"راجع" منظمة العفو!!
بقلم/المحامي.طه أبو طالب
“عندما تُستخدَمُ المنظماتُ الحقوقية أداةً لتزييف الحقائق لصالح المستكبرين فأنت في عالم النفط الخليجي والدولار الأَمريكي” تقرير منظمة العفو الدولية مثال.
تقريرُ المنظمة بشأن ضحايا قذائف مضادات الطيران أَوْ ما يسمى تندراً بـ”تقرير راجع رضية” نسبةً إلى الناشطة الحقوقية رضية المتوكل التي كان لها دورٌ في التقرير والتي يتهمها الكثيرون بأنها تنشط في حماية حقوق المعتدين وتتجاهل الضحايا؛ لتغاضيها ومنظمتها عن جرائم آل سعود في الـيَـمَـن، الدور الأبرز في التقرير كان لكبيرة مستشاري شؤون الأزمات بمنظمة العفو الدولية لمستشارة منظمة “لما فقيه” التي التقيتُها قبلَ شهر تقريباً عندما وصلت إلى صنعاء بصعوبة بالغة نظراً للحصار المفروض على الـيَـمَـن مع طائرة للمساعدات الإنْسَانية في زيارة لمدة ثلاثة أيام حسبما أخبرتنا..
مناسبة اللقاء جاءت عندما اتصل بي الأُستاذ ضيف الله الشامي أن هناك مسؤولةً من منظمة العفو طلبت لقاءَه بخصوص الانتهاكات المصاحبة للعُـدْوَان على الـيَـمَـن لمعرفته قيامنا برصد الانتهاكات وطلب أن أحضر معهما اللقاء كي أقدم لها أَية مساعدة أَوْ معلومات مما نقوم برصده وتوثيقه من انتهاكات وجرائم ترتكبها الطائرات السعودية, وبالفعل سُعدت بالأمر؛ اعتقاداً مني أَنَّهَا حضرت للتحقق من انتهاكات العُـدْوَان والاطلاع على الوضع الإنْسَاني المأساوي الذي يعيشه الشعب الـيَـمَـني جراء العُـدْوَان -والذي لامسته بنفسها حين وصلت الـيَـمَـن بعد عناء ومشقة–، لا سيما وقد حضرت بعد كارثة قنبلة حي نقم التي خلفت دماراً كبيراً وسقط على إثرها عشراتُ المدنيين الأَبْريَاء، فحضرتُ اللقاء فأثار استغرابي أن أول موضوع تستفسر عنه كان عن ضحايا قذائف مضادات الطيران، فقلت في نفسي قد تكون اطلعت على عشرات المجازر التي ارتكبها الطيرانُ السعوي وآلاف القتلى والجرحى ممن سقطوا بقنابلها وصواريخها، وتريد أن تستكملها بضحايا المضادات لتعمل تقريراً عن الوضع الإنْسَاني من كُلّ جوانبه، فتبادلنا الحديث أخبرتها أن هذه أَيْضاً مأساةً تضاف إلى مآسي الشعب الـيَـمَـني بسبب العُـدْوَان، فهناك حالات عديدة بالفعل أصيبت براجع المضادات ووثقنا الكثير منها في مستشفيات العاصمة، معظمها كانت إصابات جروح طفيفة وهناك قتلى بأعداد قليلة جداً خصوصاً في الأَيام الأولى من العُـدْوَان نتيجة لنقص الوعي وَ”فضول” الشعب الـيَـمَـني النابع من شجاعته، فكل العالم يهربون إلى الملاجئ وقت القصف بينما نحن خرج لنتفرج على الطائرات المهاجمة ومنظر اشتعال السماء بقذائف مضادات الطيران، وهذا الأمر يعد من أَهَم أَسْبَـاب حدوث الاصابات، وهو ما تأكدنا منه عند استفسارنا من عدد من المصابين في المستشفيات عن مكان تواجدهم وقت الإصابة، فأخبرونا أنهم أصيبوا أثناء ما كانوا يتفرجون على القصف من أسطح المباني أَوْ في الشوارع، كما أن هناك حالات أصيبوا وهم في المنازل أَوْ في أماكن عملهم، فسألت عن الحلول التي يمكن بها منع سقوط مزيد من الضحايا بالمضادات، فردينا عليها أن الحل هو الضغط على قوات التحالف بقيادة آل سعود لوقف العُـدْوَان بقصف الطائرات وتجريم أفعالها, بالإضَافَة إلى نشر الوعي بين الناس بالاحتماء وقت القصف.
بعد ذلك اطلعتها على بعض المجازر التي يرتكبها الطيران والمعاناة الإنْسَانية التي تسبب بها الحصار وقدمت لها نماذج مما قمنا برصده من ذلك تقرير موثق ومفصل عن واقعة القاء القنبلة على نقم فيه تفاصيل الواقعة وأسماء وصور الكثير من القتلى والجرحى المدنيين وبياناتهم والإفادات الطبية والمقابلات التي أجريناها مع الشهود والأَطبَاء في المستشفيات وكذا بيانات عن الأضرار التي لحقت بمئات المنشئات المدنية في الحي من منازل ومباني خدمية… إلخ.
اطلعتها عن حالات لنساء حوامل أجهضت أجنتها نتيجة لترويع القصف, أخبرتها عن حالات مرضى الفشل الكلوي مات بعضهم لاستهداف مركز الغسيل الكلوي في عدة محافظات وتوقف الاخرى نتيجة انعدام الوقود, اخبرتها عن أَطبَاء تركوا مرضاهم في غرف العمليات وعملياتهم مفتوحة هرباً من القصف حدثتها عن آلاف النازحين الكثير منهم لم يتمكن من الحصول على مياه للشرب… إلخ وفي الأخير أخرجت ذاكرت فلاشها وطلبت مني أن أنسخ لها بعضاً من التقارير والبيانات والمعلومات عن المجازر ففعلت ذلك فرحاً ووعدتها بموافاتها بكل جديد.
مر شهر وأنا أترقب التقرير الذي ستصدره المنظمة بعد كُلّ ما قدمته لها ولكن للأسف تركت كُلّ أَنْوَاع الجرائم التي والمعاناة الإنْسَانية لتتحدث عن ضحايا المضادات وليتها كانت صادقة في معلوماتها المزيفة عندها تأكدت أن نفط الخليج مقدس على كُلّ الحقوق الإنْسَانية