وزيرةُ حقوق الإنْسَان علياء الشعبي لصدى المسيرة: المجتمعُ الدولي أهدر الدمَ اليمني طمَعاً في الأموال السعودية وهناك مخططاتٌ لتجزئة الجنوب
مرضُ الكوليرا ناتجٌ عن استخدام العدوان لأسلحة بيولوجية والحقائق ستكشف هذا الأمر
مبادرة السيد بخصوص السجناء والمعسرين وتبادل الأسرى كانت رائعة، والوزارة تعمل على تنفيذ النقاط الـ12
رفض وزير الاتصالات لتوجيه رئيس الحكومة أعاق الوزارة عن تقديم تقرير طلبته الأمم المتحدة عن جرائم العدوان
هناك مُخَطّطاتٌ استعمارية لتجزئة الجنوب
فيلم “الوجه الآخر” تأخّر وكان يجبُ أن يُعرَضَ من قبلُ
المجتمعُ الدولي أهدر الدمَ اليمني طمَعاً في الأموال السعودية
صدى المسيرة| حوار| صبري الدرواني:
أكّدت وزيرةُ حقوق الإنْسَان بحكومة الإنقاذ الوطني، علياء فيصل الشعبي، أن المجتمعَ الدولي يرضَخُ للأموال السعودية مقابلَ سُكُوته عن انتهاكات العدوان الأَمريكي لحقوق الإنْسَان في اليمن.
وأشارت الشعبي في لقاء أجرته معها صحيفة صدى المسيرة إلى خضوع هيئة الأمم المتحدة للابتزاز السعودي بقطع الدعم عن الهيئة، ما لم يتم محو تحالف العدوان من قائمة منتهكي حقوق الإنْسَان.
وفيما يلي نص اللقاء:
- ما هو دور الذي لعبته وزارة حقوق الإنْسَان منذ تشكيل الحكومة؟
أشكرُكم على سؤالكم هذا الذي لم يسبقْ أن سأله غيرُكم؛ لأن وزارةَ حقوق الإنْسَان خلال الفترة الماضية كانت تشتغلُ بصمت؛ بسبب الأحداث في البلد، وهذا شيء سلبي، عملت وزارة حقوق الإنْسَان على رفع التقارير، على جمع البيانات، على النزول الميداني برغم شحة الإمكانيات، بل عدمية الإمكانيات، الوزارة أعلنت عن إعداد التقرير الوطني الإنْسَاني الشامل ويشمل كُلّ المحافظات، ويشمل الجانب الإنْسَاني الحقوقي كمرجعية تأريخية لليمن، وكنا قدمنا لمجلس الوزراء أن يدعمنا، وقد وجه رئيس الوزراء إلى وزير الاتصالات بدفع المبلغ، غير أن الأخير اعتذر ثم وجّهنا إلى وزير الصناعة والتجارة، والتزم هذا بمبلغ سبعة ملايين مقابل النزول الميداني إلى المحافظات وتشكيل لجان لأخذ الشهادات، غير أنه اعتذر بعد ذلك، كذلك قمنا برفع التقارير إلى المنظمات الدولية حول الوضع الإنْسَاني وسلّمنا تقريراً إلى ممثل الأمم المتحدة للشؤون الإنْسَانية يداً بيد.
وفي مؤتمر المانحين الأخير كنا قدمنا أن يكون هناك ممثل للوزارة على اعتبار أن الطرف الآخر كان حاضراً هناك، لكن لم تتم الاستجابة.
- كيف تقيّمين التفاعُلَ الدولي مع الانتهاكات التي يرتكبها تحالف العدوان الأَمريكي السعودي في اليمن؟
قبل شهر ونصف شهر، أتى إلى الوزارة الدكتور عبيد أَحْمَد عبيد، وقال لي بأنه استلم تقريراً من عدن ويريد تقريراً منا لتقديمه إلى المفوضية السامية التابعة للأمم المتحدة، ولكن للأسف بسبب الأزمة المالية التي تعانيها الوزارة ورفض أَطْرَاف الحكومة دعمَ التقرير، لا أعرف ما هي أسباب الرفض ولكن بإمكانكم أن تسألوها.
- من هي هذه الأَطْرَاف؟
الحكومة، مثلاً وزير الاتصالات. وجّه رئيس الوزراء وزير الاتصالات بصرف سبعة ملايين ريال لدعم التقرير الحقوقي ولكنه اعتذر، وفي أثناء الاجتماع قال الأستاذ عبده بشر إن وزارة التجارة والصناعة ستتكفل بدفع تكاليف التقرير، ولكننا نتابع إلى اليوم منذ شهرين تقريباً، إلى الآن هناك خلل أَوْ ممانعة لصدور التقرير. لكن سواء أكنتُ في الوزارة أَوْ خارج الوزارة سأحاولُ إعدادَ التقرير.
- هذا بخصوص التقرير، بخصوص التفاعل الدولي؟
المجتمع الدولي يأخذ بمعلوماتنا لكن لن نرى أثراً لذلك.. إذا كان بان كي مون قال: سحبنا اسم السعودية من تقرير منتهكي حق الطفولة لأنهم سيقطعون عنا الدعم.
- هل نفهم من كلامك هذا أن السعودية تشتري المواقف الدولية؟
طبعاً.. وأنا لم أقل هذا ولكن بان كي مون هو من قاله.
- بمعنى أن الدمَ اليمني مهدور؟
نعم ما دامت السعودية تدفع، ولكن غداً سيكونُ أغلى من النفط السعودي.
- هناك منظمات تقول بأنها تقدّم مواداً إغاثية لليمن.. ما تقييمك لما تقدمه هذه المنظمات؟
هناك موادٌّ غذائيةٌ دخلت اليمن، أدوية منتهية الصلاحية، مثل التي وصلت إلى تعز قبل أيام وعددها ست قاطرات، وأنا لا ألوم منظمة الصحة العالمية، ولكن ألوم اليمنيين المشرفين على دخول هذه الكمية من الأدوية من داخل ميناء الحديدة.
أين الرقابة؟ أين المحاسبة؟ أين وزارة الصحة؟ كيف أنزلت هذه الأدوية من الحاويات ثم خرجت بتراخيص من الميناء وطلعت إلى القاطرات وتجاوزت المسافة من الحديدة حتى تعز. نعم تتحمل منظمة الصحة العالمية جزءً من المسؤولية ويتحمل اليمنيون الجزء الأكبر، وإلا فالمفترض أن تُحرَقَ هذه الأدوية في الميناء أَوْ تُرمى في البحر.
- هل تكررت؟
نعم تكررت.
- حتى في المواد الغذائية!
وصلت مواد غذائية إلى صعدة منتهية وهناك تم إحراقُها.
- بخصوص الوباء المنتشر الآن، الكوليرا.. منظمة الصحة العالمية تؤكد أن هذا المرض بسبب العدوان؟
هو مرضٌ بيولوجي، صحيحٌ أنه ليست عندي معلومات كثيرة حول هذا الموضوع ولكن كمواطنة أشاهِدُ أن صنعاءَ حواليها سحب سوداء، وصنعاء ليست ملوثة لتوجد حواليها هذه السحب.
- هل نفهم أن العدوان استخدم في صنعاء سلاحاً بيولوجياً؟
طبعاً.. لماذا نستبعد؟!. العدوان جرّب في اليمن كُلّ أنواع الأسلحة، كُلّ الأسلحة التي تخطُرُ في بال، هذا ليس كلامي، ولكن ستقوله الحقائق، سواء طال الزمن أم قَصُر.
- ما تقييمُكِ للوضع في المحافظات الجنوبية؟
هناك مُخَطّطاتٌ استعمارية قديمة ويجب أن ننتبه لها، إذا أردنا أن نقيّمَ الوضعَ في الجنوب فعلينا أن نعودَ إلى التأريخ، هناك مُخَطّطٌ استعماري قديمٌ اسمُه دولة حضرموت الكبرى لفصل حضرموت عن اليمن، وكان الموضوع سبّب مشكلة قبل الاستقلال. وقيادي جنوبي له علمٌ ودراية كيف يريدون فصْلَ حضرموت عن اليمن، ومن وراء هذا الموضوع؟ نعرف أن وراءه بريطانيا والسعودية.
الحاصلُ في اليمن هو نتيجة لسياسة بريطانيا ومطامعها في اليمن، وغيرهم أدوات.
- قبل أيام عرضت وزارة الداخلية فيلماً بعنوان “الوجه الآخر”.. ما رأيكم بما عرض في هذا الفيلم؟
الفيلم تأخّر شوية، وكان هذا مفروضاً منذُ البدء، ويظهَرُ في الفيلم أن الخطةَ كانت معدةً والآن يحاول الطرفُ الآخرُ التنصُّلَ بالقول إن الاعترافات الواردة في الفيلم تحتَ التعذيب، الأشخاص أحياء وموجودون والأمر متروكٌ للطبيب الشرعي.
- ما رأيُكِ بالمبادرة التي أطلقها السيّدُ عبدُالملك الحوثي العامَ الماضي بخصوص إطلاق السجناء المعسرين والمغرّر بهم وتبادُل جميع الأسرى كحالة إنْسَانية؟
المبادرة رائعةٌ جداً، حتى الطرف الآخر أتت له كمنقِذ، يعني تبادُل أسرى من جانب إنْسَاني شيء جميل.
- هناك حديثٌ أن تسعين بالمئة من الأسرى مع الإصلاح؟
بل تسعة وتسعون بالمئة، وتقول بعضُ القيادات الإصلاحية بأنهم مع ما يسمى المقاومة، فالإصلاحُ في الفترة الماضية كان يتابعنا كحقوق إنْسَان ويتابع أنصارَ الله ويقولُ بأنهم يعتقلون قيادات الإصلاح، الآن وقت تبادل الأسرى يزعمون أن الأسرى مع ما يُسمَّى المقاومة.
- النقاط الـ12 التي دعا إليها السيدُ بما يخُصُّ عملَ الجانب الرسمي، كيف تلقّيتم هذه النقاط؟
بالنسبة لوزارة حقوق الإنْسَان، تلقينا هذا الموضوعَ بمحاولة التنسيق مع وزارة الإعْلَام، حضر نائب الوزير هاشم شرف الدين، بحيث يتم تدريبُ الموظفين، كذلك الوزارة ضاعفت جهودَها في محاولة إعداد الإحصائيات، في محاولةِ إعداد التقارير والنزول الميداني وما يعني الوزارة من هذه النقاط.