الأمـمُ المتحدة.. غطاءٌ سياسي لاستمرار العدوان!
سليم المغلّس
بعدَ الضرباتِ القويَّةِ التي أصابت مرتزِقةَ العدوان في معركة المخاء خُصُوْصاً، وخسارتهم كبيرة في صفوف القيادات التي أعاقت تقدُّمَهم باتجاه الحديدة، نتجَ عنها تَــرَاخٍ في أَوْسَـاط المرتزِقة وتذبذبٌ، بل وظهورُ دعوات في أَوْسَـاطِ قيادات حراكية للعَودة إلى الجنوب والتخلّي عن معركة السواحل الغربية؛ باعتبارها مناطقَ لا تعنيهم وَلا ناقةَ لهم فيها ولا جمل، أقدم طيرانُ العدوان على ارتكاب جريمةِ سوق الخوخة بحق المدنيين وَالتي جاءت معبِّرةً عن حالة الهستيريا والقلق التي أصابتهم؛ بسبب خسائرهم وتعثُّر مرتزقتهم عن التقدُّم في الميدان، والتي أظهرت مدى قُبح وإجْـرَامية العدوان، غير آبهين بدماء الأَبْريَاء، واهمين بأن تلك الجرائم ستحقّقُ رفعاً لمعنويات مرتزقتهم وتماسكهم في الميدان.
وَفي ظل الإرَادَة الأَمريكية في السيطرة على الحديدة والدفع الأَمريكي القوي لاستمرار منافقيه في معركة السواحل باتجاه الحديدة؛ واعتبارها معركتهم الضروريةَ لتحقيق حصار أَكْبَر على القوى الوطنية؛ للضغط عليهم وإخضاعهم لإرادتهم ومشاريعهم التجزيئية، وهو ما كشفه السفيرُ الأَمريكي السابق في اليمن فاير ستاين في تصريحاته الإعْـلَامية وشهادته أَمَـام الكونجرس، والذي من خلالها اتضح أنه أحد الشخصيات الأَمريكية التي ترسُمُ سياسة وخارطة المعارك للمنافقين، كما أن واشنطن تعتبِرُ السيطرةَ على الحديدة وفَصْلَها عن صنعاءَ خطوةً مهمةً؛ لتنفيذ مشروع الأقَاليْم بمعاييرها المناطقية والطائفية وفرضها على الأَرْض.
وبالنظر إلى المستوى الضعيف والمتدنّي لاجتماع دول العدوان وَما يُسَمَّى بالرباعية، إضَافَـة إلى عُمان (مستوى السفراء) لَيؤكد أنه اجتماعٌ صوري وشكلي وغير جاد، حيث لا يمكنُ للسفراء اتخاذُ أَي قرار فيه، مخالفاً لما رسمه وزراءُ خارجيتهم في الاجتماع السابق، وفي أحسن الأحوال سترفع أَيةُ نقاشات ومقترحات إلى الاجتماع القادم على مستوى وزراء الخارجية، كما أن الاجتماعَ لم يناقش أَي جديد، بل لم يَتَعَدَّ عن تكرار لما دار في الاجتماع السابق واستعراض للجانب الإنْسَاني، وهذا ما يؤكد أنهم يبحثون عن طرق لتفادي الحَرَج والضغوط الحقوقية والإنْسَانية في ظل الإرَادَة الأَمريكية في الاستمرار في معركة السواحل لاتجاه الحديدة.
ففي هذه الأجواء والظروف المشابهة لتحَـرُّكِه قبل الأَخير، يأتي هذا الحراكُ لمبعوث الأُمَـم المتحدة ليشكِّل غطاءاً سَياسياً لمعركة الحديدة وتخفيفاً للضغط والحَرَج الإنْسَاني، خُصُوْصاً بعد تصاعُد المخاوف الدولية والإنْسَانية وارتفاع الأصوات المحذِّرة من هذه المعارك لنتائجها الإنْسَانية الكارثية.