أسقطوا رهانَ العدوان بالرهان على وحدة الصف
إبراهيم السراجي
في ظل انكسار العدوان السعودي الأمريكي عسكرياً منذ أكثر من عامين، تحوّل رهانُ قوى العدوان على شَقّ الصف الداخلي واختراق الجبهة الوطنية لتحقيق النصر الذي استحال عليها تحقيقُه في الميدان، ويظهر هذا الرهان من خلال التغطية الإعلامية المتواصلة في وسائل إعلام العدوان التي تركز على كُلّ صغيرة وتستغل كُلَّ كلمة وكل عبارة في مواقع التواصل الاجتماعي تنطلق بشكل غير مسؤول من قبل البعض.
وإذا كان شق الصف واختراق الجبهة الداخلية بات سلاحاً في يد قوى العدوان فإن إبطالَ مفعول هذا السلاح ضرورةٌ مُلحّة لا تستوجب أي تأخير حالها حال التصدي للغزاة والمرتزقة في الجبهات، وأعتقد أن هذا الأمْرَ بديهياً ولا يعد اكتشافاً جديداً.
وكما إن القوى الوطنية تتمسك بمواجهة العدوان القائم على اليمن منذ أكثر من عامين رغم التضحيات باعتبار المواجهة خياراً وحيداً أمام الشعب اليمني، فإن على كُلّ تلك القوى أن تهتم بشكل كبير بتوحيد الصف الداخلي والعمل بشكل متواصل على سد أية ثغرة تبعث الأمل لدى قوى العدوان بتحقيق الانتصار المستحيل؛ لأن الصفَّ الذي نسعى للحفاظ عليه يتكون أصلاً من كُلّ المكونات الوطنية وليس مكوناً بعينه.
ولأن مواجهة العدوان واجب ديني ووطني على كُلّ اليمنيين بمختلف أطيافهم ومكوناتهم، فإن الحفاظ على وحدة الصف واجب على كُلّ القوى الوطنية على رأسها أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي العام وبقية المكونات الوطنية المناهضة للعدوان، وليس على أنصار الله وحدَهم الذين يعدّون جزءاً من الشعب اليمني، وبالتالي جزء من الصمود الذي تحقّق على مدى أكثر من عامين.
وببساطة شديدة لا تحتاج المسألةُ لكثير من الجهد، فمَن يعمل بأية طريقة أو أسلوب على مساعدة قوى العدوان على شق الصف الداخلي واستهداف وحدة الصف ينطبقُ عليه ذاتُ الوصف الذي يُطلَقُ على المرتزقة الذين يقاتلون في صف العدوان، فالنوعان من هؤلاء يقدمان العون لقوى العدوان لتحقيق أهدافها الشيطانية في اليمن التي قدم اليمنيون آلاف الشهداء والجرحى وتحملوا تبعات الحصار لمنع العدوان من تحقيق تلك الأهداف.
وفي سياق هذا الحديث، نرى أن هناك أصواتاً وأقلاماً تعمَلُ بنفس نسَق العدوان على المستوى الإعلامي من حيث محاولتها تضليلَ وعي اليمنيين تجاه النقاط الاثنتي عشرة التي تضمّنها خطابُ قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، عبر نسْجِ الكثير من الأكاذيب والتفسيرات الخاطئة التي تبعد الناس حتى عن مجرّد الإلمام بماهية تلك النقاط.
فعندما نتحدَّثُ مثلاً عن النقطة الثالثة من تلك النقاط والتي تنُصُّ على “تطهير مؤسسات الدولة من مؤيّدي العدوان أو الملتحقين بقوى العدوان ومحاكمتهم واستبدالهم بالمُخلصين والأوفياء للوطن”، سنجدُ ببساطة شديدة أن محاولات تشويه تلك النقاط ما هي إلا دفاع واضح عن مرتزِقة العدوان، فهل من الوطنية أن نرى أبطالَ الجيش واللجان الشعبية يقدمون أرواحَهم للقضاء على أولئك المرتزقة في الجبهات فيما نقبَلُ ببقاء أمثالهم في مؤسّسات الدولة التي يسعى العدوانُ لتدميرِها وتفكيكِها وتقسيمها؟، ناهيك عن الدفاع عن بقائهم!.
أخيراً فإنَّ ما تضمَّنته النقاط الاثنتا عشرة يحتاجُ من الجميع الاطلاعَ عليها بتجرُّدٍ وسيجدُ أنها مجرَّد ترتيب دقيق لما يطالِبُ به الشعبُ اليمني منذُ بدء العدوان عليه.