استشهادُ 8 نساء و10 جريحات بقصف وحشي لطيران العدوان الأمريكي السعودي على منزل عزاء بأرحب+صور
منظماتٌ وشخصياتٌ اجتماعية: الردُّ على العدو سيكونُ في الجبهات
صدى المسيرة- خاص:
خيّم الحزنُ يوم أمس الأربعاء على قرية شراع بمديرية أرحب شمال العاصمة صنعاء، فالنساءُ اللواتي كن في منزل لتقديمِ واجب العزاء لم يتوقعن أن يأتيَ طيرانُ العدوان الأمريكي السعودي ليقصفَ تجمعاتهن ويحوّلَ الحزنُ حزنَين.
وتوافدت نساء القرية عصر أمس الأربعاء إلى منزل الشيخ محمد هادي النكعي لتقديم واجب العزاء، لكن طيرانَ العدوان الأمريكي السعودي كان يجول في سماء المنطقة باحثاً عن دماءٍ جديدة وجريمة جديدة تضاف إلى سجله المليء بالدماء، فشن غارة على المنزل الذي تتواجد فيه النساء، ليحدث جريمة بشعة في هذا المكان.
ساد الخوف والهلع في القرية لهَوْل الجريمة، وتعالت صيحاتُ النساء، وانهال المنزلُ ركاماً على النساء المعزيات، تقطعت بعضُهن إلى أوصال والبعض تفحمن، وسجلت هنا فاجعة جديدة، إنه العدوانُ الأمريكي السعودي يقتُلُ النساءَ المعزيات في أرحب.
وهرع المواطنون إلى المكان، لإنقاذ المصابات، وسط مشهَدٍ مذهل لا يمكن تصديقُه، لكن الطيرانَ “اللعين” كان لهم بالمرصاد، يحلق بشكل مستمر وبعلو منخفض، فكان المواطنون خائفون من أن يعاود الطيران “توحشه” ويقصف المكان المستهدف مرة أخرى، كما هي عادة هذا الطيران.
الحصيلة الأولية لعدد الشهداء بلغ 8 نساء بحسب مصادرَ محلية، والعدد مرشح للزيادة، وأكثر من 10 نساء جريحات، جراح بعضهن خطيرة، حيث نقلن إلى مستشفيات العاصمة لتلقي العلاج وهن بملابسهن السوداء الحزينة.
ووصَفَ الشيخ شمسان أبو نشطان، وهو من الشخصيات الاجتماعية بمديرية أرحب، ما حدث بالعمل “الجبان”، مشيراً إلى أن المرءَ يتعجب من هذا السقوط المخزي لتحالف العدوان الأمريكي السعودي وإقدامه على استهداف الأبرياء الآمنين في منازلهم وعدم التفريق بين رجل أَوْ امرأة أَوْ طفل وشاب.
وقال أبو نشطان في تصريح لـ “صدى المسيرة”: إنَّ العملاءَ والمرتزقةَ هم السببُ وراء كُلّ هذه المصائب التي تحدث لشعب الإيمان والحكمة، لافتاً إلى أن هزائمهم المتتالية في الميدان تدفعُ العدو إلى قتل النساء والأطفال في منازلهم.
وأكد أن ما حدث لن يرعبَ الأحرارَ من أبناء الشعب اليمني، وسوف يزيدهم قوةً وثباتاً واندفاعاً إلى الميدان للتنكيل بأعداء الله في جبهات الشرف والكرامة، موضحاً أن هذه الجرائمَ ستكونُ حافزاً للثأر من آل سعود، مستغرباً أن يُقدِمَ العدوان على استهدافِ منزل تتواجَدُ فيه النساء لتقديم واجب العزاء، مبيناً أن هذه أخلاق معروفة للعدو تنبئ عن سقوطه ودَنَاءته وحقارته.
من جانبه أشار الشيخ علي صالح اللاعي “أبو طاعة” من مشايخ خولان الطيال إلى أن ما حدث في أرحب ليس مستغرباً على عدوان “متوحش” كهذا، فهو قد ارتكب جريمة القاعة الكبرى بصنعاء، وقبلها عرس سنبان بذمار واستهدف النساء في قاعة الأفراح في المخا.
وقال في تصريح لـ “صدى المسيرة” إن ما أقدم عليه العدوان باستهداف منزل عزاء بمديرية أرحب عملٌ إجراميٌّ لا يقرّه شرعٌ ولا إنْسَانية، مؤكداً أن العدوان قد تجاوز كُلّ الخطوط بارتكابه أبشع الجرائم بحق الشعب اليمني في كُلّ محافظات ومديريات الجمهورية.
وأضاف اللاعي قائلاً: “إن هذه الجرائمَ لن تزيدَ اليمنيين إلا قوةً وصلابة وشجاعة في مواجهة العدوان السافر؛ لأن التهاون والتقصير سيضر اليمنيين، وسيجعل العدو يمارسُ أبشعَ الجرائم وأقذرها، مستغرباً من الصمت الدولي والعربي والإسلامي تجاه ما يحدث من عدون غاشم على الشعب اليمني وعلى مدى عامين.
ودعا اللاعي كافة القبائل اليمنية للتحَـرّك إلى جبهات القتال، فهي الخيارُ الوحيدُ لليمنيين، لردع هؤلاء المعتدين وإيقافهم عن حدهم.
أما الشيخ مرعي العامري وهو من مشايخ محافظة مأرب، فيؤكد أن ما يحدث على اليمن هي هجمة صليبية امبريالية تستهدف الجميع، ولا تميز بين أحد، ويتساءل بأسىً: “لماذا قتل الشعب اليمني بهذه الطريقة البشعة، بينما العالم والأُمَم المتحدة صامت، بل ويدعم ما يسمى بالشرعية؟”.
وقال إن جريمة أرحب هي كغيرها من الجرائم البشعة التي ترتكَبُ بشكل يومي على الشعب اليمني، مؤكداً أن اليمن سينتصر وأن دماء الشهداء لن تذهب هدراً؛ لأننا مدافعون عن الوطن ولم نعتدِ.
ووجّه رسالةً إلى المحايدين قائلاً: “عيب عليكم، إلى متى السكوت؟، كيف تنظر إلى أشلاء النساء والأطفال تُمزَّقُ هكذا دون بطيران العدوان دون أن يكون لك موقف.. أين إنْسَانيتك، ورجولتك وشهامتك ومروءتك؟
وأكد أن العدوان تجرد بجرائمه من كُلّ القيم والأخلاق الإنْسَانية والمبادئ والدين، وعلى الناس التحَـّرك إلى الجبهات للدفاع عن النساء والأطفال والمستضعفين؛ لأن هذه الجرائم لم تُرتكب على مدى التأريخ.
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي عقبَ الحادثة بالاستياء والسخط على عدوان آل سعود، مؤكدين أنه تمادَى كثيراً ووصلت إلى درجة كبيرة من الاستهتار بدماء اليمنيين.
وكتب عضو الوفد الوطني حميد عاصم منشوراً على صفحته “فيس بوك” قائلاً: “إلى الأُمَم المتحدة الداعمة للعدوان على اليمن ألم تقرؤوا ألم تشاهدوا الجريمة النكراء التي ارتكبها طيرانُ طغاة العصر في منزل الشيخ محمد هادي النكعي في أرحب وأسفرت عن استشهاد ست نساء وجرح عشر نساء.. ندين ونستنكر هذه الجريمة وكل الجرائم التي ترتكب في حق شعبنا الصابر.
واعتبر منظمةُ “أصوات حرة” أن هذه المجزرةَ البشعةَ في تفاصيلها، تعد تكراراً لمثيلاتها، ما يؤكدُ أنه استهدافٌ ممنهجٌ للمدنيين الأبرياء.
واستنكرت المنظمة في بيانٍ لها الصمتَ المطبقَ من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية، التي لم تتخذ أية إجراءاتٍ رادعةٍ بحق مقترفي هذه المجازر المروعة، “مما يُعدّ دلالةٌ واضحةٌ أن تحالف العدوان يحظى بغطاء دولي من قبل كُلّ المنظمات الدولية، وهذا الغطاء يدعوه للتمادي أكثر واقتراف المزيد من الجرائم والمجازر المروعة بحق الشعب اليمني”.
وحَضَّت كُلَّ الشرفاء والأحرار في العالم للتضامُن مع الشعب اليمني وتسجيل هذه المجازر والجرائم المرتكبة في حق هذا الشعب في ذاكرة التاريخ، وبأنها الصفحات السوداء لكل المنظمات والمؤسسات الدولية المتشدقة بالدفاع عن حقوق الإنسان، حيث فشلت في الدفاع عن أبسط حق من حقوقه وهو حق الحياة.
كما أصدرت منظمة مناصرون للحقوق والحريات بياناً أدانت فيه الجريمةَ البشعة، مشيرةً إلى أن طيران العدوان استهدف مجلس عزاء نسائي بمنزل محمد هادي النكعي والذي راح ضحيته العشرات من النساء.
ودعت المنظمة جميع المنظمات المحلية والعالمية والمهتمة بحقوق الإنْسَان وحقوق المرأة إلى التعبير عن إدانتها ورفصها لهذا العدوان الظالم الذي تؤكد جرائمه المتنوعة بين استهداف مجالس العزاء والأعراس لتحقيق حصد المزيد من أَرْوَاح المدنيين بأسلوب متوحش ومتعطش للدماء رغم هول ما يتعرض له وسط صمت عالمي مُدان.
وقالت المنظمة إن تحالف الشر بقيادة النظام السعودي ومن يدعمه ويغطي على جرائمه يتحمل مسئولية هذا الدمار والقتل الذي يتعرض له أبناء الشعب اليمني، مناشدةً المنظمات الدولية والإقْليْمية المعنية إدانةَ جرائم الحرب والتحقيق فيها لتقديم المجرمين للعدالة الجنائية الدولية.
وحثّت المنظمة مجلس الأمن على إصدار قرار يوقف هذا العدوان الهمجي على اليمن الإنْسَان والتأريخ.