الإرْهَـابُ الأمريكي يغرَقُ في الحديدة
زيد أحمد الغرسي
“من ليس معنا فهو ضدنا ” هكذا أعلن بوش مشروع الولايات المتحدة الأمريكية بداية الالفية الثالثة لاستهداف الأُمَّـة العربية والإسْلَامية ومنذ ذلك الوقت واصلت تنفيذ مؤامراتها على شعوب المنطقة فاحتلت بلدان المنطقة بشكل مباشر وغير مباشر ونهبت ثرواتها وقتلت مئات الآلاف من أبناءها واغتصب جنودها عشرات الآلاف من النساء وسعت لإثارة الفتن المذهبية والمناطقية وأحيت الصراعات والاحقاد بين أبناء الأُمَّـة العربية والإسْلَامية وعملت بكل وسعها لتغيير ثقافة الأُمَّـة وخلق ولاء تجاه العدو الصهيوني وعداء بين أبناء الإسْلَام كما نشرت أَدَوَاتها من القاعدة وداعش لتقوم بالذبح وقطع الرؤوس والتنكيل بأبناء الأُمَّـة وتشويه الإسْلَام مستخدمة هذه الأَدَوَات سيفا مسلطا على أبناء الإسْلَام.
كل هذا الإرْهَـاب الأمريكي حدث ولا زال في افغانستان والعراق وسوريا وليبيا ومصر وصولا إلى اليمن التي شنت عليه عدوانا لأكثر من عامين وها هو يدخل عامه الثالث.
وخلال العامين ارتكبت الولايات المتحدة الأمريكية وأَدَوَاتها الاقليمية مثل السعودية والامارات افظع المجازر بحق أبناء الشعب اليمني وقتلت عشرات الآلاف من النساء والأطفال بأسلحة محرمة وغير محرمة ووصل إجرامها إلى تجريب الكثير من الأسلحة التي انتجتها خلال العامين الماضيين فوق رؤوس الأطفال والنساء كما دمرت مؤسسات الدولة وبيوت المواطنين والمستشفيات والطرق والمصانع والطرق وكل شَيء في البلد وطحنت البشر والحجر معا في مشهد نازي هو الأبشع في التأريخ الحديث.
ما تقوم به أمريكا من جرائم في اليمن هو إرْهَـاب بما للكلمة من معنى ويعبر عن حقدهم الشديد لأبناء الإسْلَام ويمن الإيْمَان والحكمة مصداقاً لقول الله تعالى “لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا” ومن يعود إلى القران الكريم يجد كيف اخبرنا الله بنفسياتهم الخبيثة وحقدهم علينا حينما قال ” قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ”.
ومع دخول العدوان عامه الثالث ووصول ترامب إلى رئاسة البيت الابيض ها هي تواصل مشاريعها التدميرية بشكل أكبر في المنطقة “(ويتضح ذلك من خلال تحركاتهم وتصريحاتهم) ففي اليمن الذي يحتل موقعاً جغرافياً استراتيجياً على مستوى المنطقة والعالم تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لاحتلاله بشكل كامل وتقسيمه وخلق الصراعات المناطقية والمذهبية بين أبناءه كوسيلة لذلك فاحتلت جنوب الوطن من حضرموت شرقا إلى عدن جنوبا وبنت القواعد العسكرية في جزره الاستراتيجية كجزر ميون وسقطرى وقبل اسابيع انشأت قاعدة عسكرية جديدة في جزيرة حنيش وترى انه لم يتبق لها سوى احتلال الجزء الغربي لليمن فأعلنت بشكل مباشر دخولها في معركة الحديدة لاحتلالها وتدمير ميناءها لكي تضمن تقسيم اليمن وفق ما أعلنته أَدَوَاتها في مؤتمر الحوار قبل سنتين و الذي تصدى له حينها انصار الله لكنها تعود اليوم من بوابة العدوان لتحقيق هذا المشروع ضمن عدة اهداف استعمارية واطماع سيطرتها على باب المندب التي نشرت حوله قواعدها العسكرية لتطويقه وإبقائه تحت احتلالها وهيمنتها.
معركة الساحل الغربي تعتبر معركة فاصلة لأبناء الشعب اليمني كما هي ايضا معركة فاصلة للمشروع الأمريكي والإسرائيلي الذي أعلن عن مشاركته بسرب من الطائرات الجوية وعدد من ضباطه وجنوده المتواجدين حاليا في دولة ارتيريا المقابلة للحديدة.
ومن هنا تأتي أهميّة المعركة وقيمتها وإزاء ذلك انطلقت حملة #ﻻ_ﻻرهاب_أمريكا_على_اليمن المشتملة على تحركات شعبية ومسيرات جماهيرية باﻻضافة إلى زيادة الوعي الشعبي تجاه مخططات العدوان على رأسه أمريكا وتحركاتها في اليمن والتصدي لها وهذا ما يتحتم علينا كشعب يمني التحرك الجاد والفعال مع هذه الحملة و الاستمرار برفد جبهات القتال بقوافل الرجال حتى النصر؛ لأن البديل سيكون الخزي والذل والعار ولشاهدنا نماذج العراق وسوريا وسجن غريب في اليمن ولن ينجو من ذلك أحد مهما ظن انه بعيد عن الأحداث..
فقط علينا التحرك ورفد الجبهات بالرجال وإسناد ابطال الجيش واللجان الشعبية الذين يحضرون مفاجئات لم تكن في حسبان العدوان والنصر حليفنا ولن نشك بذلك ابدا فالله مع يمن الإيْمَان والحكمة ولن يكون مع قرن الشيطان وأَعْدَاء الأُمَّـة من اليهود والنصارى وكل تحركاتهم ومؤامراتهم ستبوء بالفشل أَمَام رجال الله الأَحْرَار وحتما سيغرق إرْهَـاب أمريكا في سواحل الحديدة وما ذلك على الله بعزيز.