الأحداثُ في قطر والحرب على إيران
علي العماد
أعتقد أن المستهدفَ الرئيسَ من التصعيد ضد قطر مؤخراً هي إيران كونها تأتي في سياق علاقة الإخوان المسلمين مع الإيرانيين فكما هو معلوم ان هناك علاقة متجددة بين الطرفين.
إذ ترى إيران ان الإخوان المسلمين هم التيار المقبول سنياً كونهم جناحاً سياسياً براغماتياً – تقية – يمكن التعاطي معهم خلافاً للسلفية التي لديها مواقف عقائدية صرفه من الشيعة.
وَمِن ذلك رفض إيران لما أسمته انقلاب الجيش في مصر على سلطة الإخوان وعلى الصعيد المحلي تصريحات حزب الاصلاح المطمئنة للإيرانيين وتبادل الزيارات في صنعاء إبان الصراع مع أنصار الله في ٢٠١٤، ناهيك عن بعض الدعم المادي لصحيفة الصحوة وبعض قياداتهم.
واعتماداً على العديد من المعطيات والشواهد فإن التحركات الأخيرة في المنطقة من قبل أمريكا تحت مسمى قمة الرياض التي وضعت إيران العدو الأول – الإرهابي الأول – للتحالف الأمريكي السعودي الاسرائيلي حيث كانت البداية من قطر كراعي رسمي للإخوان خليجيا هوجمت من قبل الاعلام السعودي والاماراتي ولن تتعدى ذلك لضمان تنفيذ استراتيجية تفكيك منظومة العلاقات الخارجية الإيرانية في المنطقة ومنها العلاقة الإيرانية الإخوانية رغم هشاشتها.. بغرض الضغط على الإخوان للقبول بالشراكة المباشرة لمواجهة الكيانات المناهضة لمشروع تقسيم المنطقة جغرافيا وطائفيا الذي تفوده أمريكا وأدواتها في المنطقة السعودية وإسرائيل (الشرق الأوسط الجديد).. حيث وسياسة الإخوان في الخليج تعتمد على تأجيج الصراع بين الأطراف على قاعدة هلاك الجميع مصلحة للجماعة.
وبالمناسبة فإن سياسةَ السلفية السعودية تعتمد على الدفع بالإخوان لمواجهة الخصوم المفترضين كما حصل ويحصل في اليمن ومصر وليبيا وسوريا.. بغرض القضاء على حركات المقاومة للمشروع الأمريكي من جانب وتعطيل مطامع الإخوان المسلمين في الوصول لسدة الحكم لممالك الخليج من جانب آخر.