لم يحمِلْ جميلاً لاعتراف الحركة به على حدود 48: وثيقة حماس.. تنازُلٌ يجُرُّ تنازلاتٍ إلى مُهملات صهيوني يريد كُلّ شيء
صدى المسيرة| تقرير| محمد الباشا:
حاولت حماس في وثيقتها الجديدة إيجادَ مواقفَ أقلَّ حدة وأكثرَ غُمُوضاً، عَلَّها تتناغَمُ وَالواقعَ الدولي الراهن وتتماشى مع جُملة من المتغيّرات الإقليمية والدوليّ، الذي يأتي ضمن أبرزها الحلفُ المزمعُ أن تقيمَه أمريكا بين حلفائها العرب وكيان الصهاينة، المسمى “الحلف السُّني”.. الذي يُرجَّحُ أن يتم تناوُلُه في الزيارة هي الأولى خارجياً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض وتل أبيب..؛ ولأن وراء الأكمة ما وراءها تحشُدُ لها السعودية عديداً من الزعماء العرب؛ كي تكون قمة عربية أمريكية “صهيونية، وإن من وراء الستار”.
مراقبون اعتبروا في كُلّ ما أوردته حماس في الوثيقة، أن النقطة الأهم هو قبولُها بدولة فلسطينية على الأَرَاضي المحتلة في العام 1967، ما جزموا بأنه يعد تخلّياً من حماس عن تأريخها المقاوم واعترافاً منها يتعدى أن يكون ضمنياً بكيان الاحتلال على الأَرَاضي المنهوبة في العام 1948م.
فما قدمته حماس بفعل ضغط سُعودي تُركي –حد قول متابعين- جعلها في نظر آخرين قد انسلخت عن الواقع التأريخي والشعبي الرافض لحدود العام 1967، لكن ورغم التنازل الحماسي المُشين إلا أن الكيان المزروع على أرض فلسطين السليبة لم يحسبه جميلاً كبيراً رآه متابعون أن كيان العدو لم يكن يحلم به من حركات المقاومة، باعتراف حماس بالكيان الغاصب على حدود 48، ورفض وثيقة حماس برمتها ورماها في سلة المهمات.
إذ هاجم رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو وثيقة حركة “حماس” السياسية الجديدة، قبل أن يقدم على تمزيقها في مقطع فيديو.. ظهر نتنياهو في نهاية الفيديو المصور، وهو يمزق الوثيقة قبل أن يلقيها في سَلّة مهملات.
الحركةُ التي ما زالت تَصِمُ نفسَها بالقائمة بالجهاد ويتكوّن اسمُها من الكلِمات التالية: “حركة المقاومة الإسلامية” لم تدرك أن “إسرائيل” تريد كُلّ شيء من دون أن تقدِّمَ أي شيء.
حتى رُفقاء الدرب الجهادي المقاوِم للاحتلال كان لهم موقف، إذ أعلنت حركةُ الجهاد الإسلامي الفلسطينية، رفضَها لوثيقة حماس التي قبلت فيها بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967.
وجاء الرفضُ صريحاً ومدوياً: “لا نرحب بقبول حماس بدولة فلسطينية في حدود 1967″.. هذا ما قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة تعقيباً على وثيقة حماس، الذي عزا السبب إلى أن الوثيقة تمس بالثوابت، وتعيد إنتاج المتاهة التي أدخلنا بها البرنامج المرحلي لمنظمة التحرير”.
وأضاف النخالة في مقابلة نشرها موقع الحركة أن “حركة الجهاد ترفض هذا الحل” و”نبدي تحفظاً شديداً على ما ورد في الوثيقة” التي اعتبر أن صيغتها “تمس بمشاعر رفقاء السلاح”.
ويقال بأن “كتائبَ القسام” الجناح العسكري للحركة رافض لبعض بنود الوثيقة السياسية لحماس، ومنها البند الذي وضع الجناح السياسي للحركة موضع الشبهات، وهو الانكفاء بدويلة فلسطينية على أَرَاضي 1967م، ما اعتبره مراقبون أن حماس بجناحها السياسي المسيطر على كُلّ الحركة قد تنازلت عن مقاومتها، وهذا المعطى مع رفض لقسام قد يعرّض الحركة للانقسام والشرذمة لاحقاً.