التضليلُ الإعلامي ومسؤوليةُ الجميع أمام الله في مواجهته
عبدالله أحمد يحيى الجنيد
اليوم بسبب التطور التكنولوجي الكبير اصبح الإعلام اشد تأثيراً على العالم وأصبح انجذاب العالم نحو السمعية منها والبصرية وشبكات الانترنت اكثر من الكتب
فأصبح الإعلام الحديث اليوم هو المسيطر على عقول الناس بجميع توجهاتهم الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والعاطفية وفي كثير من جوانب الحياة
واستطاعة قوى الاستكبار الصهيوأمريكي وأياديها في البلدان العربية والإسلامية التي تسيطر وتهيمن على الكثير من وسائل الإعلام الحديثة أن تصل إلى كل دول العالم وعلى مستوى كل بيت وأسرة لزرع الاكاذيب والدجل والخداع والتضليل والرعب والخوف والفتن والعنصرية والخلاعة والفساد الاخلاقي
ففي مجتمعنا العربي والإسلام هم يتحركون ليل نهار لمحاولة تلويث اخلاقنا وتزوير ثقافتنا وطمس تراثنا وتأريخنا الديني من خلال الفكر الوهابي التكفيري الداعشي المتشدد بجميع مسمياته الذي يرتكب اليوم ابشع الجرائم بحق امتنا الاسلامية ومقدساتها وتراثها الديني
هم يريدون ان تكون امة سيدنا محمد التي ارد لها الله ان تكون خير امة اخرجت للناس ان تكون امه بلا تأريخ بلا هوية امة عصبية طائفية مناطقية ضعيفة غير قادرة على عمل شي او صنع شي امة محتلة دينياً وسياسياً واقتصادياً وعسكرياً يريدون أن يتحكموا في كل شي يردون السيطرة حتى في عقولنا والتلاعب فيها واغتصابها وتخديرها مستخدمين جميع وسائل التضليل وأخطرها الإعلام المسموم الذي غزانا إلى كل بيت وعلى مستوى كل فرد ومنها التلفاز وشبكات الانترنت التي اصبحت في متناول الجميع حتى الاطفال
ان قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا التي تتحرك اليوم باسم الديمقراطية والدفاع عن الحريات وحقوق الانسان وهي اكثر الدول انتهاكا لحقوق الانسان فقد قال احد المحللين :(( إن الولايات المتحدة هي أكثر الإمبراطوريات دموية في التأريخ بل هي الأكثر وقاحة بين دول العالم في استخدام شعار حقوق الإنسان لتسوّغ أعمالها الدموية غير المسبوقة)).
إنحقوق الانسان والحريات عندما تصبح بلا قيم دينية وضوابط اخلاقية تصبح أداة تدمير للشعوب ففي أمريكا تبلغ نسبة الفساد والجرائم من عمليات القتل والاغتصاب والطلاق وتعاطي المخدرات والتميز العنصري أعلي نسبة من بين دول العالم بسبب سياسة الحرية التي تتشدق بها و التي تريد ان تطبقها اليوم في بلداننا العربية والإسلامية.
في أمريكا يبلغ دخل مؤسسات الدعارة وأجهزتها الإعلامية مائة ملايين الدولارات سنوياً ويأتون اليوم ليدافعوا عن حقوق الانسان وحقوق المرأة في بلداننا العربية ليس حبآ فيها بل حب في الوصول اليها لانتهاك شرفها وقيمها الدينية وإفساد مبادئها لتفسد مجتمعها مع ان ديننا الاسلامي الذي يحمل في طياته روح العدالة والإنسانية والمساواة والإنصاف كفل لكل انسان حقوقه وحريته من ذكر وأنثى، إن حقوق الإنسان التي تتشدق بها أمريكا وادعاءها محاربة الإرهاب ما هي إلّا أكذوبة كبري وستار تخفي وراءه نزعتها في الهيمنة والتوسع لفرض سياستها وتحقيق مصالحها الخاصة يقول الله تعالى: (كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَٰهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَٰسِقُونَ).
علينا ان نعرف انهم عند تنفيذ مخططاتهم هم لا يتورعون حتى في قتل شعوبهم لتنفيذ مخططاتهم كما حصل في استهداف مبنى التجارة العالمي واتهام تنظيم القاعدة كذريعة لغز الدول العربية وقتل شعوبها ونهب ثرواتها ومن المعروف انا اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة تربى وترعرع على ايديهم
فمنذ نشأة إسرائيل وظهور مقاومة اسلامية وتيارات فكرية قومية اصبحت السعودية الدرع الحصين لقمع ثورات هذه القوى لأنها كانت تهدد امن ومستقبل إسرائيل إلى يومنا هذا وها هي الصورة اليوم ناصعة جلية في هذه الحرب الإعلامية والدعم العسكري والمادي الذي تقدمة حليفتهم السعودية لحرف بوصلة العداء من اسرائيل إلى محور المقاومة في الشرق الاوسط والمسنودة إعلامياً من قنوات الزيف والتضليل و خبراء الفبركة ومنها قناة الجزيرة والعربية ووصال والحدث ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها في شبكات الانترنت لمحاولة اشغال الدول العربية في صراع داخلي وصرف النظر عن جرائم اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وتشويه صورة الاسلام للعالم ومحاولة ايصال هذا الفكر التكفيري إلى سلطة الحكم في بعض الدول العربية كما هو حاصل في سوريا والعراق وليبيا واليمن من خلال استغلال ثورة الربيع العربي وحاولت وحرف مسارها ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
فوعي الشعوب العربية وجيوشها الحرة اسقط جميع مخططاتهم وعرتهم وفضحتهم وأظهرتهم على حقيقتهم الداعشية الدموية التي ترتكب اليوم ابشع الجرائم بحق الانسانية والتي لم يشهد له التأريخ مثيل،
فمخططاتهم الاجرامية الخبيثة بحق شبعنا اليمني التي أرادوا من خلالها تمكين القاعدة من السيطرة على معظم المحافظات اليمنية وتهيئة الاجواء لقوى الاستكبار العالمي لدخول اليمن واحتلالها بشكل مباشر بذريعة محاربة الارهاب،
ولكن مخططاتهم باءت بالفشل بسبب وعي هذا الشعب العظيم بجيشه ولجانه الشعبية وسقطت معها جميع اوراقهم وعملائهم وفسادهم، ما جعلها تكشر انيابها وتصب نار غضبها وحقدها لتشن حرب وحشية لم يشهد التأريخ لها مثيل على شعبنا اليمني العظيم المجاهد مستخدمة احدث الاسلحة العسكرية والتضليل الإعلامي محاولةً منهم لإركاع هذا الشعب واستسلامه، فبالرغم من سقوط الاف الشهداء وتدمير البنية التحتية ومحاولة تجويعه من خلال الحصار الجوي والبري والبحري لازال الشعب اليمني الذي اذهل العالم بصموده الاسطوري رغم مرور ما يقارب سنتين على العدوان يسطر اروع ملاحم الانتصارات ويصنع المفاجئات من طائرات بلا طيار وصواريخ وصلت إلى الرياض وستصل إلى ما بعد بعد الرياض هذه المفاجئات التي الحقت بجيشهم وترسانتهم العسكرية الهزيمة والعار ماهي إلّا بداية يقول الله تعالى : ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ )
هذه الانتصارات ماهي إلّا ثمرة لتضحيات الشهداء والجرحى الذين بذلوا الغالي والرخيص في سبيل الله و عزة وكرامة هذا الشعب الشامخ بشموخ جباله والواثق بربه وقرأنه الذي يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ )
فيجب أن يكون تحرك الشعوب المستضعفة تحرك قراني في مواجهة الظالمين والمستكبرين مهما كانت قوتهم اتباعاً لقولة تعالى : (( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ))
ومن هذه القوى القوة الايمانية والقوة العلمية والثقافية والإعلامية والقوة الاقتصادية والقوة العسكرية وقوة الاصطفاف الوحدوية.
إن أي شعب لا يتسلح من صنعة ولا يأكل من زرعه ولا يلبس من قطنه هو شعب ضعيف في ايمانه وبعيد عن قرانه لا يثبت عند النزال ولا يرجا له صلاح الحال.
ما اريد توضيحه من خلال الكلام السابق انا الإعلام له دور كبير في مسار الحرب وهو سلاح لا يقل اهمية عن سلاح الجبهات لأن معركة الإعلام لا تستهدف ساحة المعركة فقط بل تستهدفنا في كل مكان وعلى مستوى كل اسرة وفرد.
ومن هنا اريد انا اوجه رسالة إلى ابناء الشعب اليمني وإلى شعوب امتنا الإسلامية والعربية إلى العلماء و ائمة المساجد والسياسيين والمثقفين والإعلاميين والمدرسين والمترجمين القادرين على مخاطبة دول العالم والى العامة من ابناء شعبنا اليمني العظيم في الداخل والخارج القادرين على استخدام شبكات الانترنت
نحتاج اليوم من كل غيور على وطنه ودينه وعروبته أن يعرف انه اليوم في مكان المسئولية والتكليف الذي يوجب عليه ان يسخر جميع امكانياته للدفاع عن وطنه ويجعل من نفسه جبهة لإفشال مخططاتهم الإجرامية وأدواتهم الإعلامية التضليلية الخبيثة
باستطاعتنا التصدي لهم من خلال المنابر والمدارس والجامعات والصحف الداخلية والخارجية ومواقع التواصل الإلكتروني وشبكات الانترنت التي اصبحت اليوم في متناول الجميع رجال ونساء علينا أن نعرف إن تجاهلنا للإعلام أو الجهل بخطرة واساليبه الخبيثة لا يعني أننا سنكون في مأمن من تأثيراتها بل إننا إذا لم نتقن استخدام الوسائل الإعلامية الحديثة فنحن في مأزق وتخلّف.
نحتاج اليوم إلى تحرك من ابناء الشعب اليمني والعربي لفضح أساليب التضليل الإعلامي العالمي والداخلي المسلّط على الأمة وتوعية الناس بخطر هذه الاساليب الملتوية
نحتاج اليوم إلى وسائل إعلام مرئية بمختلف اللغات قادرة على ايصال رسالة الشعب اليمني والشعوب المظلومة الى كل إنسان ينبض قلبه بالإنسانية في هذا العالم
نحتاج اليوم أعلامين يتحركون لنشر الفكر القرآني الإنساني المحمدي ألأصيل الذي يحمل شعار الناس صنفين: (إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)
نحتاج اليوم إلى إعلام بعيد عن الطائفية والمناطقية إعلام يصل الى قلوب الناس قبل آذانهم من أجل بث روح التآزر والتسامح والتآخي والمودة والرحمة وإعادة اللحمة لأبنائه والترويج لكل ما من شأنه توحيد الأمة ويرفع من مستواها العلمي والعملي والاخلاقي والاقتصادي والعسكري، والوعي في تحركات قوى الاستكبار العالمي ومواجهته بجميع تحركاته الخبيثة بجميع الوسائل المتاحة.
هذا خلاصة ما اريد قوله.