خطابُ السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في ذكرى الشهيد 1438هـ
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهدُ أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين وعن سائر عبادك الصالحين.
شعبنا اليمني المسلم العزيز أيها الإخوة والأخوات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في الذكرى السنوية للشهيد نستذكر شهداءنا الأبرار في مسيرتنا القرآنية منذ يومها الأول وعلى طول المشوار مشوار التضحية ومشوار العطاء ومشوار التحرر ومشوار الجهاد ونستذكر شهداء شعبنا كل شعبنا من كل مكوناته الذين ارتقوا إلى العلا شهداء في ميادين الكرامة في ميادين الاستبسال وهم يتصدون للعدوان الظالم الإجرامي المتوحش العدوان السعودي الأمريكي العدوان الذي يقوده قرن الشيطان بإشرافٍ وإدارةٍ أمريكية ومباركةٍ ودعمٍ إسرائيلي نستذكر الجميع عنوانا لصمودنا وإلهاماً لثباتنا وعنواناً لمظلوميتنا أيضاً، في الذكرى السنوية للشهيد تحية إكبار وإعظام وإجلال لكل الشهداء وتحية إكبار وإعظام وإجلال وتقدير وإعزاز لكل أسر الشهداء لآبائهم وأمهاتهم لإخوتهم وأبنائهم ولكل ذويهم، وفي هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا نتحدث عن بعض المواضيع وعن بعض النقاط المهمة.
هذه الذكرى تأتي وشعبنا المسلم العزيز يقدم كل يوم قوافل الشهداء من خيرة أبنائه ومن أعز رجاله وهو يواجه بفاعلية وصمود أسطوري أكبر عدوان تعرض له في تأريخه، يواجه أيضاً بفاعلية وصمود لا نظير له أيضاً في تأريخه، طيبةٌ أنفسنا بما قدمنا ونقدم ولو بلغ ما بلغ لأنَّا على يقين وبصيرة من عدالة قضيتنا ومن صوابية موقفنا ومن حتمية خيارنا، هذا العدوان علينا هو في حقيقة الحال عدوان أجنبي وهذه أول الحقائق التي يجب أن نستذكرها جيداً وأن نرسخها في وعينا ووجداننا وأن نبني عليها في موقفنا، هذا العدوان هو عدوان أجنبي من دول أجنبية، على رأسها وفي طليعتها مدبراً ومقرراً وآمراً وموجهاً ومشرفاً ومحدداً للمسارات والخيارات أمريكا، ومن خلفها إسرائيل باركت شجعت أيدت دعمت شاركت بأنواع متعددة من المشاركة، وفي صُلب هذا العدوان وفي مقدمته والذي تولى كبره قرن الشيطان النظام السعودي العميل الذي يؤدي دوره في هذه المنطقة من منطلق العمالة وتنفيذاً للأجندة الأمريكية والإسرائيلية، ومعه من معه من قوى العدوان التي حركها إما بدافع الأطماع المادية وبغية المكاسب السياسية، أو بدوافعَ واعتباراتٍ أخرى كلها دوافع شيطانية وآثمة وسيئة فهو عدوان أجنبي بكل ما تعنيه الكلمة، على بلد مستقل وشعب مسلمٍ مظلومٍ لم يسبق من جانبه إلى هذه القوى المعتدية ما يبرر لها العدوان عليه، وشعبنا وهو يواجه هذا العدوان هو يمارس حقه الطبيعي والمشروع بل يؤدي مسؤولية عليه وليس فقط حقاً له، مسؤولية عليه بأن يتصدى لعدوانٍ إجرامي وحشي مستكبر آثم لا مبرر له ولا مشروعية له نهائياً، عدوان لم يرعَ استقلال هذا البلد أنه بلدٌ مستقل له حرمته حتى وفق الدساتير والقانون الدولي والأعراف الإنسانية وحرمته أيضاً الإنسانية كشعب ظُلم بغير وجه حق واستهدف لمجرد أطماع ورغبات وأهواء شيطانية وباعتبار القيم وباعتبار الأخلاق وباعتبار المبادئ وباعتبار الدين، فشعبنا إذن وهو يواجه هذا العدوان الأجنبي يمارس حقاً إنسانيا وفطريا وشرعيا وحقا مقدسا ومسؤوليةً لازمة وحتمية عليه مسؤولية تفرضها عليه إنسانيته وتفرضها عليه وطنيته، ويفرضه عليه دينه وقيمه وأخلاقه وهويته وهكذا لم يكن لشعبنا من خيار إلا أن يواجه هذا العدوان الأجنبي، هذا العدوان الأجنبي وإن حاول فيما بعد من بعد أن بدأ، حاول أن يعمل له غطاءً محلياً ليبرر جرائمه ويلبس على التائهين والحمقى والأغبياء ولكن المسألة واضحة كالشمس، مسألةٌ لا يمكن أن يغطي عليها بأي عناوين، لم يكن هذا العدوان عبارة عن مشكلة داخلية أبداً، هو عدوان أجنبي وظف مشاكل داخلية واستغل البعض من التائهين والأغبياء والطامعين والانتهازيين والمنافقين، واستغل بعض العناوين الداخلية ليوظفها خدمة لعدوانه، هذا العدوان هو كما قلنا على رأسه أمريكا ومعلوم من عدوان تشرف عليه أمريكا وتدعمه إسرائيل وترتاح له إسرائيل وتشجع عليه إسرائيل معلوم عنه أنه لن يكون إلا عدوانا ظالماً، معلوم عنه أنه لن يكون إلا باطلاً لن يمتلك حقاً لن تكون أمريكا أبداً راعية لحق ولا داعمة لحق ولن تكون إسرائيل نهائياً في موقف حق أبداً هذا كافٍ لمن يريد أن يستبصر وأن يعي ثم هذا العدوان ليس إلا واحداً من الأجندة الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة التي تنفذها قوى إقليمية لا تمتلك أي مشروع، هي قوى مفلسة ولا ترى لنفسها حظاً في أن يكون لها دورٌ إقليمي وفاعل ولا ترى لنفسها أن تكون قوة إقليمية وكبيرة ونافذة إلا بأن تكون بهذا المستوى منفذة لأجندة أمريكية وإسرائيلية ومحميةً بأمريكا لأنها أجبن من أن يكون له دور مستقل، ثم هي مفلسة لا واقعها الثقافي ولا واقعها الفكري ولا واقعها السياسي على النحو الذي يؤهلها ويخولها لأن يكون لها مشاريع جذابة ومشاريع مقبولة ومشاريع مثمرة ومشاريع بناءة ومشاريع في المنطقة تحظى من خلالها بالدور والاعتبار فهي لم ترَ لنفسها إلا أن تلعب هذا الدور السيء والدور الفظيع.
أمريكا وإسرائيل محظوظة بأن يكون لها مثل هذه القوى في المنطقة تتحرك على هذا النحو، والعدوان على هذا النحو بإدارة أمريكية، بمباركة إسرائيلية، بدعم أمريكي وإسرائيلي، ومشاركة فاعلة، وكبيرة وأساسية، وبدور محوري، للغرب أيضا، بالتأكيد أهدافه ليست إلا أهدافا سيئة، تكشف لنا عن حقيقته، قوى العدوان، وعلى رأسها الأمريكي وغيره، من النظام السعودي وغيره، الذي يريدونه بهذا العدوان هو أن يسلبوا منا كشعب يمني مسلم، حريتنا واستقلالنا، وكرامتنا وأرضنا، وثروة بلدنا، وجغرافيتنا، وأن يسلبوا منا إرادتنا، وكرامتنا، أن يحولونا في هذه الحياة إلى عبيد، لا نمتلك إرادة في أي شأن من شؤوننا، ولا نمتلك قراراً، لا سياسياً، ولا في أي شأن يخصنا، لا يريدون منا أن نكون في هذه الحياة إلا دُمى، نسمع لهم ونطيع فيما يشاؤون ويريدون ويرغبون، كما نجحوا في ذلك مع البعض من عملائهم في هذا البلد، هم يريدوننا أن نكون كما كان أولئك، نجحوا مع البعض من عملائهم في هذا البلد الذين وقفوا في صف هذا العدوان ضد بلدهم، في صف هذا العدوان على شعبهم، على أهل بلدهم، على أهل مناطقهم، على قبائلهم، على السكان الذين تربطهم بهم كل الأواصر، أواصر القرابة، أواصر الرحامة، فوقفوا في صف الأجنبي ضدهم، بدون مراعاة لأي حرمة، ولا لأي أواصر، ولا لأي انتماء، ولا لأي هوية، وقفوا موقف الخيانة، يشاركون ويساهمون في العدوان بكل الوسائل والأساليب، يقفون مع هذا الأجنبي، في قتل أبناء شعبهم وأبناء بلدهم، يقفون مع هذا الأجنبي، الذي يدمر بلدهم، يدمر الجسور التي هي ملك لكل يمني، يدمر المستشفيات، التي هي لصالح اليمنيين جميعاً، يدمر كل المنشآت الاقتصادية والحيوية، يقتل الأطفال والنساء، الذين هم من هذا الشعب ومن هذا البلد، وقفوا إلى جانبه، ملكوه أمرهم، وملكوه قرارهم، وأصبحوا في يده، لا أمر لهم إلا أمره، ولا قرار لهم إلا قراره، ولا إرادة لهم إلا إرادته، هو الذي يوجههم، هو الذي يرسم لهم الخيارات، هو الذي يحدد لهم المواقف، هو الذي يملي عليهم ما يشاء ويريد، وهم أصبحوا في كفه، مجرد دمى، يلعب بها ويحركها، وببغاوات تنطق بما يريد فيما يريد هو أن تنطق، وتتحرك كدمى فيما يريد هو أن تتحرك، هكذا يريد لليمنيين كل اليمنيين أن يكونوا، أن يكون حالهم وأن يكون واقعهم على ما عليه حال كل العملاء، الذين اشتراهم بالمال، وأصبح ينظر إليهم من هذا المنظار، لا ينظر إليهم بأي احترام، لا يرى فيهم كائنات محترمة يجلهم ويعتبرهم شركاء معه في الموقف، لا، هو ينظر إليهم كمجرد مرتزقة بما تعنيه الكلمة، ودمى وعبيد اشتراهم بالمال، واستغفلهم بالخداع، ومنَّاهم بمكاسب سياسية ووهمية، هذا العدوان في أهدافه الخطيرة، التي لا أخطر منها، ولا أسوأ منها، لو لم يكن منها إلا سلب الحرية، وسلب الاستقلال وسلب الكرامة، وفي ممارساته الإجرامية الفظيعة، بكل ما يفعله، ومعلوم لدينا جميعا ما يفعله، وموثق ومشاهد ما يفعله من جرائم فظيعة، من قتله للآلاف المؤلفة، من الأطفال والنساء، من كل جرائمه المتنوعة ضد هذا البلد وضد هذا الشعب، وهو يستهدف حتي مقابر الموتى، وهو يستهدف حتى القلاع التاريخية والآثار، وهو يستهدف الأحياء في كل منشآت الحياة، وفي كل ما له صلة بالحياة، في الأسواق والمساجد والطرقات والمستشفيات، ويستهدف حتى الحيوانات، يستهدف حتى الثروة الحيوانية من الأبقار والأغنام، ما بالك بالبشر، يستهدف كل شيء في هذا البلد، لم يرع حرمة لأي شيء، ولا استثناء عنده لأي شيء، أهداف شيطانية، ومآرب شيطانية، وممارسات إجرامية، وفظيعة، ومهما حاولت ماكينته الإعلامية وأبواقه الكذابة والمنافقة أن تخادع وأن تبرر؛ فأشلاء ودماء الآلاف المؤلفة من أطفالنا ونسائنا تفضحهم، ومشاهد التدمير الفظيع لكل منشآت الحياة تفضحهم، وتكشف زيفهم وخداعهم، وتكشف حقيقتهم، هذا العدوان بهذه الأهداف وهذه الممارسات، ولصالح من ولأجل من؟ ليس إلا لصالح أمريكا، النظام السعودي الذي تولى كبره، هذا العدوان نتساءل دائما ما هو مشروعه؟ ما هي أهدافه؟ ما الذي يسعى لتحقيقه في هذه المنطقة؟ ما هي أسباب عداواته في شعب كالشعب اليمني، ولشعوب أخرى في المنطقة، شعوب مهمة وشعوب كبيرة، شعوب لها هويتها العربية، ولها انتماؤها الإسلامي، ما هو السبب في عداواته؟ ارصدوا كل النشاط السعودي العدائي، ستجدونه يصب دائما في اتجاهين: الأول معاداة كل من يعادي إسرائيل ويناهض مشاريع الهيمنة الأمريكية، والمخططات الأمريكية الخطيرة على المنطقة، هذا أولهما، ثانيا: يسعى بكل جهد ويُنفق المليارات من الأموال ويشتغل في الليل والنهار لصالح بعثرة هذه الشعوب وتفريقها، وتفكيك بلدان المنطقة، كما يفعله في ليبيا، ويفعله في بلدان أخرى، لم يكن قلقه فيها أو همه فيها أو الدافع له إلى استهدافها أن مشاريع مناهضة لإسرائيل و للهيمنة الأمريكية قائمة فيها، لا ليس لهذا الاعتبار، حتى لو كان هناك بلد، لا يوجد فيه أي نشاط فاعل وبارز ضد الهيمنة الأمريكية ومعاداة إسرائيل سيكون هدفا للنظام السعودي، لمؤامراته، وسيتحرك فيه بمثل ما تحرك في ليبيا، وبمثل ما يتحرك في بلدان أخرى، فكل نشاطه العدائي هو في هذين الاتجاهين، إما أن يصب كل غضبه وكل حقده وأن يتحرك بكل مؤامراته ضد أي قوى، دولة أو شعب أو مكون في أي بلد له هذا الموقف، الموقف الذي هو موقف حق، وموقف مشروع، وموقف تفرضه المسؤولية والهوية والانتماء، وحتى القومية، وهو شرعي بكل الاعتبارات، المعاداة لإسرائيل بكل ما تفعله إسرائيل، باحتلالها لفلسطين، باغتصابها للمقدسات، بخطورتها في المنطقة، على المنطقة بكلها، وعلى شعوب وبلدان المنطقة بكلها، من يعادي إسرائيل يرى فيه النظام السعودي عدوا له، من يناهض الهيمنة الأمريكية و المؤامرات الأمريكية على المنطقة، وعلى شعوب المنطقة يرى فيه النظام السعودي عدوا له، ويسعى لاستهدافه بكل ما أوتي من قوة، ثم هو يشتغل شغله المعروف في كل بلدان المنطقة، الدور السلبي والدور التخريبي الواضح والمكشوف، فنحن في هذا البلد ونحن نواجه هذا العدوان لم يكن أبدا أمامنا من خيار إلا أن نبذل كل جهدنا وأن نتصدى بكل ما أوتينا من قوة، لهذا العدوان الغاشم الظالم الخطر، لأهدافه الخطرة، لممارساته الفظيعة والإجرامية، لكل ما يريده في بلدنا، ونحن كشعب يمني مسلم انطلاقا من هويتنا، انطلاقا من إرثنا الحضاري والتاريخي، انطلاقا من مبادئنا وقيمنا العظيمة، تحركنا باعتمادنا على الله سبحانه وتعالى، بتوكلنا عليه، برهاننا له، ونحن نعي طبيعة هذه المعركة، نعي أهدافها الشيطانية، نرى ممارساتها الشيطانية والفظيعة، ندرك مخاطرها علينا في هذا البلد، ومغبة التهاون أو التغاضي أو التجاهل لمدى ومستوى خطورتها، وندرك أيضا مستوى هذه المعركة، أن الذي يواجهنا، وأن الذي يعتدي علينا، وأن الذي يشن هذه الحرب علينا، كل قوى الطاغوت المقتدرة بكل ما تملك في هذا العالم، في هذه الأرض، في هذه المرحلة، في هذا الزمن، الأمريكي الذي يقدم نفسه أكبر دولة في العالم، أقوى دولة في العالم، وأكبر نافذ ومتسلط من الدول في هذا العالم، أيضا يقف إلى جانبه الإسرائيلي بإمكاناته وثقله، يقف إلى جانبه أغنى دول المنطقة، وأكثرها ثراء وامتلاكا للقدرات العسكرية ضمن الدور الأمريكي، فنحن ندرك أننا نواجه قوى الطاغوت، وأكبر قوى الطاغوت، وأشرس قوى الطاغوت، وأكثرها إمكانيات وخبرات عسكرية، وأكثرها قدرات ونفوذاً وتسلطاً على المسرح العالمي في هذا الزمن، نعي هذه المعركة، مستوى العدوان مستوى إمكانياته ومستوى نفوذه مستوى تسلطه، لا يؤثر فينا ولا يكسر من إرادتنا، ولا يضعف من توجهنا، ولا يدفعنا في يوم من الأيام ولا في لحظة من اللحظات، ولا حتى أن يخطر في بالنا كخاطرة أن نفكر في التراجع، أو أن نفكر بالاستسلام، أو أن نقبل بالهوان، أو أن نستسلم أو نذل، أبدا، لماذا؟ بحكم هويتنا، بحكم ديننا وأخلاقنا ومبادئنا، بحكم إرثنا التاريخي وحضارتنا الضاربة جذورها في الأعماق، قوم ثابتون، قوم لنا هوية لنا مبادئ لنا قيم لنا وأخلاق، وبالتالي نحن تحركنا بفضل الله سبحانه وتعالى لمواجهة هذه العدوان، بجدوائية وبفاعلية، وبثمرة واضحة لصمودنا وتضحياتنا، وثباتنا، ويمكننا أن نسرد بعضا من هذه الحقائق، أولا، نحن اليوم كشعب يمني بصمودنا وثباتنا أكثر شعورا بحريتنا وعزتنا وكرامتنا أكثر من أي وقت مضى، وتجلى في واقع شعبنا مصداقية الهوية والانتماء، وأصالتنا والامتداد لهذه الأصالة، بحمد الله من نتائج صمودنا في مواجهة هذا العدوان نحن ندرك نحن نعيش حالة الحرية نحن نترجم حالة الكرامة، نترجم حالة الإباء والعزة، عملا وموقفا، وتحركا ملموسا، نحن لسنا مجرد أصحاب ادعاءات أو نسوق لأنفسنا عناوين معينة، أو فقط نفتخر بماضينا، نستطيع اليوم أن نقول للأجيال الآتية من بعدنا، وأن تقرأ عنا الأجيال الآتية من بعدنا، ونستطيع أن نقول لكل قوى العالم: انظروا إلى شعبنا كيف هو – بالفعل بالموقف وليس فقط بالكلام – كيف هو شعب أثبت في الواقع حريته، كيف هو يمارس هذه الحرية، إباء وعزة، وامتناعا من القبول بالذل، وامتناعا وإباء من القبول بالاستسلام وبالهوان وبالاستعباد، لصالح قوى الطاغوت، انظروا اليوم كيف شعبنا أثبت بتضحياته هذه، بمواقفه هذه، بصموده هذا، أنه شعب حر بما تعنيه الكلمة، هذه شيء عظيم نحن نحس في مشاعرنا وفي وجداننا أننا أحرار، لو لم نكن أحرار ما كان كل هؤلاء يقاتلوننا اليوم، ما كانت أمريكا تستعدي بنا هذا الاستعداء، ولا كان قرن الشيطان يعادينا هذا العداء، ولم تكن إسرائيل تكرهنا هذا الكره، ما هي مشكلتهم معنا؟ ما هو جوهر صراعهم معنا، ليس إلا أنا أبينا إلا أن نكون أحرارا، ليس إلا أننا كنا عصيين وممتنعين عن الاستعباد والقبول بالهوان وحينها كانوا في هذا الصراع معنا وكان بيننا وبينهم هذا المستوى من العداء، اليوم نستطيع أن نقول حتى لرسول الله محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله، يا رسول الله لم يخب ظنك في هذا الشعب، ولن يخيب إن شاء الله وبتوفيق من الله يوم قلت عنه الإيمان يمان والحكمة يمانية، يا رسول الله، الإيمان يمان، إيمان هذا الشعب تجلى في صموده ومن أعظم ما يمكن أن يتجلى فيه الإيمان هو الصمود في مواجهة الطاغوت ومقارعة الاستكبار، انظروا إلى الشعب كم هو عزيز بعزة هذه الإيمانية الناشئة عن إيمانه، عن قيمه عن أخلاقه عن قيمة وجدانه الإنساني وفطرته الإنسانية، انظروا كيف أنه لم يركع أبدا لكل قوى الطاغوت بالرغم من كل ما تفعله بالرغم من حجم هذا الاستهداف ومستوى هذا العدوان، فهذا أول مكسب وأول ثمره من ثمرات الصمود مكسب مبدئي مكسب معنوي مكسب أخلاقي مكسب ديني، ما بيننا وبين الله سبحانه وتعالى، مكسب عظيم نفاخر به بين كل أمم الأرض، لو كان خيارنا الذل والاستسلام وحينما بدأ العدوان بجبروته ووحشيته وطغيانه يقصف القرى والمدن وقمنا برفع أيدينا إلى الأعلى استسلاما وقبلنا بالهوان كيف كنا سنقول ونتحدث مع أجيالنا الآتية، لأورثنا الذل لأجيالنا القادمة ولكنا مسبة الدهر ولكنا أيضاً بين الأمم عارا عالميا وعارا أبديَّا ولألصقنا بأنفسنا العار مدى الدهر وبين كل الأمم ولكن بحمد الله، بتوفيق الله بهداية من الله، بمعونة الله سبحانه وتعالى وفقنا الله للصمود والصمود المشرف والصمود الفاعل والمؤثر، هذا أول مكسب وهو مكسب لا يساويه أي مكسب آخر، أكبر مكسب وأعظم مكسب أننا مارسنا حريتنا ومارسنا وترجمنا العزة التي ننتمي إليها من واقع نعيشه وإلى مواقف نقفها، إلى أعمال ميدانية إلى صمود ترجمه الواقع ثم كذلك الأمر الآخر الذي يثبت جدوائية هذا الصمود والذي هو ثمرة من ثمرات هذا الصمود أن شعبنا العظيم في صموده وثباته وتصديه لقوى العدوان ألحق بها وبمرتزقتها خسائر جسيمة وفادحة، الآلاف المؤلفة من القتلى وعشرات الآلاف من الجرحى، يعني لم يكن عدوان هؤلاء الأعداء بالرغم من كل ما امتلكوه من قدرة عسكرية وآلات عسكرية هائلة لا نظير لها في العالم، لكن بالرغم من إمكانياتهم الهائلة وقدراتهم العسكرية الكبيرة وبالرغم مما يقابلها من إمكانات شعبنا في ظروفه الصعبة وإمكاناته المتواضعة، ومعاناته الاقتصادية ومشاكله الداخلية ووو..الخ فإن شعبنا كان لصموده وثباته هذه الخسائر الكبيرة في صفوف المعتدين في قوتهم البشرية، الآلاف قتلوا بينهم الكثير والكثير من قياداتهم من شخصياتهم الفاعلة التي يعتمدون عليها ويراهنون عليها ولها أهميتها بالنسبة لهم وكذلك من عديدهم، الآلاف المؤلفة قتلوا وعشرات الآلاف من الجرحى يضاف إلى ذلك أيضا أن الآلاف من معداتهم العسكرية دمرت وأعطبت، منها ما دمر ومنها ما أعطب من مختلف الآليات العسكرية من الدبابات حتى من العربات المتنوعة والحديثة بكل أشكالها، الآلاف منها دمرت وأعطبت مما اضطر قوى العدوان إلى شراء البديل والبديل والبديل في صفقات متتالية في كثير من الحالات يكادون أن يوشكوا أن يفقدوا ما بأيديهم من مدرعات ومعدات عسكرية ويضطرون إلى شراء المزيد في صفقات مرهقة لهم اقتصاديا، وهذا واضح حتى دبابة الأبرامز فخر الصناعات الأمريكية، دبابة الأبرامز هذه في الحدود تحولت إلى صيد جذاب للمقاتل اليمني وكأنها أرنب أو ظبي وديع يلاحقه أسد والولاعات، الولاعات لهم بالمرصاد، المقاتل اليمني سيُحرق المزيد والمزيد إن شاء الله بالولاعات، كما تمكن شعبنا العزيز بصموده في ميدان القتال بفضل الله تعالى ومعونته من إسقاط عدد من الطائرات، إسقاط عدد مهم من الطائرات الحربية وعلى رأسها الأباتشي المعروفة بمنعتها العسكرية ومقومات حمايتها وبأهميتها على المستوى القتالي كما تمكن أيضاً في البحر من ضرب البارجات والمدمرات المعتدية وإحراقها، وصدق الله سبحانه وتعالى وهو القائل {وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ) إذا كنا نألم بشهدائنا وما دمروه في بلدنا وما نعانيه من عدوانهم هم بفضل الله تعالى وبمعونته ونصره وتأييده لهذا الشعب المسلم المظلوم يألمون وأشد الألم ألم كبير وألم شديد، الوجع يطالهم في كل مكامن وجعهم {وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ} أنتم دائما متطلعون إلى الله لأنكم في موقف الحق ومظلومين، وبالتالي أنتم منتظرين من الله وراجين منه نصره وعونه وأجره إلى آخره والقادم إن شاء الله أعظم على مستوى التنكيل بالعدو (وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلًا)، ثالثا على المستوى الاقتصادي وبفضل هذا الصمود على مدى ما يقرب من عامين باتت تكلفة العدوان مرهقة لقوى العدوان على المستوى الاقتصادي بشكل كبير إلى حد جعل النظام السعودي ومعه الإماراتي يخرجان من زمن النعمة والرخاء والفائض المالي والميزانيات الاحتياطية، يخرجان من ذلك ويدخلان إلى نفق مظلم من الأزمات الاقتصادية والجرع المتنوعة التي كنا نعاني منها في بلدنا هي اليوم عندهم جرعة إثر جرعة وبأشكال متنوعة وتحت عناوين متعددة والقروض أيضا لم يعد بلدنا وحده الذي يعاني من القروض دخلوا هم في هذا النفق القروض والبحث عن المال من هنا ومن هنا والاستجداء من هنا ومن هنا ودخلوا في سياسات اقتصادية تخلق لهم أزمات ومشاكل اقتصادية مستقبلية كبيرة وخطيرة وخيم الفقر بشبحه على بلدانهم هذا هو الواقع يمكن استقراؤه ببساطة بدون مشقة من خلال وسائل الإعلام عن واقعهم الداخلي . رابعا شعبنا اليوم بالرغم من الحصار الشديد والمعاناة الاقتصادية الشديدة وظروف الحرب الصعبة يبني قدراته العسكرية على نحو مذهل ويحق لكل الناس في كل الدنيا أن يندهشوا وتمكن بفضل الله تعالى من قطع شوط مهم وكبير وعلى رأس هذه القدرات القدرة الصاروخية التي وصلت بدءا من صاروخ الصرخة إلى بركان2 الذي مداه اليوم يصل إلى الرياض وفيما بعد إن شاء الله إلى ما بعد الرياض وفيما بعد إن شاء الله إلى ما بعد بعد الرياض اليوم يعتبر هذا إنجاز كبير بكل الاعتبارات وبكل المقاييس وإذا لوحظ واقع هذا الشعب وظروفه على المستوى الاقتصادي بفعل الحصار وبفعل ظروف الحرب فإن صناعة إنجاز بهذا المستوى في مثل هذه الظروف في هذا الواقع يعتبر فعلاً من صناعة المستحيل الذي تحول ممكناً بالاعتماد على الله سبحانه وتعالى والتطوير مستمر اليوم في القدرة الصاروخية لمديات أبعد ولفاعلية أكثر إن شاء الله تعالى وكذلك وفي إنجاز مهم ونوعي بدأ في تصنيع طائرات بلا طيار هي كذلك إن شاء الله ستأخذ مسارات متطورة ومديات أبعد وأرفع وأكثر فاعلية إن شاء الله، بقية المعدات العسكرية بات اليوم يصنع المدفعية ويصنع قذائف المدفعية وهناك مسارات مهمة جداً في تفعيل وبناء وتطوير الدفاع الجوي ستؤتي ثمارها إن شاء الله قريبا ومجالات أخرى سنترك الحديث لحين الفعل نحن اخترنا لأنفسنا أن يكون الفعل قبل القول وأن تعبر الحقائق عن نفسها وأن تعبر الإنجازات أيضاً عن نفسها فعلاً قبل أن نحكي عنها قولاً وهذا ما حدث حتى في هذه الإنجازات فإذن هذه واحدة من مكاسب هذا الصمود ومكسب كبير ومكسب عظيم في مراحل معينة في واقع بلدنا لم تكن أبسط الأمور تنتج في هذا البلد لم تكن الصلصلة تنتج في هذا البلد يستوردونها من إيطاليا، الخليج نفسه بعض بلدان الخليج المعتدية النظام السعودي نفسه من أين له اليوم أن يكون بهذا المستوى بهذه القدرة الإنتاجية هو مشتري يدفع فلوس بالدائم إلى أمريكا وإلى خزانتها وإلى جيوب الغرب وهذا قدره الذي يقدرونه له أن يبقى دائما يدفع لهم الفلوس على طول على طول وأن تتحول بالتالي الحرب هذه إلى مغنم لهم بذلك، خامسا: من مكاسب هذا الصمود الأسطوري يكتسب مقاتل هذا الشعب وأبطاله في الميدان الخبرات القتالية العالية في مواجهة المخططات والمؤامرات والعمليات العسكرية التي يديرها اليوم أمهر وأقدر الخبراء العسكريين لدى الأعداء، وهم على مستوى العالم يعني العدوان علينا اليوم تديره أمريكا غرف العمليات التي تدير العمليات العسكرية والضربات العسكرية على بلدنا فيها الخبراء الأمريكيون أمهر وأقدر الخبراء الأمريكيين وكذلك فيها الخبراء الإسرائيليون وجادوا للنظام السعودي ولقرن الشيطان في هذا العدوان بأهمية المسألة عندهم ولعدائهم للشعب اليمني بأمهرهم خبرةً وأكثرهم قدرة عسكرية وكذلك من بلدان متعددة بريطانيا كذلك منها خبراء كثر وتلعب دوراً أساسياً في هذا العدوان ونشطاً وكذلك ما أصبح لدى القوى المعتدية الأخرى كل منهم يدفع من أبرز خبرائه ومن أمهر قادته لإدارة هذا العدوان في المقابل يتحرك شعبنا اليمني لمواجهة حتى ظروف مستجدة حتى الأبطال والشرفاء والأحرار الذين تحركوا من الجيش اليمني نفسه واجهوا في هذه الحرب ظروفا مختلفة للأسف لم يكونوا في المرحلة الماضية يحظون بالإعداد لها ولطبيعتها ولطبيعة مواجهة من هذا النوع وخصومة مع في هذه الأطراف بالذات بحكم الوضع المعروف ولكن اليوم يكتسبون أبطال الجيش وأبطال اللجان الشعبية يكتسبون من الميدان من أعظم مدرسة يكتسبون خبرات عالية ويحققون نجاحات كبيرة، لولا هذه النجاحات وبعون الله وفضل الله لكان العدوان حسم أمره منذ البداية في معركته في هذا البلد، إذن اليوم هذا العدوان الذي يديره أمهر الخبراء وأقدر الخبراء لدى الأعداء وينفذ بأحدث الوسائل والتقنيات الحربية والعسكرية في العدوان على بلدنا، يستخدم إمكانات عسكرية لم يسبق لها أن استخدمت في أي حرب على أي بلد، آخر ما لديهم من إمكانات، أحدث ما لديهم من إمكانات وقدرات عسكرية هم يستخدمونها في هذا العدوان، فإذن فالمواجهة لطرف قوي لديه أمهر الخبرات العسكرية وأكبر القدرات العسكرية هذا يصنع منك قويا، هذا الذي يجعل منك قويا ليست القوة أن تقاس بمقاييس أن تكون قويا عندما تواجه ضعيفا مستفيدا من ضعفه، أنت قوي في صمودك في مواجهة القوي، أنت قوي وأنت تسعى على الدوام لبناء واقعك وقدراتك لتكون قويا في المواجهة مع من ترى فيهم بإمكاناتهم وخبراتهم على أنهم أقوياء، هذا فعلا يساعد بشكل كبير وإيجابي يعني كثير من الأمور لها سلبيات ولها إيجابيات ولها حسنات، ومن حسنات هذا العدوان يساعد على بناء القدرات والخبرات اللازمة، ونزداد به قوة واقتدار في مواجهة التحديات الكثيرة وهذه مسألة في غاية الأهمية، مسألة مهمة جدا يعني نحن نلحظ مثلا في هذا العدوان أن الأعداء بحساباتهم بقياس إمكاناتهم، بقياس قدراتهم بقياس خبراتهم بقياس واقعنا في هذا البلد بوضعنا الاقتصادي بمشاكلنا الداخلية ما قبل العدوان وهذا البلد يعاني أشد المعاناة يعاني اقتصاديا، يعاني من مشاكل وأزمات كبيرة جدا على مستوى الواقع السياسي، يعاني على كل المستويات مشاكل كبيرة، هم أولئك المعتدون صنعوها في هذا البلد والبعض منها هم طوروه، عملوا على تضخيمه وعملوا على تسييره بشكل أسوأ ليهيئوا لهذا العدوان ولهذه المرحلة، كانوا يحسبون ضمن هذه الحسابات أنهم سيتمكنون من حسم هذه المعركة لصالحهم خلال أسبوعين، هذا صرح به البعض منهم وهذا تداولوه رسميا في وقائع وجلسات ومحادثات وغير ذلك، كانوا حريصين وكانوا معولين ومراهنين على ذلك ليحسموا هذه المعركة مع من يصنفونه أنه أفقر بلد في هذه المنطقة العربية، كانوا يعولون بما فيه من مشاكل داخلية ومعاناة داخلية وقدرات مفككة أنهم سيحسمون المعركة خلال أسبوعين وبأقصى وقت وعلى المستوى البعيد كانوا يفترضون إلى شهر، هذا وتنوعت المسميات لديهم من عاصفة الحزم إلى إعادة الأمل، تنوعت المسميات لديهم بفعل هذه الرهانات والحسابات التي ثبتت أنها حسابات خاطئة، هنا ندرك مدى وجدوائية وثمرة هذا الصمود الذي خيَّب آمالهم وصعب عليهم المعركة، يرون اليوم في هذه المعركة معركة صعبة بكل ما تعنيه الكلمة، وهم يرون فيها معركة مكلفة بكل ما تعنية الكلمة وأدخلتهم في حرج كبير وأزمات كبيرة ومشاكل كبيرة، ومع استمرار العدوان وسعيه المشؤوم والخاطئ إلى تحقيق أهدافه الباطلة والظالمة ورفضه في نفس الوقت لكل مساعي الحلول المنصفة والتنازلات التي قدمتها القوى السياسية لمساعدته للخروج من هذا العدوان، وكما يقولون بما يحفظ له بعضا من ماء الوجه، ونستغرب لأنه بجرائمه الفظيعة وعدوانه الغادر على هذا الشعب لم يبقى له في الأساس ماء وجه، قد أهدر ماء وجهه، ولكن مراعاة لهذه الاعتبارات، ولم يفد معه ذلك، يعني أمامه صمود أسطوري، وهو يرى أن المعركة معركة صعبة ومكلفة جدا بالنسبة له، وفي نفس الوقت كان هناك ما يساعده على الخروج من هذه الورطة التي أوقع نفسه فيها من غير ضرورة، كان هناك من المساعي والحلول، وما عولج من مخارج كثيرة وما قدم من مخارج كثيرة في الحوارات في الكويت وفي مسقط في عمان، وفي بعض الأحيان الأخرى كان هناك ما يساعده على الخروج من هذا العدوان، وأن يتعقل وأن يكتفي بما وصل إليه الحال، ولكن مع إصراره، لم ينفع فيه، لم يستفد ولم يعتبر أبدا بكلفة المعركة بصعوبة الموقف، ولم ينفع فيه المخارج السياسية، ليس أمامنا كشعب يمني بكل أطيافه وبكل مكوناته إلا الصمود وإلا الثبات وأننا معنيون بالمسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى وأمام أنفسنا وأمام شعبنا بكله، بكل ما يعزز هذا الصمود وهذا الثبات ويحقق النصر من عوامل معنوية وعملية، ونتحدث عن بعض منها:
أولاً: الاعتماد على الله سبحانه وتعالى والتوكل عليه والثقة به، هذا هو في الحقيقة سر صمودنا، هويتنا الإيمانية كشعب مسلم التي جعلتنا نراهن على الله ونتوكل على الله ونأنس ونطمئن إلى معونته وإلى نصره وإلى تأييده، كانت عاملا أساسيا في الثبات والأثر المعنوي الكبير والطاقة المعنوية الكبيرة، التي أثمرت تماسكا وصبراً وأثمرت ثباتا وقوة في الموقف، وهذه مسألة يجب أن نعززها على الدوام وأن نحرص عليها في كل الأحوال والظروف، وهي التي تؤهلنا بأن نحظى برعاية من الله ومعونة من الله ورحمة من الله وتأييد من الله سبحانه وتعالى.
ثانياً: دعم الجبهات، الميدان المهم، الجبهات التي عليها الرهان بعد الله سبحانه وتعالى بشكل مستمر ومواكب لأنه في كل مرحلة من المراحل تستجد مستجدات، مؤامرات جديدة، تركيز على نطاق جغرافي جديد أو منطقة معينة مثل ما يحدث اليوم في المخاء وفي الساحل، في ساحل تعز، هناك تركيز كبير اليوم من الأعداء على الساحل، هناك تركيز كبير على بعض المحاور مثل محور نهم، محاور أخرى، هناك تركيز كبير عليها، فيجب أن نكون في هذا الشعب في كل المكونات على يقظة عالية، وعيوننا منتبهة ومفتوحة على الواقع بكله وعلى ميداننا بكله، حينما تستجد أي مستجدات هنا أو هناك نحن معنيون بتعزيز الموقف ودعم الجبهات بشكل مستمر بالرجال وأيضا بالإمكانات والقدرات التي نحتاج إليها من مال وغيره، هذه مسؤولية مهمة وشيء لا يمكن التهاون به أو الغفلة عنه، يشكل التهاون به والغفلة عنه خطورة كبيرة.
ثالثاً: استكمال تفعيل مؤسسات الدولة، بدأ اليوم ومنذ تشكيل المجلس السياسي الأعلى وبعد ذلك تشكيل الحكومة، بدأت خطوات تفعيل مؤسسات الدولة، نحن معنيون وكل المكونات التي دخلنا معها في شراكة بحكم المسؤولية وبحكم أيضا ما تفرضه علينا المواجهة والأحداث والوقائع وبحكم الوطنية نحن معنيون جميعاً باستكمال تفعيل مؤسسات الدولة في اتجاهين، أولهما في خدمة المواطن الذي يعاني، وثانيهما في دعم الموقف الميداني كأولوية مطلقة فوق كل الحسابات والرغبات الفئوية أو الحزبية أو الشخصية، وعلينا جميعا أن نتحلى بالمسؤولية في ذلك، وأيضا العناية بالاقتصاد، الجانب الرسمي اليوم، مؤسسات الدولة اليوم معنية بالاهتمام بالاقتصاد، خصوصا أن هناك اليوم معركة كبيرة في الجانب الاقتصادي واستهداف كبير جدا في الجانب الاقتصادي ومعاناة المواطن كبيرة، إلا أن هناك ثباتا عجيبا وأسطوريا رغم كل المعاناة التي تصل أحيانا إلى حد المجاعة وإلى حد انتشار الأوبئة والأمراض الفتاكة، ولكن مع كل ذلك هناك ثبات عظيم، معنيون في مؤسسات الدولة بالعناية الكبيرة بالاقتصاد، وبالشأن الإنساني أيضا ومعنيون في تفعيل مؤسسات الدولة، بمواكبة تفعيلها في خدمة المواطن ودعم الجبهة والميدان، معنيون بمحاربة الفساد، وبآلية عملية فعالة بعيدا عن المناكفات السياسية والكلام غير الأخلاقي وغير المسؤول والمزايدات، بعيدا عن كل ذلك، بعيدا عن الأكاذيب والادعاءات التي هي بهدف الكيد السياسي والتشويه الإعلامي، آلية عملية، نحن نسمع ونرى في بعض الأحيان الكثير من الضجيج المصطنع والكثير من الضجيج غير المسؤول، هو فقط بغرض المزايدة بهدف التشويه، بهدف الإساءة، بهدف التجريح، بهدف الضغط لاعتبارات أو قضايا أخرى، عن مسألة الفساد أن هناك فساد، أنا أقول لكم فيما يخص أنصار الله، نحن ندعوا الجميع من المكونات، أن يكون هناك آلية عملية فعالة لتفعيل المؤسسات والأجهزة الرقابية بشكل صحيح وبدون استثناء، ليس هناك أحد يمكن أن يكون محميا بأي انتماء هنا أو هناك، أنه من هذا المكون أو من ذاك المكون، لا، ونحن مستعدون وبحرص ومصداقية أن نبذل كل جهد في هذا السياق، ونحن في نفس الوقت لن نحمي أي أحد أبدا، ونحن ليسوا قلقين من ذلك، نحن واثقون من أنفسنا ومطمئنون، إذا كان هناك حالات فردية، فنحن سنكون أول من يعاقبها وأول من يتصدى لها، ولتكن هذه المسألة مسألة عملية وبمسؤولية، لا يجوز ولا يليق ولا يُشرِّف أي مكون من هؤلاء الذين لهم شراكة معنا أن يأتي للأخذ والرد في هذه المسألة بطريقة إعلامية بحتة لا يهدف منها إلا إلى الابتزاز السياسي أو الاستغلال أو التشويه أو السعي لتلميع نفسه، ما أحد بحاجة يلمع نفسه، الكل معروف في هذا البلد، والكل تاريخه معروف في هذا البلد، إذا شئنا أن نتحدث عن الفساد فالماضي معروف والحاضر معروف، ولكن لنتعاطى جميعا بمسؤولية، لا فائدة من الأكاذيب، لا فائدة من المهاترات الإعلامية، الواقع العملي، والآليات العملية الفعلية التي تشتغل بشكل صحيح هي الضمانة الصحيحة للحد من الفساد، ولتصحيح مسار مؤسسات الدولة وللاستفادة من أبسط الإمكانات الموجودة في ظروف كهذه ومعاناة كبيرة كهذه لأن تُقدم فعليا إلى الميدان، لدعم المقاتلين في الميدان من الجيش واللجان، وللمواطنين المتضررين والمعانين، المنكوبين في هذا البلد، الذين هم يعانون أقسى المعاناة، ولا فائدة من الكلام الفاضي والمهاترات الإعلامية.
رابعاً: العناية بوحدة الصف الداخلي، هناك شغل كبير من جانب الأعداء منذ بداية عدوانهم على شق الصف الداخلي وعلى إثارة المشاكل الداخلية خصوصا ما بين حزب المؤتمر الشعبي العام، ومكون أنصار الله، سعي دؤوب ومكثف، يشتغلون عليه بكل الوسائل، إعلاميا وهذا واضح، سياسيا وهذا معروف، ومن خلال مندسين، البعض مثلا قد يكون منسدا مثلا في حزب المؤتمر الشعبي العام، البعض أيضا قد يتحرك وباسم أنصار الله، وهناك شغل مكثف في هذا الاتجاه لشق الصف الوطني، وإثارة المشاكل الداخلية وإغراق الجميع فيها وسعي على الجميع، سعي مكثف في المؤتمر الشعبي أن يدير ظهره إلى العدوان ويدير ظهره إلى الخارج وأن يتحول بجهازه الإعلامي ونشاطه الاجتماعي في استهداف أنصار الله، هناك سعي أيضا لزعزعة الثقة ما بين المكونين الكبيرين في هذا البلد، وهناك جهد أيضا يُبذل على إثارة المخاوف لدى أنصار الله بغية تعزيز القلق وشق الصف الداخلي، فهناك سعي واضح من الأعداء لا غموض فيه، ظاهر على المستوى الإعلامي وبنشاط كبير بوسائل مختلفة ومتعددة، والاستفادة من البعض، بعض الأشخاص الذين يشتغلون في هذا الاتجاه، والبعض منهم مشبوهون بما تعنيه الكلمة، نحن لدينا شبهات في البعض فيها قرائن وعليها أيضا أدلة على أن لديهم ارتباطات غير سليمة، وأن الدور الذي يمارسونه لشق الصف الداخلي وحده يكشف عن حقيقتهم لأنه لا أحد يمكن أن يكون مخلصا لهذا البلد، ومخلصا وصادقا مع هذا الشعب يعمد في مرحلة كهذه ويسعى في ظروف كهذه إلى شق صف أبناء هذا الشعب، لأن هذا عمل يخدم بشكل مباشر قوى العدوان، ويهيء لها الظروف على نحو أفضل للوصول إلى أهدافها في السيطرة على هذا البلد بشكل كامل وسحق مكوناته والقوى الحرة فيه، فنحن معنيون بحكم المسؤولية وعلينا أن نتحلى بالمسؤولية أمام الله أولا الذي يوجب علينا في شرعه ودينه أن نتعاون على البر والتقوى، هذا من أهم البر ومن أهم التقوى، أن نتقي الله في أنفسنا في مرحلة حريتنا مهددة، واستقلالنا مهدد وكرامتنا مهددة، فنحن معنيون أن نتعاون جميعا وأن تتكاتف كل جهودنا وكل إمكاناتنا وأن ننشط بكل نشاطنا كأولوية فوق كل الأولويات، وفوق كل الحسابات وفوق كل الاعتبارات للتصدي لهذا العدوان بمستوى ما هو عليه من الخطورة الكبيرة جدا على الجميع بلا استثناء، وينبغي لنا جميعا وخصوصا المؤتمر الشعبي وأنصار الله عدم إتاحة المجال للمشبوهين والسفهاء لشق الصف الداخلي من الذين يلعبون دوراً تخريبياً واضحاً ومكشوفاً في إثارة الفرقة الداخلية، على المستوى الداخلي اشتغال على طول بالسباب والشتائم وتأجيج أي مشكلة مهما كانت، مشكلة صغيرة أو كبيرة، لا مشكلة ولا قضية لها أولوية يمكن أن يوجه إليها العداء كعداء تساوي العدوان، هذا العدوان الجائر الكبير بحق هذا الشعب، أي مشكلة أخرى تبقى مشكلة داخلية يمكن أن تعالج بالحوار بالتفاهم بالمنطق، وبالمرجعيات التي نتفق عليها في واقعنا الداخلي، لكن أن تتحول أي مسألة إلى مسألة عدائية وإلى قضية يترتب عليها عداء ونشاط عدائي إعلامي وميداني وبأساليب متعددة ومتنوعة، هذا عمل يخدم العدوان بشكل مباشر، هذا شغل لصالح العدوان بشكل واضح، ويحاولون أن يأججوا المشاكل الداخلية وبالتشويه وبالإرجاف وبالتثبيط حتى عن مواجهة العدوان، يجي يقلك لا، معنا عدوان داخلي، إيش عدوان داخلي، هذا العدوان الخارجي هو يدمر كل البلد بكل ما فيه، يقتل الجميع أطفالا ونساء على نحو غير مسبوق، مجازر جماعية، هل نسيتم الصالة الكبرى؟ القاعة هذه في صنعاء في أيام العزاء، هل نسيتم كل تلك الجرائم الفظيعة والجماعية في الأفراح والأحزان وفي التجمعات وفي الأسواق، هل نسيتم ما قد قتل منا جميعا ما فعل بنا جميعا، البعض إما إنسان تائه وغبي وجاهل ولا أخلاقية فيه ولا ضمير له ولا إحساس بالمسؤولية لديه إطلاقا، والبعض يشتغل بشكل مؤجر من جانب العدوان، معه شوية فلوس، وبالتالي هو يعمل لصالحهم، ولذلك يجب أن يكون للجميع منهم موقف حازم، كل الذين يشتغلون هذا الشغل، كل الذين يلعبون هذا الدور التخريبي في الداخل من مثيرين مشاكل وساعين لصرف الأولوية عن مواجهة العدوان الذي وصل إلى مرحلة خطيرة جدا، ويحاولون أن ينشئوا قضايا هامشية وقضايا أخرى هنا أو هناك ليجعلوا لها أولوية ويقنعوا الآخرين أن يديروا ظهورهم للعدوان ليضرب ضربته القاضية والنهائية، هؤلاء إما حمقى ومغفلين، لا مسؤولية فيهم على الإطلاق ومنفلتين وغير منضبطين، لا أخلاقيين ولا إنسانيين، أو عملاء بكل ما تعنيه الكلمة، كل الذين يلعبون دورا تخريبيا بهذا الأسلوب أو بالإرجاف والتهويل والإخافة والتثبيط، كل الذين يرفعون اليوم العنوان الحيادي، أي حياد، هذا بلد يُستهدف، أمريكا تستهدف بلدك، طائراتها تقصف بلدك، تقتل اليمنيين، الأجنبي اليوم هو الذي يدير هذه المعركة، حتى في الميدان، من الذي يدير معركة المخاء، أليس هو الإماراتي والسعودي، ومن فوقهم من؟ يتلقون الأوامر من من؟ يحركهم من؟ أليس هو الأمريكي، أليس هم أولئك الخبراء من الأمريكيين والإسرائيليين والبريطانيين وغيرهم، هذه معركة فيها عدوان أجنبي على البلد، من يرفع شعار الحياد فهو إما جبان، والله إما أن يكون جبانا جبنه دفعه إلى ذلك، خائف مسكين مرعوب ولكن ليصمت، في الحد الأدنى ليصمت، أو أنه عميل، يجعل من هذا العنوان وسيلة لتثبيط البعض وتخذيل البعض عن القيام بمسؤوليتهم الإنسانية والوطنية والدينية في التصدي لهذا العدوان الأجنبي، هل المسألة غامضة؟ هل الدور السعودي غامض، هل الدور الإماراتي غامض؟ هل الدور الأمريكي غامض، لماذا يحاول البعض أن يغطي على عيونه وأن يتقنع بأي قناع ويرفع عناوين معينه وكلام في الهواء، لا واقع له ولا مصداقية له، كلام فارغ، كلام فاضي، الجميع معنيون بمواجهة كل أشكال التخريب الداخلي بكل أساليبها وبكل وسائلها، وأولئك الذين يلعبون هذا الدور هم مصنفون في القرآن الكريم وفي عُرف الشعوب في صف المعتدي، موسومون بالخيانة، وفعلهم وصنيعهم مُجَرَّم، قال الله تعالى: “لإن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا، ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا، سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا”، ولذلك فإن على الأجهزة الأمنية وعلى القضاء في الدولة القيام بمسؤوليتهم في التصدي لهم واتخاذ الإجراءات المشروعة ضدهم بتعاون من المكونات السياسية، لا أحد يحتمي بمكونه، المنافق، المرجف، المثبط، العميل، الخائن، الذي يشتغل لصالح الأعداء بشكل أو بآخر، انتمى إلى مكون المؤتمر أو إلى أنصار الله أو إلى أي مكون، لا ينبغي أن يكون محميا بمكونه، وإلا فالشعب اليمني سيعرف كيف يفعل معهم.
خامسا: ونحن في الذكرى السنوية للشهيد، هذه الذكرى المقدسة بقداسة الشهداء فإننا نذكر الجهات الرسمية المعنية في الدولة بحق الشهداء، في إعطائهم الاعتبار على عظيم تضحيتهم ومسؤولية الدولة في تقدير عطائهم ومواقفهم باعتماد الترقيم والتضحيات والترقيات ورعاية أسرهم وأيتامهم بالمستطاع، كما أتوجه إلى المجتمع بالتذكير بأن هذه مسؤولية الجميع، يعني ليست فقط مسؤولية الجهات الرسمية، هي مسؤولية الجميع في هذا البلد، دولة بمؤسساتها وشعب، وهي مسؤولية إنسانية، إنسانيتنا تفرض علينا أن نقف معهم فيما يعانونه وأن نقدر تضحياتهم، وهي مسؤولية إنسانية وأخلاقية يجب أن يتعاون فيها الجميع، ومن المهم في هذه المناسبة التفاعل مع هذا الموضوع بشكل بارز ومتميز، ونذكر أيضا بأن هذه المناسبة فرصة مهمة لتعزيز الروح المعنوية والاستعداد العالي للتضحية كعامل أساسي في الصمود والثبات، وهنا تقع المسؤولية بالدرجة الأولى على العلماء وعلى الخطباء والمثقفين والوجهات الشعبية، فالشعب الذي يقدس الشهادة في سبيل الله تعالى وفي الحفاظ على حريته واستقلاله وكرامته ومواجهة المعتدين عليه هو الشعب الجدير بالنصر في نهاية المطاف وبحسن العاقبة التي وعد الله بها عباده المستضعفين وهو الشعب الذي لا ينحني للطغاة ولا يركع للجبابرة، ولا تنكسر إرادته مهما كانت التحديات ومهما بلغت التضحيات، فبالصبر والتضحية يصنع له ولأجياله مستقبلا كريما وعزيزا ومزدهرا بإذن الله، كذلك نؤكد على أن يكون الموقف من العدوان كأولوية فوق كل الأولويات والمعيار في واقعنا الداخلي في هذا البلد على المستوى الإنساني والوطني والديني مبدئيا وأخلاقيا، ونقول للقوى المعتدية وبالذات النظام السعودي، مهما كان حجم التضحيات والمعاناة في بلدنا وشعبنا، مهما كان مستوى التحديات والأخطار، مهما كان هناك من تطورات ميدانية، موقفنا في صمودنا وثباتنا وإبائنا للذل والهوان والاستسلام، موقفنا في إصرارنا في الحفاظ على حريتنا واستقلالنا وكرامتنا هو مبدأ، موقف مبدئي إنساني أخلاقي لا محيد عنه أبدا، ولا يمكن أن نتخلى عنه بأي حال من الأحوال، ولن يزحزحنا عنه شيء، ايئيسوا، مهما فعلتم، مهما صنعتم، مهما تكبرتم، مهما كان ويكون لن نفرط أبدا بحريتنا واستقلالنا وكرامتنا، ولن نقبل بالإذلال ولا الهوان، أي شيء غير ذلك يمكن أن تصلوا فيه إلى حل معنا، حسن جوار، جاهزون، أن تكون علاقتنا بين البلدين قائمة على مبادئ المصالح المشتركة الندية، وكذلك أن يكون الاحترام المتبادل هو القاعدة التي تحكم علاقتنا كبلدين متجاورين، هذا أمر كان متاحا من دون هذا العدوان، أما ما تريدونه وتسعون له في هذا البلد، على هذا الشعب بكله من إذلال واستعباد وهيمنة مطلقة وسيطرة مستحكمة فهذا ما لم ولن تصلوا إليه بإذن الله تعالى، لماذا؟ لأن المسألة مسألة مبادئ، مسألة قيم، مسألة أخلاق، نستعد أن نضحي بأنفسنا بكرامة، ليست عندنا في هذا مشكلة نهائيا، فبالتالي لا تراهنوا على أي شيء تفعلونه، ولا على أي تطورات ميدانية تعولون عليها، مسألة الكرامة مسألة الحرية، مسألة العزة مسألة لا تخضع لأي اعتبارات من هذه التي تراهنون عليها.
أيضا أوجه نصحي كنصح لبعض القوى التي سقطت في حبائل الإغراء السعودي والإماراتي وفي حسابات خاطئة، البعض من الإخوة في الجنوب، والبعض من المكونات التي تاهت وفق حسابات وإغراءات واعتبارات خاطئة، والله خاطئة، أوجه نصحي إليها لأن تراجع موقفها وأن تتأمل في هذا الواقع من حولها، ما عليه الوضع اليوم يكفي أن تتضح لكم الحقيقة، هذا العدوان وعلى رأسه الأمريكي وفيه السعودي والإماراتي، كلهم، لا الأمريكي ولا البريطاني ولا السعودي ولا الإماراتي، كلهم لا يريدون لكم أي خير، لا يهمهم أنتم على الإطلاق، لا يهمهم اعتباراتكم، عناوينكم التي تتذرعون بها في الوقوف في صف هذا العدوان، وفي المشاركة في صف هذا العدوان على أهل بلدكم وضد شعبكم، لا يهمهم أنتم على الإطلاق، ما الذي فعلوه اليوم في الجنوب، هل هناك دولة؟ هل هناك أمن مستتب؟ هل هناك خدمات متميزة؟ هل حولوا عدن مثل دبي وأبو ظبي، أو الرياض أو جدة؟ أم أنهم يجعلون منها بؤرة للقوى التي تتصارع فيها على الدوام وتقتتل فيها كل يوم، أم أنهم حولوها إلى بؤرة مليئة بالمشاكل، المواطن فيها مسحوق ومظلوم ومعاني، لا هو تحقق له أمن ولا استقرار، ولا رفاهية في العيش، ولا أي شيء، مبهذل مثل بقية اليمنيين وأقسى، ما هو الوضع عليه اليوم في أبين؟ وضع غريب في الجنوب بكله وفي المناطق الشرقية بكلها، وضع حولوا فيه هذه القوى التي ناصرتهم من الداخل اليمني ووقفت في صفهم وارتزقت معهم إلى عصابات أشبه ما تكون بعصابات المافيا، ويدخلونها في صفقات، تارة يقوون هذا الفصيل على هذا، ويمكنون هذا من هذا، يطردون هذا من هذه المنطقة، يعطونه في يوم من الأيام منطقة أخرى مقابل صفقة أن يقاتل معهم هنا أو هناك، ولم تبق القضية بالنسبة لهم وفق النغمة التي كانت تعجبكم في الجنوب لبعض الوقت لبعض الجنوبيين أقول، فقط لبعضهم، نغمة الجنوب وما جنوب، لا، لا يهمهم، هو يريدك أنت سواء كنت من الجنوب أو كنت من الشمال، كنت من شرق البلاد أو من غربها، يريدك أن تكون دمية يحركك أينما يشاء ويريد، لا يهمه قضاياك وعناوينك ومشاكلك والأشياء السياسية التي كنت تتحدث بها وتتصور أنك قد استغفلت العالم وضحكت على العالم كله، وقد أتوا كلهم يعاونوك ويتبرعوا معك ويهتموا بك وغاروا عليك غارة من كل أطراف الأرض، ليست المسألة على هذا النحو أبدا، ولهذا ما الذي يفعلونه اليوم، هم يقولون يا أيها الجنوبي تعال من الجنوب، أنت كنت ترفع شعار الجنوب، تعالى من الجنوب إلى هناك، إلى أقصى الشمال لتقاتل في حدود نجران، وتكون كجنوبي فداء للعسكري السعودي، تجعل من نفسك أنت ترسا له، تحميه وتفديه بروحك، وتقتل فداء له، فداء للنظام السعودي، لم تبق القضية قضية جنوب، ويذهبون بك إلى المخاء، ويذهبون بك إلى تعز، ويذهبون بك إلى مناطق أخرى، لتقتل فداء لهم، ليست المسألة اليوم مسألة حسابات لكم أنتم، يا أيها الذين دخلوا في حالة العمالة والارتزاق، أنتم بنظر أولئك والله لستم بنظرهم إلا دمى، يعتبرون أنهم تملكوا هذه الدمى بالمال، يعتبرون أنكم لهم، أن الأمر فيكم لهم، ليس الأمر لكم أن تقرروا أو تأمروا، فكروا في أنفسكم، تأملوا في واقعكم، هل لكم أمر؟! أم أنكم المأمورون وهم الآمرون، هم الذين يحددون المسارات والأولويات والمعركة هنا أو هنا، ويذهبون بكم إلى هنا أو هنا، ويدفعون بكم، وأحيانا يسجنون البعض منكم، في السجون السعودية، اليوم معتقلون سُجنوا لأنهم لم يقاتلوا كما يرتضي منهم النظام السعودي، أو أنهم تراجعوا في معركة ما، يُسجن في السعودية ويُأدب وهو يمني، لم يعد يشعر لا بهويته ولا بانتمائه، وكأنه عبد لأولئك، إن أطاع لهم فبالتي هي أحسن وإن لم يطع عاقبوه وأخذوه على ذلك، تأملوا جيدا اليوم، هم يعتبرونكم دمى تملكوها، وتملكوا قرارها وأمرها، لا أمر لها ولا إرادة ولا استقلال ولا حرية، يحركونكم لضرب بلدكم، ومعاداة أبناء شعبكم، خير لكم أن ترجعوا إلى حضن الشعب، والله أشرف لكم، والله أشرف لكم من أن تبقوا عبيدا بأيدي أولئك، عبيدا لا قرار لكم ولا أمر لكم، كونوا شركاء في شعبكم ولا عبيد ودمى مُستَغلين في أيدي أعداء بلدكم وأعداء شعبكم، أعتقد أن الواقع الحالي وفي الظروف القائمة ما يكفي لكم، وأذكركم أن تتأملوا كيف يتعاملون معكم، هل يتعاملون معكم بأكثر من هذا، كلا، يأمرونكم ويضغطون عليكم، يوقف المرتبات أحيانا، يالله، يذهب بك إلى الميدان، لم تصلوا إلى شيء من مآربكم السياسية، ولن يكونوا معكم بأكثر من أن يشغلوكم في مستوى حساباتهم وأهدافهم والله المستعان.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحم شهداءنا الأبرار برحمته وأسأله سبحانه وتعالى أن ينصر شعبنا المظلوم وأن يشفي جرحانا وأن يفك أسرانا إنه سميع الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.