رئيسُ حكومة الإنقاذ بن حبتور: المشاركة الأمريكية في العدوان على اليمن لم تعد سراً والخلافُ بين أَنْصَار الله والمؤتمر مستحيل
-
المعادلة العسكرية تتغيّر في الحدود مع السعودية
-
علينا أن نعتمدَ على ذاتنا وقُدراتنا في مواجهة العدوان
-
العدوانُ يسيطرُ على جميع المنافذ ومرتزِقُته يبيعون النفطَ والغازَ الذي يمثّل 70% من الإيرادات
صدى المسيرة| خاص:
أكّد رئيسُ حكومة الإنقاذ الوطني، الدكتور عَبدالعزيز بن حبتور، في مقابلة له على قناة المسيرة، مساء أمس الأربعاء، أن المشاركة الأَمريكية الفعلية في العدوان على اليمن لم تعد سراً، مُشيراً إلى أن الأَمريكيين اعترفوا بذلك، وأن هناك حاملاتِ طائرات، بعضها أَمريكية وبعضها سعودية وبعضها خليجية، تقلع منها طائرات الإف 16 التي تقصف اليمن.
وأوضح بن حبتور، أن المعادلةَ اليوم تتغير، لا سيما في المناطق الحدودية، وأن السعودية باتت تستجلب المرتزقة من كُلّ الأماكن لحماية حدودها، مُشيراً إلى أن تغييرَ المعادلة لم يكن إلا باعتماد الشعب اليمني على ذاته وقُدراته وطاقاته الهائلة.
وقال بن حبتور: نحنُ في اليمن علينا أن نعتمدَ على ذاتنا وقُدراتنا، وأن نعتمدَ على شعبنا، وعلى الطاقات الهائلة الداخلية،، مُشيراً إلى أن العالمَ الظالم لا يمكنُ أن يقبل أي اعتبار لليمن إلا متى تغيّرت المعادلة من الداخل.
وناشد بن حبتور أًصدقاءَ اليمن بتحمل المزيد من المسئولية والالتحام بمعاناة اليمنيين في الداخل كي يحققوا شيئاً من التوازُن فيما يحصل للشعب اليمني.
ونفى بن حبتور أن تكون هناك أية إشكاليات بين المؤتمر وأَنْصَار الله، مؤكّداً أن الاتفاق ما بين المؤتمر الشعبي العام وأَنْصَار الله هو اتفاق موقَّع ومثبت في عقول قياداته، ومن المستحيل أن ينفرطَ هذا العِقْد؛ لأنه بانفراط هذا العقد هو التضحية بالجبهة الداخلية.
وأوضح رئيسُ الحكومة في لقائه مع قناة المسيرة، العديدَ من الإشكالات الراهنة، وفي مقدمتها الإشكالات الاقتصادية.
وقال بن حبتور: إن اليمنَ تعتمدُ في إيراداتها بنسبة 70 % على النفط والغاز، غير أن هذين الموردَين تحت سيطرة قوى الغزو والاحتلال وتبيعُه حكومة المرتزقة لصالحها.
وعن اعتماد اليمن على الضرائب من الموانئ والمطارات وأيضاً الممرات البرية كمورد ثالث، أكد بن دغر، أن هذه المنافذ جميعها باستثناء ميناء واحد هو ميناء الحديدة تحتَ قوات الغزو.
وأَضاف رئيسُ الحكومة: خُذْ أنت الخارطة كلها واعمل نظرةً عليها، ميناء عدن، المكلا، نشطون، والمنفذ البري، الوديعة وإلى عمان، كلها بيد دول الاحتلال، دول الاحتلال هي المسيطرة عليها، السعودية والإمارات، نحن لم يتبقَ للشعب سوى الحديدة فقط، مُشيراً إلى أن هذا الموضوعَ يكشف إلى أي مدى يريد العدوان أن يخنقَ اليمن والشعب اليمني.
وقال بن حبتور: المسألة موجّهة لبث الرعب، والخوف، والهلع، مصحوباً بالجوع، ومصحوباً بالقتل الذي يمارَسُ من قبَل طيران العدوان، هذه المؤشرات تكفينا إلى أن نشاهد بالضبط الصورة كما هي.
وأوضح رئيس حكومة الإنقاذ، أن حكومة الإنقاذ حقّقت إيراداتٍ عاليةً، ولكن هذه الإيرادات عبارة عن أرصدة وحسابات، وأن المشكلةَ تكمُنُ في السيولة النقدية التي انتقلت من دورتها الطبيعية، مشيراً إلى أن الحكومة كانت قد استطاعت إقناعَ العديد من “البيوتات التجارية” بالتعاون، ولكنهم تراجعوا في اللحظات الأخيرة؛ لأن دولَ العدوان هدّدتهم بضرب مصالحهم مباشرة، إما بالطيران أَوْ بالتفقير أَوْ بإلغاء مصالحهم في دول الخليج والجزيرة.
وأشار بن حبتور إلى أن جزءً من السيولة النقدية المسحوبة قد تم تهريبُه إلى منازل وبدرومات في العاصمة صنعاء، تابعة لمواطنين وتجار، ومع أن ذلك شكّل جزءاً من الأزمة المالية إلا أن الحكومة فضّلت عدمَ الدخول في مصادمات مع من يكدّسون هذه الأموال؛ لأنهم يساعدون في تنشيط الحركة التجارية، على حد تعبيره.
وأما عن قضايا الفساد فقد قال بن حبتور إن الأجهزة الرقابية المعنية تعملُ على ذلك، وفق القانون، وأن ذلك لا يخضع لأية اعتبارات حزبية أَوْ شخصية، مشيراً إلى أن ما يُشاعُ عن فساد وزراء حكومة الإنقاذ غيرُ صحيح، وأنهم – على حد تعبيره – أفقرُ شريحة في هذه اللحظة، وأن بعضَهم يستخدمون المواصلات العامة ويسكنون في لوكندات! وبخصوص الخطة التي قدمتها الحكومة لمجلس النواب لتسليم الرواتب.. قال بن حبتور إن الـ30% التي تشكّل الجزء النقدي من الراتب، حسب الخطة، قد تم ضمان توفيره من خلال ضرائب والجمارك الرسمية، وأما الـ 20 % فسيتحول للموظّف على هيئة رصيد في حسابه البريدي حسب الخطة.
وأشار إلى أن موضوع البطاقات السلعية هو بيع بالآجل تبرَّعَ به رجالُ المال والأعمال كي لا تنتشر المجاعة في اليمن، وقد انطلقوا من هذا المنطلق وليس فيها ربحٌ لهم بالمناسبة هم يقدمون ذلك كجزء من التزامهم الوطني.
وأرجع بن حبتور سبب عدم استقرار سعر الصرف إلى أن الأرصدة اليمنية قد تم التصرفُ بها من قبل دول العدوان، وأن الحكومةَ لا تعتمدُ إلا على ما هو موجودٌ ويدور بالعُملة المحلية لشراء العُملة الصعبة من الداخل.
وقال بن حبتور إن الحكومة تبحَثُ “بواقعية” موضوع تطوير الاقتصاد والنهوض به في ظل العدوان والحصار، مؤكداً على إعطاء الأولوية للجبهات؛ باعتبارها أولويةً للمجلس السياسي الأعلى والحكومة والبرلمان، مشيراً إلى وجودِ دعم خاصٍّ من أَنْصَار الله والجميع لأجل هذا الموضوع.
وعن الجنوب، قال بن حبتور إن سلطاتِ المرتزقة هناك مسلوبةُ الإرادة والقرار في ظل الاحتلال.. مشيراً إلى الوضع الكارثي الذي حَلَّ بمناطق الجنوب على كُلّ المستويات.