في رحابِ الشهداء
اللواء الركن/ عبدالحكيم هاشم الخيواني*
*نائب وزير الداخلية- عضو اللجنة الأمنية العليا
في الذِّكْــرَى السنوية للشهيد.. عن الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي وعن الشهداء جميعاً وعن الشهيد طه حسن إسْمَاعيْل المداني باني العمل الأمني أقول وكل جوارحي واعضائي:
إن من أعظم نكبات الأُمَّـة أن تفقدَ عظماءَها فعلاً.
وبرحيل رَجُلٍ بحجم اللواء طه حسن المداني تكونُ أُمَّتُنا قد فقدت رجلاً عظيماً ومجاهداً فذاً..
ومن المعلوم أن نيلَ الشهادة يعتبر فوزاً برضوان الله وهي فضلٌ منه تعالى ومنحة إلهية أعدها اللهُ لخَاصَّــة أولياءه.
بالرغم من هذا كله، أعتقد أن استشهادَ المجاهد اللواء طه حسن المداني يعتبر حدَثاً عظيماً يعبِّرُ عن الولاء والعطاء الكبير لهذا الرجل وأيضاً محرجاً جداً لكل المتخاذلين وكل مَن لم يزل من القاعدين في بيوتهم من اليمنيين بشكل عام ومحرجاً للمتأخّرين والقاعدين في بيوتهم من القيادات العسكرية والأمنية بصورة خَاصَّــةٍ، فهل سينتظرون إلى أن يصلَ العدو المحتلُّ وأَدَوَاته ليداهموا منازلَهم؟!!
إننا اليوم نُحيي الذِّكْــرَى السنوية للشهيد لكي نُحييَ في قلوبنا الوعيَ والبصيرة، ولكي لا نبتعدَ عن الشهداء وَعن مشروعهم القُـرْآني والأخلاقي والمبدئي والإنْسَـاني، لنؤكد المُضيَّ في نفس الدرب الذي سلكه الشهداءُ الكرماء.
إنهم كرماءُ بكل ما تعنيه الكلمة من معنى؛ لأنهم رفضوا الضيم والخضوع ولم يقبلوا بِعيش الذلة والهوان.
لم ينتظروا الأَعْــدَاء المحتلين حتى يصلوا إلى بقية المحافظات لينصبوا المسالخ والمذابح الجماعية في الشوارع.
إن الشهداءَ كرماءُ وعظماءُ؛ لأنهم رفضوا أن يعطوا العدوَّ فرصةَ الوصول لإخراج نساء الشعب اليمني كي تباعَ في سوق النخاسة.!!، كما فعلوا في بلدان أُخْــرَى!!
إننا اليوم نُحيي هذه الذِّكْــرَى لنعاهد الشهداء العظماء جميعاً على رأسهم الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي مُؤَسّس مشروع العزة في هذا العصر، الذي فتح بابَ العزة والكرامة لشعبنا وأمتنا ودعا الجميعَ لمواجَهة الباطل والطواغيت جميعاً على رأسهم قوى الاستكبار العالمي أَمريكا وإسرائيل.
نعاهده ونعاهدُ جميعَ الشهداء ونعاهدُك أيها الشهيد المجاهد الحبيب العزيز أبو حسن المداني.. أن نظلَّ في طريقكم ودربكم الذي فرضه الله علينا للتصَـدِّي للظالمين والمجرمين أَعْــدَاء الحق وأَعْــدَاء العدالة وأن نحميَ شعبنا العظيم ونثبت دعائم الأمن والاستقرار بإذن الله تعالى.
لن نحيدَ بإذن الله عن طريقهم حتى يتحقق النصر ويقام العدل ويزهق الباطل وأَدَوَاته.
وحتى تتحرر أمّتُنا ومقدساتنا وتتخلص شعوب الأُمَّـة من الظلم والتدمير والطغيان والامتهان.
وليعلم العدوُّ أن الشهيدَ طه المداني قد ترك خلفه رجالاً أشداء في الميدان سيواصلون ويحقّقون هدفه السامي الذي عمّده بدمه الطاهر.
الخلودُ للشهداء، والشفاءُ للجرحى، والخلاصُ للأسرى، والنصرُ لشعبنا العظيم.