السيّد نصر الله: لأننا نعيشُ في عالم الذئاب إذا كنا ضعافاً سنؤكَل وإذا كنا أقوياء يحترمُنا العالم
أكّد أنْ لا أحد في العالم يتجرأ على قول كلمة حق، رغم الاعتراف الأممي بموت ملايين اليمنيين جوعًا وأن السعودية هي المرتكبة
صدى المسيرة| خاص:
استهجن الأمينُ عام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، الصمتَ الدوليَّ تجاه معاناة اليمنيين والمأساة الإنْسَانية في اليمن جرّاء العدوان الأمريكي السعودي والحصار الخانق والمميت المفروض من قبل قوى العدوان.
واعتبر السيّد نصر الله، في خطاب له مساء الثلاثاء 2 مايو 2017 خلال الاحتفال التكريمي، الذي أقامته مُؤَسّسة الجرحى بمناسبة يوم جريح المقاومة الإسلامية، انه رغم اعتراف الامم المتحدة بموت ملايين اليمنيين جوعًا ومعرفتها بأن السعودية هي المرتكبة، لا أحد يتجرأ على قول كلمة حق؛ لأن الشعب اليمني ليس لديه أَمْوَال كالسعودية ليدفعها للأميركيين وترامب.
وإذ جزم نصر الله بأن في اليمن الملايين تتهددهم المجاعة.. تساءل: هل هناك من يتجرأ ويفتح فمه ويتحدث؟. وأضاف متهكماً: إذا سمّيت السعودية بتجويع اليمنيين يتهموني بتخريب السياحة، لافتاً إلى أننا نعيش في عالم الذئاب، فلا يوجد قانون دولي. والقوي يأكل الضعيف، وإذا كنا ضعافاً سنؤكَل وإذا كنا أقوياء يحترمُنا العالم.
وفي الموضوع الفلسطيني، قال أمين المقاومة اللبنانية: “نحن نؤيد ونتضامن ونعبر عن مساندتنا للخطوة الجبارة التي يقوم بها الأسرى الفلسطينيون”، مشدداً على أن “إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام خطوة جهادية مقاومة جبارة ومحقة من أجل تحقيق المطالب”، وأشار إلى أن “الاستخفاف الإسرائيلي بإضراب الأسرى متوقع لكن المستغرب هو صمت العالم العربي الرسمي والشعبيّ”. واضاف “لو كان إضراب الأسرى جرى في بلد غير حليف أَوْ بلد تابع لأميركا لقامت الدنيا ولم تقعد”.
وأكد سماحته أن “هناك فضائيات عربية تساند حاليًا داعش في وجه القوات العراقية لان الهدف إلحاق العراق بالمشهد الأميركي، كما أشار إلى أن “هناك الآلاف في الشوارع بالبحرين لحماية الشيخ عيسى قاسم ومنطقة محاصرة منذ أشهر ولا احد ينظر إلى الموضوع لان البحرين بلد تابع وضمن المشروع”، وأضاف “لا تتوقعوا من هذا المجتمع الدولي عدلا ولا إنصافا ولا إحقاقا للحق. ”
وتوجه السيّد نصر الله للجرحى قائلاً: ”إِذَا كان لبنان ينعم بالحرية والكرامة والأمان فبفضل نفوسكم الأبية ودماء أجسادكم التي نزفت على تراب هذا البلد، وإن جراحكم شاهد حي على تحملكم وتحمل مسيرتكم للمسؤوليات الجسام في لبنان والمنطقة ومواجهة التحديات الخطيرة والكبرى، لافتاً إلى انه يجب أن نواصل تحمل المسؤوليات الجسام التي قدم فيها هذا الكم الهائل من التضحيات، مؤكداً أن الكثير من جرحانا عادوا إلى ميادين العمل والجهاد.
واوضح أن تلك التضحيات قدمت للبنان انجازات عظيمة جدا ما زالت ماثلة أمام الاعين، واضاف : أن تضحيات التي قدموها الجرحى اوصلت إلى نقطة توازن الردع وعززت معادلة الجيش والشعب والمقاومة.
وقال سماحته “امام ما يجري في الغوطة الشرقية من اقتتال (بين المسلحين) ماذا سيكون مصير الشعب السوري لو أن الجماعات المسلحة استطاعت أن تسقط النظام وتفكك الجيش السوري” لافتاً “لو سيطر المسلحون لكانت سوريا امام حرب اهلية في كل بلدة ومنطقة بلا ضوابط وبلا موازين وبلا سقف، وأضاف “الجماعات المسلحة المتصارعة هي النموذج الذي أرادت السعودية وتركيا وأميركا تقديمه بديلًا عن النظام السوري الحالي”، وأكد “يوماً بعد يوم نزداد قناعة بأن خيار الذهاب إلى سوريا كان صحيحا وسليما وفي وقته المناسب”، وشدد السيّد نصر الله على أن “كل لحظة تمر في سوريا هي لحظة نصر؛ لأن الذين قاتلوا وصمدوا لن يسمحوا للجماعات الإرهابية بأن تسقط الدولة وتفكك الجيش وهذا نصر عظيم”.
وأكد نصر الله أن الحدود اللبنانية السورية تشهد تحولاً مهمًا جدًا، مشددًا على أن تلك الحدود باستثناء منطقة جرود عرسال باتت آمنة بعد اخلاء المسلحين مناطق سورية متاخمة.
وخلال الاحتفال التكريمي، أشار إلى أنه “لم يعد هناك بلدات ولا قواعد ولا جبال يمكن أن تنطلق منها الجماعات المسلحة لتهديد مناطق لبنانية عسكريًا”، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن “التهديد الامني تراجع بدرجة عالية جدًا ولم يعد للمسلحين قواعد انطلاق وتفخيخ للسيارات”، خالصا أَيْـضاً إلى أن “بؤرة جرود عرسال يجب أن يعمل على معالجتها خلال الفترة المقبلة”.
في الوضع المعيشي توجه السيّد نصر الله بالتهنئة لجميع العمال وبارك لهم عيدهم السنوي واعتبر “هناك مشكلة كبرى يعاني منها لبنان وهي مشكلة البطالة وهي من اخطر المشاكل وَالبطالة لا تتحمل تأجيل وتحتاج إلى النظر اليها بأولوية” وشدد السيّدُ نصرُ الله على أن “المسؤولية مسؤولية الدولة وبإمكان الأحزاب والقوى السياسية أن تقدم معالجات جزئية لمشكلة وادعو الدولة اللبنانية إلى اعطاء مشكلة البطالة اولوية وإلى إيجاد اطار متخصص لدراسة حالة البطالة وكيفية معالجتها”، كما دعا الحكومة إلى تشكيل إطار رسمي للتخطيط والاستفادة من تجارب العالم حول معالجة مشكلة البطالة.