تحالُفٌ صهيوني – سعودي لإخراج الرياض من المستنقع اليمني
تصريحٌ علني لأحمد العسيري
نقل الموقع عن الناطق باسم وزارة الدفاع السعودية اللواء أحمد العسيري قوله: “إن أول غارة إسرائيلية في اليمن استهدفت معسكر للتدريب يتبع لمن أسماهم بالحوثيين في تعز غرب اليمن.”
كما قال ايضا بحسب الموقع: في هذه المرحلة الحاسمة نحن في أشد الحاجة إلى جيش تل أبيب للحد من “الزحف الإيراني على اليمن”، آملاً من هذا التدخل الذي وصفه بالمهم أن يشكل فجرا جديداً من العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل.
وقال الموقع إن السعوديةَ وجدت نفسَها غير قادرة على هزيمة الثوار بعد أن قتلوا 28 طياراً من مقاتلي F-15 والذين يعملون لحساب التحالف بصواريخ روسية.
ونقل الموقع عن العسيري قوله: “أن طائرة من نوع بيونج 747 تحمل أسلحة حطت في قاعدة خميس مشيط العسكري لمساعدة التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين”.
وذكر ايضا عن وجود مفاوضات سرية بين إسرائيل والسعودية حول تقديم مساعدات جوية للتحالف من أجل هزيمة الحوثيين، هذا ولم يشِر الموقع إلى السياق الذي جاء فيه حديث العسيري، ومتى أدلى بهذه التصريحات.
استراتيجيةٌ سعودية – إسرائيلية
جاء الكشف عن هذا الخبر في وقت تسعى فيه السعودية إلى فرض استراتيجياتها في المنطقة، وقد تأمّل قادتها كثيرا خصوصا بعد مجيئ ترامب رئيسا لجمهورية امريكا، وهي تحاول اليوم كسب الدعم الامريكي والصهيوني في الازمات التي تعصف في سوريا واليمن لتشكل استراتيجية تعاون معهم في وجه طهران، التي استطاع حلفاؤها الحاق الخسائر بالسعودية، ولا تزال لهم حتى الآن اليد العليا في الميدان.
وبناءا على اهمية سوريا على المستويين الاقليمي والدولي في تحديد الدور الامريكي والصهيوني، ولأن اليمن اليوم اصبح مصبّا للطاقات العالمية، وأي تصعيد للتوتر في مضيق باب المندب يهدد دورهم الامني والاقتصادي وخصوصا الکیان الإسرائيلي، يمكننا ان نتوقع تحركا اكثر جدية للسعودية على هذين الصعيدين، اي في سوريا واليمن.
حركة أنصار الله هي نسخة ثانية من حزب الله
من هذا المنطلق تسعى السعودية من فترة إلى اللجوء إلى تصريحات معادية لإيران خصوصا في الموضوع اليمني وذلك بغية جذب الانتباه الامريكي. لأن لليمن اهمية استراتيجية بالنسبة للدور السعودي في شبه الجزيرة العربية والشرق الاوسط اكثر بكثير من سوريا. ومن ناحية اخرى اصبحت المعادلات المرتبطة بأمن الكيان الإسرائيلي اكثر من السابق. لذلك فإن الحيلولة دون ارساء الديمقراطية الدينية في اليمن (تسلم حركة انصار الله زمام الحكم معتمدة على الراي العام) يكون من جهة وسيلة للحصول على منافع اقتصادية وتجارية للممالك الاقليمية، ومن جهة اخرى يحول دون ظهور ظروف متوسطة وطويلة الامد، بإمكانها ان تهدد امن إسرائيل من قبل اليمنيين. خصوصا ان قادة تل ابيب يرون ان حركة انصار الله هي نسخة ثانية واكبر من حزب الله. وان امتلاك انصار الله للقدرات الصاروخية يعيد في اوساطهم كابوس الهزيمة في حرب الـ22 يوما والـ8 ايام والـ51 يوما.
فإذا مع الاخذ بعين الاعتبار باهمية اليمن في الاستراتيجية السعودية والصهيونية، ووجود ارضية خصبة لتقرّب “الكيان الإسرائيلي” من الحكام العرب وخصوصا السعوديين منهم بغية الوقوف امام المقاومة الاسلامية في المنطقة، يمكننا ان نشهد في المستقبل تعاونا اكبر بين الكيانين في المنطقة عموما وفي اليمن على وجه الخصوص.
الصواريخُ اليمنية غيّرت الموازين
بالإضافة إلى ذلك ان دخول الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى الی ساحة المعركة، واثبات فعاليتها في استهداف القواعد العسكرية والمنشآت الاقتصادية الواقعة في العمق السعودي، والتي قلبت الموازين لصالح اليمن وحركة انصار الله واثبتت لحد كبير الهزيمة السعودية في هذه الحرب، ساعد الاخيرة على جلب كيان الإسرائيلي إلى الميدان اليمني، وكانت قد نجحت بجر قوى اقليمية ايضا إلى هذا المستنقع من جملتها باكستان.
وفي الوقت الحالي لم يستطع التحالف السعودي – “الإسرائيلي” ان يحقق اهدافه التي وضعها، على الرغم من عدم وجود تكافؤ عسكري بينه وبين الشعب اليمني المقاوم الذي يعيش ظروفا قاسية ويعاني من الفقر والظلم والضغوطات اللامتناهية. وبذلك الصمود قد مُني هذا التحالف بهزيمة معنوية قاسية، ولايزال عالقا في مستنقع كان دخوله فيه بيده، الا ان خروجه اليوم لم يعد بتلك السهولة.
*الوقت التحليلي