يمنيون عالقون في الخارج يروون لـ "صدى المسيرة" تفاصيل من معاناتهم في الهند وَالقاهرة
المطري: السلطات الأمنية المصرية ضربتنا وطردتنا؛ لأننا طالبنا بالعودة إلى أرض الوطن
العذري: السفير اليمني بالقاهرة رفض استقبال العالقين وأدلى بتصريحات بأن معظم العالقين هم حوثيون
والدة المواطن علي أكرم: الموت في وطني أكر وأعز من كل الإهانة التي لقيناها في مومباي
مدير المطار: لا بد من مرور العالقين اليمنيين إلى مطار بيشة السعودية وهناك يتم تفتيشهم بشكل مستفز ومهين
المسيرة محي الدين الأَصْبَـحي:
عانى الـيَـمَـنيون العالقون في الخارج الأمَرَّين؛ بسبب سُوْء المعاملة التي تعرضوا لها من المسؤولين في سفارتَي الـيَـمَـن بمصر والهند، وكذلك بسبب تعنُّت السلطات السعودية في عودتهم إلى أرض الوطن.
صحيفة “صدى المسيرة” تابعت معاناةَ العالقين، ونقلت الصورة الحقيقية لعمق الإجْـرَام السعودي وعملائه والحالة التي يعيشها الـيَـمَـنيون في الخارج.
يروي المواطن إبراهيم علي المطري جزءاً من معاناته في مصر أثناء العُـدْوَان السعودي على بلادنا، حيث يقول: كان حصاراً مؤلماً وحقداً أسود، لقد نفدت مدخراتنا أملاً في العلاج، فأَصْبَـحنا في مشكلة مزلزلة.. السفارة الـيَـمَـنية تخلت عنا بطرق مزعجة، والدولة المستضيفة لنا حشدت فريقَ مكافحة الشغب فضربونا وطردونا؛ لأننا نطالب بالعودة إلى وطن نفضّل الموتَ في ترابه.
ويزيد المطري بقوله: “المئاتُ من المرضى العالقين طردوا من الشقق؛ لأنهم لم يصبح بمقدورهم دفع مرتبات الإيجار، وَالمستشفيات لم تعد تقبلنا؛ لأن ميزانيتنا نفدت، الكل هنا اشترته السعودية ولم يبقَ إلا الـيَـمَـنيون فقط تكاتفوا وساندوا بعضهم وتجرعوا ويلات الحصار.
ويضيفُ المطري قائلاً “منذُ بداية العُـدْوَان على الـيَـمَـن، ذهبنا إلى السفارة الـيَـمَـنية في مصر مثل أَي مواطن في العالم لكي تقومَ السفارة بواجبها نحو رعاياها وتسفيرهم أَوْ تسكينهم وكانت المفاجأة الكبرى بأن سفارتنا تخلَّت عن رعاياها بل وطلبت غيرَ آبهة بننا فريق مكافحة الشغب المصري، وهناك ارتطمت مياه الجنود وعصيانهم بأجساد المرضى الـيَـمَـنيين العالقين في القاهرة فتم طردُنا ولم يتم التجاوب مع أَي مواطن يمني كان يدعو فقط للعودة إلى وطنه لا شيء غير ذلك.
ولم يكن ينوي المواطنُ طلال العذري المصاب بمرض السرطان العَودة إلى الوطن رغم عدم إكمال علاجه إلا شوقه وحنينه للـيَـمَـن الذي لا يمكن التخلي عنه في أَي حال من الأحوال.
وعند اشتداد العُـدْوَان على الـيَـمَـن فضّل العذري العودة إلى الوطن رغم ضرورة مكوثه وعلاجه في الخارج، لكنه أصر أن يعود إلى بلده ليحتضنَ ترابه ومن ثم يقرر السفر مرة أخرى إلى مكان آخر يكون للمواطن الـيَـمَـني مكانة وقدر كبير من الاحترام والإنْسَـانية.
ويروي العذري لصحيفة “صدى المسيرة” قصة حصاره ومعه من المرضى وكيف تم التعامل معهم فيقول: “كنت ضمن 20 عالقاً في القاهرة نعاني من أمراض مختلفة جُلُّها مرض السرطان؛ بسبب تعليق علاجنا وتأخيرنا في القاهرة ودون الوصول إلى نتائج، فقمنا بقطع تذاكر سفر إلى لبنان للوصول إلى إيران لتلقي العلاج، وفي 15 مايو قطعنا تذاكر بما يقارب 35 ألفَ جنيه لكل واحد، وعندما وصلنا إلى قاعة المغادرة وبعد الختم ووصولنا إلى الطائرة للتحرك على متنها تم توقيفُنا وإنزال حقائبنا وأدواتنا من الطائرة، وتم إلغاء جوازات السفر. ورغم الإجراءات الرسمية إلا أن ذلك لم يمنعا من السفر وبطريقة فجة وغير قانونية”.
ويوضح العذري “لقد أخرجت العائلات الـيَـمَـنية إلى الحدائق وَالشوارع بشكل همجي بسبب توقف العلاج، ونفاد أموالها؛ بسبب مرور شهور على مكوثها، حيث كان من المفترض أن تغادر مصر بعد العُـدْوَان بساعات، فمكوثها هذه المدة ومنع وصول المساعدات إليها أنتج مشكلة اقتصادية وحصاراً كبيراً فرضه العُـدْوَان السعودي الجبان وبدون أَي وازع إنْسَـاني أَوْ أخلاقي، فكانت مشاهد التشرد للعالقين الـيَـمَـنيين تؤكد الحرب المستهدفة للشعب الـيَـمَـني في الداخل والخارج، وتنصل المسؤولين في السفارات الـيَـمَـنية عن مسؤولياتهم”.
ويشير العذري للصحيفة إلى أن سفيرَ الـيَـمَـن في مصر رفض استقبال العالقين والاستماع إلى شكاويهم، بل ذهب ليدليَ بتصريحات بأن معظم العالقين هم حوثيون.
وفي لحظات وصول العالقين إلى أرض الـيَـمَـن يقول العذري: كانت لحظات تَأريخية ومشاهد طيبة وسعيدة ولا يمكن أن تكونَ أَي بلد أخر أعظم وأجمل من بلدنا الـيَـمَـن، وسافرنا من أجل هذه الوطن رغم أني لم أكمل علاجي ولدي جلسات علاج كيماوي، أولاً احتضن بلدي وبعدَها أقرر السفر.
أما المواطنُ علي أكرم محمد أحد العائدين من الهند فيقول والفرحة تملأ قلبه بعد وصوله إلى أرض الوطن: “الحمد لله أني في بلدي، في الأمس كانت الساعات تمر كسنين أكثر من شهر، وأنا ووالدتي في الهند نتلقى العلاج وفي يوم العُـدْوَان السعودي الغاشم على أرض الوطن وقبل انتهاء فترة العلاج قرَّرنا العودة إلى البلد، لكن السفارة منعتنا من السفر بحُجَّة الحظر الجوي والحرب التي تفرضها السعودية”.
ويزيد بقوله: نفدت أموالنا، وعندما أردنا أن نقنع السفارة في الهند أننا أتينا للعلاج ولا بد أن نعود بسبب نفاد الأموال لدينا وأن الوالدة مريضة جداً وتحتاج إلى العودة وتفقد أسرتها جراء القصف الجوي للعُـدْوَان السعودي الذي يستهدف النساءَ والأَطْفَـال وكل شيء، إلا أنهم أكدوا أنهم لا يستطيعون في الوقت الحالي إلا بعد الموافقة بترحيلكم جماعياً رسمياً، وأكثر من شهر ونصف شهر ونحن نذوق المعاناة، بل إن والدتي زاد مرضها بعد أن كانت قربت على الشفاء، فقلقها على أبْنَائها وأسرتها وبلدها زاد من سوء حالتها الصحية، وأكدت أن موتَها في وطنها أكرم وأعز من كُلّ هذه الإهانة.
ويؤكد مدير عام مطار صنعاء الدولي خالد الشايف أن معظمَ العالقين عادوا إلى أرض الوطن خَاصَّـة الذين كانوا في مصر والهند.
وقال الشايف في تصريح لـ “صدى المسيرة”: العالقون في الأردن تبقَّى الكثيرُ منهم بسبب أن الرحلات كلها تنطلق من القاهرة وبومباي، وأن ما تبقى منهم سيتم ترحيلهم خلال الأُسْبُوْع القادم، مُضيفاً وقد بدأ برنامج الترحيل منذ عشرين مايو وسيستمر حتى 30 من الشهر الجاري لاستكمال ما تبقى من العالقين الذين وصل عددهم إلى 8 آلاف مواطن جلهم من الذين سافروا لغرض العلاج.
ويضيف الشايف: لا بد من مرور العالقين الـيَـمَـنيين إلى مطار بيشة السعودي وهناك يتم تفتيشهم بشكل مستفز ومهين، والمقصود من هذا التفتيش هو إهانة وإذلال الـيَـمَـنيين.