حين ضاع التنسيقُ فيما بين الرياض وولد الشيخ!
عَبدالحميد الغرباني
في وقتِ الذروة من الجولات المكوكية للملك سلمان وابنه المهفوف الساعية لتجميع مزيدٍ من الدعم العسكري والسياسي للحروب الّتي تخوضُها السعودية بالوكالة عن واشنطن وغيرها ربط المبعوثُ الأُمَـميُّ إسماعيل ولد الشيخ خلال مقابلة له على فرنسا 24 وَقْفَ العدوان على اليمن بتدمير الصواريخ البالستية اليمنية! الأمرُ مثيرٌ للشفقة! وحدث فيما يبدو دون تنسيق جيد هذه المرة مع الرياض الّتي تبحَثُ عنْ مَا يعزّز تصعيدَ العدوان على اليمن! لا عن حل سياسي! لدرجة لم تترك معها لولد الشيخ تسويقَ معزوفته الجديدة، وأظهر ت أن الحديثَ عن ضرورة تدمير الصواريخ البالستية اليمنية أَوْ تسليمها للجنة مجرّد مُحَاوَلةٍ فاشلة لنيل من حق مشروع لليمن، فَضلاً عن كونه ذريعةً جديدةً ستُستخدَمُ كغطاء لاستمرار العدوان!.
لقد تحدث ولد الشيخ بخفّة كبيرة، بل بلغ من الخِفَّة والأُميَّة السياسية مبلغاً مقلقاً، وفي عشية ذكرى مجزرة سوق مستبأ الّتي ارتكبها الطائر القاتل وراح ضحيتها١٢٠ شهيداً وأَكْثَـرُ من ٢٠ مفقوداً وعشرات الجرحى! هل استذكر الجريمة؟!، هل قال شيئاً عن الضحايا؟ هل تضامَنَ مع ذويهم؟ بالطبع ليس ذلك في اهتمامات ولد الشيخ ولا المنظمة الّتي يمثلها، ونحن لا ننتظرُ من الجميع شَيئاً، ما ننتظره هو رفضٌ تام من المجلس السياسي الأعلى لاستمرار هذا المبعوث غير النزيه وغير المحايد كوسيط دولي..
في كُلِّ مقابلة تلفزيونية له يتضح لك إلى أيَّة درجة أن الرجل لم يستطِع العمل على اخفاء انحيازِه لقوى الاعتداء على اليمن؟!
حسناً شخصيةٌ كهذا كيف سيستطيعُ التقريبَ لحل سياسي؟!
إن تكويعات وهرطقات ولد الشيخ حول الصواريخ البالستية اليمنية ليست غريبةً، فمشواره كوسيط، وقبله كموظف في الشأن الإنْسَاني، يزدحمُ بالأمور السلبية، فعلى مدى عامَين والشعب اليمني تحت سطوة العدوان العسكري والاقْتصَادي يتعرض للقتل ومحاولات الإذلال واقتناص المدنيين من الأَطْفَال والنساء والرجال في منازلهم ومدارسهم ومقرات أعمالهم، وحتى في أعراسهم ومجالس العزاء وكل يومٍ عاشوا لحظات قاسية شاهدوا خلالها كيف تتوارى مقدراتُ بلدهم تحت هجمات الطيران السعودي والأَمريكي، وهذا المبعوثُ ومنظمتُه سيئة الصيت يوفّرون غطاءً لكل ذلك وبصورة فجة ووقحة! فضلاً عن كونه لا يمتلكُ الخلفيةَ السياسية الّتي تمكُّنه للعب دور وسيط دولي.