الرقي بالحوار سلاحٌ في مواجهة الطابور الخامس
عبدالله أحمد يحيى الجنيد
إن الاختلاف بين البشر في الآراء والأفكار والتوجهات سنة كونية وقضاء الهي ووجودها فطري.
ولذلك يجب أن نعرف ان الناس تختلف طرق تفكيرها وميولها ورغباتها وفهمها وإدراكها لما يدور حولها فكل إنسان له تفكيره وثقافته وخياله الخاص حسب البيئة التي تربى وترعرع فيها وما يملكه من مخزون علمي وموروث في ذاكرته منذ فجر وجوده
فيجب علينا أن ندرك ذلك في حوارنا مع أي طرف قد نختلف معه في الدين او في السياسة وغيره أن الاخـتلاف فـي الـرأي لا يـفســد للـود قضيــة أن الله سبحانه وتعالى قد وضع لنا أسس ومبادئ قرآنيه في حوارنا فيجب علينا الالتزام بها وهي:
(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) النحل 16/125
(وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) العنكبوت(46)
(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) فصلت (33)
قد نختلف في افكارنا وتوجهاتنا ولكن يجب علينا أن لا نختلف في مشاعرنا الاخوية تجاه بعضنا البعض ويجب علينا أن نعرف أن سيادة الوطن وجيش الوطن ولجانه الشعبية المدافعين عنه بعز وشرف خط احمر لا يجوز الاختلاف فيها
فيجب علينا أن نوجه الدعوة الناصحة والمخلصة الى كل من اختلفنا معهم وأن نقول لهم ما قاله قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في رسالته التي قال فيها : (أوجه الدعوة المخلصة والناصحة لكل القوى والفئات داخل شعبنا أن تعالوا لنتوحد في مواجهة الخطر الحقيقي، الخطر الأمريكي والإسرائيلي الخطر الغربي الذي يتربص بنا جميعاً تعالوا جميعا كتفـاً بكتف يداً بيد تعالوا لنبذ كل الخلافات الهامشية والصغيرة والتافهة ولتجمعنا القضية الكبرى وليجمعنا المنهج العظيم الشامل تعالوا لنتآخى تعالوا لنتكاتف وسترون من أخلاقنا العالية من سعة صدورنا من عظيم محبتنا من إخلاصنا ونصحنا ما يدلل على صدقنا في أخوتنا وعلى عزمنا الحقيقي وعلى إرادتنا الصادقة في دعوتنا هذه).
وان تكون رسالتنا كرسالة السيد محمد حسين فضل الله التي قال فيها ( اقولوا للذين لا يتفقون معي: أن اختلاف الفكر لا يعني ان نفقد الحب لمن اختلفنا معه فالحب انساني يغني انسانيتنا ويفتح لنا الطريق الى ان نتفاهم وان نتفق لان طريق العقل هو القلب فاذا فتحنا قلوبنا لبعضنا فان من الممكن ان تنفتح العقول بطريقة اكثر رحابة. لذَلك اقول للذين يختلفون معي حاولوا ان لا تحقدوا لان الحقد يقتل انسانيتكم وأنا اشفق على انسانيتكم ان تقتل حاولوا ان تحاوروا لان الحوار يحل الكثير من المشاكل الفكرية وأقول لهم ما قاله الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام (بين الحق والباطل اربع اصابع الحق ان تقول رأيت والباطل ان تقول سمعت)
فيجب علينا أن نكون قرآنيين في حواراتنا مع الطرف الاخر وأن لا نجعل خطاب الانتقام والعصبية والطائفية والمناطقية لغة الحوار لكي لا يشمت الاعداء فينا المتربصين بنا ليل نهار الساعين لتمزيق وحدتنا ونسيجنا الاجتماعي على مستوى كل محافظة وقرية وقبيلة وأسرة فيجب على الجميع التحرك لزرع روح المحبة والتسامح والتآخي والمودة بين الناس وبين المذاهب والأحزاب والمحافظات والابتعاد عن والابتعاد عن المناكفات السياسية والمحاصصة المقيتة التي تسبب الفتن بين أبناء المجتمع
بالحوار والتوعية القرآنية المحمدية الانسانية بمقدورنا أن نرد الجاهل والعميل والمرتزق عن جهله وعمائه ليعود إلى رشده ويلتحق بإخوانه
اما بالتعصب والتشدد والسب البعيدة عن اخلاق ومبادى ديننا الاسلامي ستجعل من الجاهل والمرتزق يصر على جهله وعمائه
فيجب علينا ان نبتعد عن الكلام والصور الساخرة التي تثير التعصب والفتن فالبعض قد يتعصب ويقف ضدك ويحقد عليك لمجرد سخريتك من لهجته ويجب علينا ان نسمي الاشياء بمسمياتها وان لا نحكم على جماعة او حزب او محافظة ووو بسبب شخص فاسد او عميل مرتزق او داعشي منتمٍ اليها وهذا من المصائب التي اصبحنا نلتمسها اليوم فقد انعدمت الثقة فينا كيمنيين واصبح الخوف والشك سيد الموقف
البعض اليوم اصبح تحت تأثير الطابور الخامس وهو لا يعلم ذلك هذا الطابور الذي يسعى الى زرع الطائفية والمناطقية والفرقة والكراهية في النفوس النقية وينتحل ويتنكر باسم كل توجه سياسي او ديني او جهادي مناهض للعدوان وهذا ما يجب علينا اداركه والحذر منه
وان نكون يقظين وحذرين وان لا نكون ممن قال الله عنهم ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) الكهف 103 – 105
فيجب ان نتحلى بالصبر ونثق بالله مهما ضاقت علينا سبل الحياة وطول الانتظار لكي نكون ممن تشملهم البشرى في قوله تعالى (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) البقرة(155)
ويجب على وسائل الإعلام وأئمة المساجد كونهم الوسيلة الاكثر تأثير في المجتمع شحذ الهمم والمسارعة والمبادرة إلى دعوة ابناء الشعب اليمني الواحد إلى العودة إلى مبادئ وأخلاق ديننا الإسلامي القرآني المحمدي الاصيل والدعوة الى التكاتف والتآزر وتعزيز اللحمة الوطنية ونبذ الخلافات والتعصب القبلي والمذهبي والمناطقي ودعوة جميع الاحزاب السياسية والمنظمات المدنية بضرورة تناسي خلافاتهم الماضية ليكون الجميع يداً واحدة في مواجهة العدوان السعودي الامريكي.