وزيرُ الحرب الأمريكي: ندرُسُ تقديم مساعدة مباشرة لحلفائنا ونخطّط لمواجهة القدرة الصاروخية اليمنية
-
صدى المسيرة| متابعات| الوقت التحليلي:
خلال زيارته إلى السعودية الأسبوع الماضي أعلن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أن بلاده بصدد “مواجهة القدرة الصاروخية للثوار الحوثيين في اليمن”، وقال إن الإدارة الأمريكية تدرس سبل تعميق دورها في الصراع في هذا البلد بتقديم مساعدة مباشرة بشكل أكبر إلى حلفائها في المنطقة، مضيفاً إن واشنطن “تريد سعودية قوية”.
وزعم ماتيس أثناء لقائه نظيره السعودي محمد بن سلمان أن الثوار اليمنيين يتلقون الدعم من إيران، مشيراً إلى أن المناقشات في الرياض شملت تقديم مساعدات إضافية إلى السعودية لاسيّما في مجال المخابرات.
وأضاف وزير الدفاع الأمريكي إن السعودية حليف أمني رئيسي لبلاده منذ أكثر من سبعة عقود وما زالت تشكل دعامة للإطار الأمني والمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.
ويعتقد المراقبون أن زيارة ماتيس إلى السعودية التي جرت وسط مزاعم واشنطن بأنها تسعى للقضاء على الإرهاب في المنطقة حملت أهدافاً رئيسية في مقدمتها مضاعفة الجهود لدعم الرياض في عدوانها المتواصل على اليمن منذ آذار /مارس 2015 ورفع مستوى التنسيق مع العواصم الحليفة لمواجهة الجمهورية الإسلامية في إيران الداعم الرئيس لمحور المقاومة ضد المشروع الصهيوأمريكي في عموم المنطقة.
ومن المعروف أن ماتيس يعد من أبرز المتحمسين داخل الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب لتشديد الضغط وتمديد الحظر على إيران بذريعة التجارب الصاروخية البالستية رغم توقيع طهران الاتفاق النووي مع مجموعة (5+1) في تموز/يوليو 2015.
وكانت واشنطن قد زادت من عملياتها العسكرية في اليمن بحجة ضرب مقرات ومواقع تنظيم “القاعدة”، ولكن الحقائق والمعطيات المتوفرة تشير إلى أن هذه العمليات تستهدف بالدرجة الأولى مواقع القوات اليمنية التي تقودها حركة أنصار الله في هذا البلد.
ويبدو أن أمريكا باتت مقتنعة تماماً بأن السعودية غير قادرة على مواجهة القوات اليمنية، ولهذا قررت دخول الميدان بنفسها وبصورة مباشرة، خصوصاً بعد الانتصارات التي حققها الجيش اليمني واللجان الشعبية بقيادة أنصار الله في ضرب الكثير من المواقع الحساسة في عمق الأراضي السعودية بفضل القدرة الصاروخية التي تمتلكها هذه القوات والتي يتراوح مداها بين 250 – 500 كيلومتر والتي تمكنت من تدمير أهداف عسكرية مهمة في العديد من المدن السعودية بينها نجران وجیزان والعسیر وظهران الجنوب، والذي أدى إلى قلب المعادلات الميدانية لصالح القوات اليمنية.
كما تمكنت القوات اليمنية من استهداف سفن حربية سعودية في البحر الأحمر وتحديداً قرب مضيق باب المندب الذي يعد واحداً من أهم الممرات المائية لعبور البضائع والنفط والغاز إلى مختلف أنحاء العالم.
وتجدر الإشارة إلى أن الصواريخ البالستية التي تمتلكها القوات اليمنية تعود في الحقيقة إلى حقبة الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي كان حليفاً للرياض لسنوات طويلة لكنه فضّل الاتحاد مع حركة أنصار الله خلال العامين الأخيرين لمواجهة العدوان السعودي على اليمن.
وتتعرض واشنطن وحلفاءها الغربيين لانتقادات واسعة من قبل الأوساط السياسية والإعلامية والمنظمات الإنسانية الدولية بسبب ازدواجيتهم في التعاطي مع الأزمة اليمنية، فهم من جانب يزودون السعودية بمختلف أنواع الأسلحة المتطورة والحديثة والتي تصل قيمتها إلى عشرات المليارات من الدولارات، في حين يعارضون استخدام الصواريخ البالستية من قبل اليمنيين للدفاع عن بلادهم ضد العدوان السعودي، متناسين أن الدول الغربية وفي مقدمتها أمريكا هي التي زودت اليمن بهذه الصواريخ وبدعم سعودي عندما كانت العلاقات على ما يرام خلال حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن الأمريكيين ينوون إخضاع الشعب اليمني عبر دعم التنظيمات الإرهابية هناك، ونقل مجموعات من “داعش” إلى اليمن بعد الهزائم القاسية والمتلاحقة التي تعرض لها هذا التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق في الآونة الأخيرة. كما تعتزم واشنطن زيادة الدعم اللوجستي للسعودية من خلال تزويد طائراتها التي تقصف اليمن بالوقود وتكثيف عمليات الاستطلاع والمراقبة والعمليات الاستخباراتية.
من خلال قراءة هذه المعطيات يمكن الاستنتاج بأن التنسيق السعودي – الأمريكي سيكون في أعلى مستوياته في المرحلة القادمة لمواجهة القدرة المتزايدة للقوات اليمنية لاسيّما في المجال الصاروخي بهدف الضغط على حركة أنصار الله سواء في داخل البلاد أو على المستوى الإقليمي والدولي، وذلك من خلال السعي لإصدار قرار داخل مجلس الأمن الدولي ضد هذه الحركة التي أثبتت قدرتها على الصمود وتحقيق انتصارات باهرة رغم الفارق الكبير بالإمكانات العسكرية والاقتصادية بين اليمن من جهة والسعودية وحلفائها الإقليميين والدوليين من جهة أخرى.