أبطالُ الجيش واللجان الشعبية يبدأون استراتيجيةً جديدةً في جبهات العُـمق السعودي
صدى المسيرة: يحيى الشامي
تصاعَدَتْ وتيرةُ القصف المدفعي والاسْتهدَاف الصاروخي على المواقع والمعسكرات السعودية خلالَ الأيام الماضية بصورة مركَّزة ضاعفت من أرقام الخسائر السعودية في عديده وعتاده.
وتحدّثت مصادرُ ميدانيةٌ لـ “صدى المسيرة” عن ترتيبات كبيرة تتعلّق بعمليات الرصد والمتابعة لتنقلات وحركة الجنود السعوديين تسبِقُ عمليات القصف المدفعي والصاروخي.
وأضافت المصادر أن غالبية الأَهْـدَاف التي تم قصفُها تحتوي غالباً، إمّا تجمعات كبيرة للجنود السعوديين أَوْ مخازن أسلحة تابعة للمواقع وتمون خطوط المواجهات الأمامية، أَوْ مرابض المدفعية ومرتكزات الأسلحة الرشاشة الخَاصَّـة بأعمال التمشيط.
وأكّدت المصادرُ أن هذه الضرباتِ باتت تُشكّل مصدرَ استنزاف كبير للجيش السعودي؛ نظراً لخسائره البالغة التي يتكبّدُها جراء هذه الضربات، وَعَــزَت المصادرُ سبَبَ تحقيق هذه الضربات إصاباتٍ مباشرةً إلى أعمال الرصد والمتابعة الدقيقة التي تُنفذها وحداتٌ متخصّصةٌ في هذا المجال، مشيرةً إلى انتشارها داخل مساحات واسعة في عمق الأراضي السعودية حول مراكز ومعسكرات الجيش السعودي.
وتأتي هذه العملياتُ عادةً خلال الفترات التي تعقّب عمليات التوسُّع الميداني التي تنتهي بتقدم المقاتلين اليمنيين داخل أراضيَ سعوديةٍ، وقد تزايدت وتيرتُها بالتزامُن مع إعلان جهات رسمية يمنية عن بدء معركة ما أسمته التنكيل، وهي مرحلة تُعَدُّ واحدةً من فصول معركة الاستنزاف الطويل التي أجاد المقاتلون اليمنيون إدارتَها وثبتوا خلال ما يُقارب العامين من قتالهم على حدود المملكة وفي عُمق أراضيها ومواقعها العسكرية براعتهم اللامحدودة في ابتكارِ أَسَـاليبَ قتالية صُنّفت كواحدة من المناهج الحربية الفريدة في العلم العسكري.
وتمكنت وحدةٌ قتالية يمنية بمشاركة أعضاء من وحدة الهندسة من إحراق مدرعتَين بعبوتين ناسفتين في موقع الخشل، جاءت العمليةُ بعد تسلّل الوحدة إلى الموقع وتنفيذ العملية وتزامنت العملية مع عملية أُخرى وقعت في موقع العريضة ونجح فيها المقاتلون اليمنيون في تدمير ثلاث آليات وإحراق مخزن أسلحة في عملية مماثلة لسابقتها، تلاها عملية قنص لجندي سعودي في موقع القرن.
وعقب سيطرة القوات اليمنية على مناطقَ واسعةٍ أسفل جبل الدود جنوب مدينة الخوبة، الأسبوع الماضي، في عملية انتهت بالسيطرة على معسكر غاوية وخمسة مواقعَ مجاورة تمكَّنت المدفعية اليمنية من اسْتهدَاف موقعي ملحمة والبيت الأبيض بعدد من القذائف، بالإضافةِ إلى اسْتهدَاف برج موقع الخشل العسكري السعودي بقذائف الهاون.
وقُتل عدد من الجنود السعوديين إثر اسْتهدَاف آلية همر سعودية متواجدة في موقع الرديف العسكري غربي مدينة الخوبة، ما أسفر عن مصرع كامل طاقمها.
أبرزُ الضربات الصاروخية التي حصدت حصيلة دسمة وقعت على معسكر بليالين في نجران، حيث وجّهت القوة الصاروخية دفعتين من صواريخ نوع أوراغان خلال يومين باتجاه المعسكر الواقع وسط مدينة نجران، وجاء اسْتهدَاف المُعسكر بعد حصول الصاروخية اليمنية على معلوماتٍ مؤكّدة تُفيد بوجود مجاميع كبيرة للجنود السعوديين بالإضافة إلى تواجد ما يُقدر بعشرات الآليات والمركبات العسكرية، وقد وصف مصدر عسكري ينتمي لوحدة الرصد الهدف المتواجد في المعسكر بـ “الدسم”، ولم يستبعد المصدر في حديثه لـ “صدى المسيرة” تواجُدَ قيادات كبيرة في الجيش السعودي، وَوقعت الضربة الصاروخية على نفس المعسكر بعد يوم واحد من الأولى، بعد أن كان الطيرانُ قد شن سلسلةَ غارات على أماكن افترض تواجد منصة إطلاق الصواريخ، متوهماً أنه دمّرها.
واستهدفت المدفعية اليمنية تجمعات للجنود السعوديين في قيادة عليب تلاه اسْتهدَاف موقع السديس ما أسفر عن مصرع عسكريين سعوديين كانوا في الموقع
بالإضافة إلى اسْتهدَاف تجمع آليات للجنود السعوديين في موقع مستحدث بمفرق الهجرة وفي موقع الضبعة، وفي منفذ الخضراء وفي موقع مستحدث شرقي موقع آل حماد.
ويوم الخميس الماضي تمكنت وحدة القناصة اليمنية من قنص جنديين سعوديين في موقع الطلعة الواقع إلى الشرق من مدينة نجران، ويؤكد تواصل عمليات القنص الانتشار الواسع للقوات اليمنية بمختلف تشكيلاتها القتالية في محيط المواقع السعودية ووسط جغرافية جبلية معقّد التركيب وصعبة التضاريس، وهي بيئة نجح المقاتلون اليمنيون من استغلالها لمصلحة عملياته القتالية ضد الجيش السعودي (أَهْـدَاف ثابتة أَوْ متحركة).
وفي عسير دكّت مدفعيةُ الجيش واللجان الشعبية تجمعات للجنود السعوديين في مجمع الربوعة وسط المدينة، أعقبها قصف مدفعي على تبة عامر، حيث تحقق وقوع إصابات مباشرة وسط الجنود السعوديين.
ودكّت المدفعية تجمعات للجيش السعودي في منفذ علب محققة إصابات مباشرة. بالإضافة إلى إطلاق صلية صواريخ كاتيوشا على تجمعات الجيش السعودي في ظهران الجنوب.