ترامب على خُطَى نيكسون
عباس السيد
لا تقلقوا من زيارة ترامب المرتقبة للسعودية. على العكس، يمكن أن تتفاءلوا.
فعلها قبله الرئيسُ ريتشارد نيكسون عام 74. وبعد شهرين من الزيارة قدم استقالتَه، أَوْ تمت إقالتُه بمعنى أدق.
نيكسون، زار السعوديةَ بعد أيامٍ من إقالته مسؤولاً أمنياً كبيراً كان يحقق معه في فضيحة ووتر جيت.
ترامب يزورُ السعودية، بعد أيام من إقالته لمدير الـ “إف بي آي” بعد توصله لخيوط تشيرُ إلى تورُّط فريق ترامب الانتخابي بعلاقات مع الروس.
تداعياتُ القضية لا تزالُ مستمرةً في الكواليس الأميركية، والنارُ تحت الرماد.
زيارةُ نيكسون للسعودية عام 74والتي شملت أيضاً إسرائيل ومصر، لم تنقذه من ورطته، وكانت ثمارُها إعلامية بروتوكولية.
فهل سيستفيد ترامب من زيارته للسعودية، أم أنه يقتفي خُطَى نيكسون؟!
الذين تابعوا الخطابَ المرتجلَ للرئيس ترامب والذي ألقاه السبتَ الماضيَ في إحدى الجامعات الأميركية، يمكن لهم أن يتوقّعوا مصيرَ ترامب أَوْ مستقبله.
لا تسألوني عنْ ما جاء في الخطاب؛ لأنني لم أفهم شيئاً. كان أشبهَ بهذيان مريض، أَوْ خطرشات من أفرط في الشراب.. خطابٌ يعكسُ خواءً سياسياً وثقافياً ليس له قرار.
إحدى القنوات الأميركية التي كانت تنقُلُ الخطابَ مباشراً. اضطرت لقطعه واستأنفت برامجها العادية، ووعدت بأنها ستعودُ لاحقاً لتتناول أبرز ما جاء فيه لكنها لم تفعل، من المؤكد أنها لم تجد شيئاً لنقله، وقد تجاهلته معظمُ وسائل الإعلام الأميركية والدولية.
فرق شاسع بين قدرات نيكسون وترامب لصالح الأول، ومع ذلك، لم تنقذه زيارةُ السعودية، فكيف بترامب، وهو أقربُ للمهرج منه للسياسي؟.
مرة أخرى، لا تقلقوا من زيارة البغل ترامب للسعودية، ولا تتعبوا في البحث عن أهداف الزيارة ونتائجها، ويمكن إدراجُها في إطار القاعدة: “البغال على أشكالها تقع”.