هنيئاً قُربَ طه
معاذ الجنيد
عن السيفِ الحُسينيِّ اليماني
وعن طه أبو حسن المداني
وعن سِــرٍّ إلهيٍّ عظيمٍ
عَصِيِّ الفهم في عقل الزمانِ
عن الإخلاص، عن كُلّ السجايا
عن الإيثار، عن روح التفاني
هوَ الإحسان في رجلٍ تجلّى
هوَ الإيمان جُمِّعَ في كيانِ
ورُكنٌ في الجهاد عليهِ قامَت
لأنصار الهُدى أعتى المباني
نسيرُ على سناهُ وليس ندري
وكُلٌّ من ثمار يديه جاني
يواجهُ كُلّ عاصفةٍ لنمضي
يُعاني وحدهُ كي لا نُعاني
وقبل الكل يبرُزُ للمنايا
لكي يحيا البقيةُ في أمانِ
وكان (عليّنا) في كُلّ حربٍ
تموجُ بهِ بحارُ العنفوانِ
جذور البأس والإقدام فيه
وفي أحشائهِ فيضُ الحنانِ
يُحمّلُ نفسَهُ سبعاً عِجافاً
لننعمَ نحنُ بالسبعِ السِمانِ
فلو جئنا الورى ببيان نعيٍ
لخرَّ الدهرُ من هولِ البيانِ
ولو تدري الجبالُ من افتقدنا
لحوَّلها الحنينُ إلى دُخانِ
أشدّ، أعزّ، أصدق من تولّى
وأشجع من يُجيبُ بلا هوانِ
إذا نادى (أبو جبريل) جيشاً
أتاهُ وصار جيشاً في ثواني
يُقدّم روحَهُ ويقول عفواً
أبا جبريل فالتقصيرُ شأني
فلو كان الجهادُ فتىً لأضحى
يُقال لهُ (أبو حسن المداني)
تسابقني إليه حروفُ شعري
وتسبقُ أحرفي السبعُ المثاني
تذوبُ بذِكره لُغتي حياءً
وتصغُرُ عندهُ كُلّ المعاني
رأت فيه الشهادةُ خيرَ تاجٍ
رأى في نيلها كُلّ الأماني
تباهى في جنان الخلد فيها
تباهت فيه في خلد الجِنانِ
أبا حسنٍ بكَ الأرواحُ تشدوا
وتعزِفُكَ القلوبُ بكلِّ آنِ
سنجعلُ من حياتكِ ألفَ دَرْسٍ
ونمضي في خُطاك بلا ارتِهانِ
عليكِ على سِناكَ بكل حينٍ
سلامُ الله يا قمر الزمانِ
فيا طه هنيئاً قُربَ طه
ومِنّا يا سماء لكِ التهاني