القائدُ الكبيرُ الشَّـهيْد طه الأنصَـار.. قائدٌ جمع بأسَ النزال وطهارةَ الإنْسَـان
عبدالحكيم النعمي
أيقونةُ أَنْصَـار الله الساحرة بإنجازاتها وأحجياتها.. يختزنُ القائدُ الجهاديُّ الكبيرُ، اللواء طه حسن إسماعيل المداني في شخصيته العديدَ من الأسرار المفاجآت.. تتوازى مهارتُه في القيادة العسكرية مع شَغَف بعالمٍ بعيدٍ عن السياسة والمواجهة مع العدو، عارفوه يشهدون على حُبٍّ نما منذ صغره لأشكال من الفن الملتزم.. في سدة قيادة الجبهات جلس وسار وقاد، أَمَـامَ العدو والمشروع السعودي الأمريكي الصهيوني كانت له المآثرُ طوال سنين، ولسنواتٍ خلت في وجه العدو التكفيري، أداة المشروع نفسِه، خاض نزالاتٍ كُبرى حافلةً بالتمكين الإلهي.
رجلٌ كبيرٌ كهامة القائد الشَّـهيْد اللواء طه المداني، ذلك الجهادي الكبير يغيبُ اليومَ، لكن لنا خلفه عِــزُّ انتصاراتٍ ومسيرةٌ مزنرةٌ بثوب أمجاد.
أَسّس مع كبار القادة لعزّ أَنْصَـار الله واقتدارهم منذ أمد بعيد ومنذ صوت أولى طلقات المسيرة القُــرْآنية ضد “الظالمين والمستعمرين”، مسيرة قرآنية جهادية أذاقت الأَعْـدَاءَ الذُّلَّ والهزائم، فبقي الأَعْـدَاء حانقين مترصِّديْن لهذا البطل العسكري الجهادي سَنين طوالاً، مدركين حجمَ دوره.
فللعِــزِّ رجالٌ كذي البأس الشديد “طه”، وللاسم ألفُ معنى من إقدام وفداء، والألقاب الكُبرى ملكُ يديه وصنع يمينه، واندفاعة أَنْصَـار الله وثبات المجاهدين في كُلِّ سوح النزال من بركات تخطيط وتوجيه وقيادة ألفها وانصهرت بشخصيته والتصقت بتضحياته، وجهاً بوجه مشروع سعودي اميركي صهيوني والأَدَوَات، نحو انتصار تلو انتصار وصولاً إلى النصر المؤزر.
لا يزالُ القائدُ الشَّـهيْدُ لُغزاً يحيّرُ الكثيرين، شخصيتُه العسكرية وهُويتُه الجهادية الغامضة التي لم تُكشَفْ إلّا بعد استشهاده، تبدو وكأنها نبعٌ يفيضُ بالأسرار الغريبة والجميلة في آن معاً..
مسيرتُه الجهاديةُ الطويلة تشيرُ إلى أنه واحدٌ من القادة القلائل الذين تميّزت حياتُهم بخَطٍّ تصاعُدِي على كافة المستويات، ممتلكين قدراتٍ ولياقاتٍ ذهنية غزيرة..
إنه آيةٌ في البأس. آيةٌ في الشجاعة. آيةٌ في الوفاء. آيةٌ في الإخاء. آيةٌ في الدهاء.. اسم وشخص أثار جُنونَ الأَعْـدَاء منذ أعوام طوال. نفضت أجهزة المخابرات اليمن كالسجادة ولم تجده.. شخصية طه “عسكرية شعبية استخبارية” استثنائية قادرة على التأثير على الآخرين من دون أن يتعمّد ذلك..
سلامُ العزيز لأرض اليمن واصلاً، حين تعانقت روحُ أحد فرسانها المجاهدين القادة الكبار في العلياء مع أرواح شهداء اليمن، والمسك طيبٌ فوّاح من دمه الطاهر، يعطّر جهادَ شعب اليمن بريح تخطّى الحدود اليمنية. قادماً من ثرى الكرامة والإباء والشموخ وَالإخاء..
عاش في زماننا يذكرنا, ببأس الإمام علي (ع) قاتل صناديد العرب وبأسه المهيب, ودموع الليل وتعبُّده الدافئ وحنانه الساحر العطوف, فعليٌّ في قوتَيه الجاذبة والدافعة أجملُ كتب وأجمل كلمات نطقت بوصف قائد تأريخي عظيم زق الحكمة والحب والشجاعة والغيرة على الدين كما يريدُ الدينُ من أعظم الخلق والخُلُق الرسول الأكرم محمد (ص)..
طه يا أمة طه، إنه قائد محب لله ورسوله ولعلي والحسين والحسن وزيد والشَّـهيْد القائد. يذكرنا برشحات من أيام حرمنا القدر من أن نحياها بأُمّ العين, فأتانا اللهُ بأُسوةٍ محمديه حسينية علوية حطّت بخفة على الأرض وصنعت من خلف ستار وبعيداً عن الادعاء والظهور والرياء, بأصابعَ من نور وليال شقاء صامت, وحققت شخصية رجل واحد ما عجز عنه مَن يطلق عليهم عظماء رجال هذا الكوكب..
كان دَمِثَ الأَخْــلَاق، يحتاطُ لأبعد الحدود، عُرف بنبوغه وبكونه طاقةً وهامة علمية عسكرية واستخبارية، خَاصَّــة خلال فتراته الدراسية والجهادية، بهذه الكلمات بدأت المصادر الخَاصَّــة حديثَها حول سيرة الشَّـهيْد الأَنْصَـار ي القائد العسكري اللواء طه المداني..
كان إيْمَانُه يظهَرُ من الكلمات التي يتفوّه بها، وكان حديثُه هو دليلَ الإنْسَـان المؤمن إلى تقواه، ولكن شكله الخارجي لم يكن يوحي أبداً بأن ذاك الشخص المتواضع هو المجاهدُ الكبير اللواء طه حسن المداني..
يا طه يا ابنَ الأَنْصَـار يا سيفَ شعب الحكمة.. كيف نرثيك وأنت الوارثُ حسيناً والنبيينْ؟ ومَن يجاريكْ؟ كيف نرثيك وأنت المُعزَّى بكربلاء والحسين وصفين علي وحطينَ صلاحِ الدينْ.
أَيُّـهَا القائد الشَّـهيْد طه المداني سلامُ الله عليك يوم وُلدت ويوم استُشهدت ويوم تُبعَثُ حيّاً.