أمر بمقاطعة كلمة في مرحلة معينة؛ لأنها كانت مدخَلاً للعدو فبالأولى مقاطعة إعلام العدو (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم).
(2)
يجبُ أن نحمِلَ وعياً يحطّمُ معنوياتِ المخربين
يقول الشهيد القائد (نحن بحاجة إلى أن نظهر في وعينا في سلوكنا في أعمالنا في جدنا في اهتمامنا إلى درجة تحطم معنويات المخربين من المنافقين والمرجفين والذين في قلوبهم مرض، فييأسون فيضْمَحِلُّون ويتضاءلون أمام ما يلمسونه من كُلّ شخص منا, من جِدِّه واهتمامه ووعيه، فيرون الناس كتلاً من الصلب تتضاءل نفسياتهم وتضمحل ويتلاشون شيئاً فشيئاً حتى يصبحوا في المجتمع لا قيمة لهم، وحتى يصلَ إلى درجة أن لا يعرف ماذا يقول وبماذا يتفوّهُ معي أو معك، تضطربُ المسألة لديه، يتلَجْلَج الباطلُ في فمه، فلا يعرف ماذا يقول وماذا يعمل.
إذا وصلت الأمة إلى وعيٍ من هذا النوع، فلو اتجهت عشراتُ المحطات والقنوات الفضائية ومحطات الإذاعة نحو مجتمع من هذا النوع كُلّ ذبذباتها ستنطلق إلى الجو ولن تصل إلى أرض نفسيتك لن تؤثر فيك).
(3)
المؤمنُ ليس عشوائياً في إذاعة الأخبار
المؤمنون الواعون ليسوا من النوع الذي يستقي أخباره فيما يتعلق بالصراع وما يترتب عليه من أمن وخوف من قنوات الأعداء وأخبارهم وليس من النوع الذي يذيع أي خبر يأتيه فلديه قناة محددة من جهة الله هي الرسول أو مَن يقومُ مقامَ الرسول في قيادة الأمة في هذا الزمن من قرناء القرآن والجهات المرتبطة بهم، وهذا الأسلوب لن يجعل للعدو ثغرة يستطيع من خلالها أن يسرب الأخبار والشائعات التي يريدها في إطار حربِ على الأمة المرتبطة بالقرآن وقرناء القرآن.
يقول الشهيد القائد (الأخبار قضية مهمة، الله أمر المسلمين أن يكونوا حكيمين في أخبارهم, وفي نقل أخبارهم, ووبّخهم واعتبر العشوائية والانفلات في اذاعة الأخبار خصلة سيئة فيهم: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ}(النساء: من الآية83) أذاعوا, أخبار، [قالوا يشتوا, قالوا.. قالوا قد هم كذا.. وقالوا.. إلى آخره]. {وَلَوْ رَدُّوهُ إلى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}(النساء: من الآية83)…).
ويقول أَيْضاً (يجب أن تردّ إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم، وإذا لم يكن هناك التزام بالطريقة هذه فقد تكون منفذاً للشيطان قد تكون منفذاً لاتِّباع الشيطان، فمن رحمة الله أن يوجه الناس إلى توجيه يبعدهم عن اتِّباع الشيطان. {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ}(النساء: من الآية83) وهذا من فضله: أن يوجههم كيف يتعاملون مع الخبر مع الشائعات، سواء من صحيفة أو إذاعة أو تلفزيون أو كيفما كانت).
(4)
– الاستماعُ للكذب وَالتأثر به صفة من صفات ضعاف الإيمان
القنوات الإعلامية التابعة لجبهة العدوان السعودي الأمريكي مارست الكذب والتضليل طوال فترة العدوان وقد اتضح جليا لشعبنا قبحها وكذبها وافترائها وقد تجلت لشعبنا المظلوم مصداقية الإعلام التابع لجبهة الحق وقيادة الثورة طوال تلك الفترة، فما حاجة شعبنا لمثل هكذا قنوات فالرد الأمثل على قنوات الفتنة والخيانة هو مقاطعتها وتهميشها، وقد ذم الله بني إسرائيل في كثير من آياته عندما كانوا يفتحون آذانهم لمثل هكذا أبواق منها قوله: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ}(المائدة: من الآية41) ووصف فئةً من المسلمين نتيجةً قلة وعيهم بهذه الصفة (لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا وَلأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سمّاعون لهم) أي سمّاعون للمنافقين بتأثر سلبي يقول الشهيد القائد (أنت قد تسمع الكذب من الشخص تسمعه فتعرف أنه كذب، أو تعرف حتى لو لم تجد الشواهد في نفس الوقت على أنه كذب، تستطيع أن تقطع أن تلك النوعية لا يمكن أن يأتي منها كلام صحيح، فأنت من تقطع بأنه كذب، لم يقل: يسمعون الكذب، {سَمَّاْعُوْنَ} يسمعه ويتأثر به في وقته، وقد ينطلق أَيْضاً وسيلة لنشره يخدم ذلك الكذب، {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ} هل أن الكذب لا يأتي ما يكشفه؟ إن الكذب في أَكْثَر الحالات يكون هناك ما يكشفه قبل أن يخرج إلى النور، تستطيع أن تعرف أن مثل ذلك الشخص لن يكون صادقاً فيما قال، هو من النوعية التي هي عادة لا تصدق حتى ولو أقسم.
(5)
– آياتٌ قرآنيةٌ تؤكدُ على المقاطعة الاعلامية وتحذر من لم يستجب
من يتحرك بالسخرية والتكذيب والاستهزاء بجبهة الحق التي أعمالها امتداد لآيات الله والسائرين على هدى القرآن يجب أن يواجهوا بطريقة تشعرهم بأننا لا نأبه بكم والمقاطعة والإعراض عنهم وعن قنواتهم وصفحاتهم من أهم الوسائل لمواجهة قذارتهم وتضليلهم وقد حذر الله من لم يستجب لهذه المقاطعة بأن حكمه سيكون كحكمهم (إنكم إذا مثلهم)؛ لأن الاستماع لتضليلهم سيؤدي للتأثر التدريجي بالمضلين حتى يصبح موقفه كموقفهم ولو في بعض القضايا، شعر أو لم يشعر، وبالذات أن بعض المضلين لديه القدرة على تنميق الباطل، ويوجد في جبهة الحق الكثير من البسطاء من القاصرين في الوعي الذين يتأثرون بوسائل التضليل، ويكفي أن تكونَ هناك جهاتٌ مختصة معنية ومؤهلة في الوعي والثقافة القرآنية لمتابعة والرد على شبهاتهم واكاذيبهم وتبيينها للناس ومناظرتهم وتبكيتهم إذا تطلب الأمر، ومن أجل إقفال الثغرات أمر الله حتى رسوله بالمقاطعة ليقطع اعذار الآخرين ممن قد يتعذرون بوعيهم وعدم تمكن العدو من التأثير عليهم، يقول الله تعالى (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره انكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً) (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}(الأنعام:68). فالكافر قد يستهزئ بآيات القرآن مباشرة والمنافق سيستهزئ بمضمون وما تدل عليه الآيات ولن يجرؤ على الاستهزاء المباشر، كأن يستهزئ بمن يدافع عن بلده ومن ينفق في سبيل الله وغيرها من المواقف التي دعا لها القرآنُ، هذا ما فهمناه من كلام قرناء القرآن، السيدين حسين وعبدالملك الحوثي، ويقول الشهيد القائد:
(من يخوضون في آيات الله أحيانا قد يكون الشيء الذي يشجعهم أن يخوضوا فيها بتكذيب أن يكون عندهم واحد أو اثنين من الطرف الآخر فيكونون حريصين على أن يؤثروا عليهم، إذا لم يكن هناك أحد يتابعهم فلن ينطلقوا برغبة واندفاع وسيمثل ذلك تضييعا لعملهم وجهدهم).
- رئيس الجبهة التعبوية