لقاءُ العاشر من رمضان.. الحكمةُ اليمانية تنتصر (تقرير)
القصر الجمهوري يحتضنُ أعمال اللقاء الموسع لحُكَمَـاء وعُقَلَاء اليمن
المشاركون في الاجتماع يجسّدون أسمى معاني الأخوة والوحدة بين أبناء الشعب
الصماد: نرحّبُ بالسلام ونمد أيادينا لكل مبادرة تفضي إلى إيقاف العدوان ورفع الحصار
لبوزة: العدوانُ يعمَلُ على تغذية حالة الاحتراب الداخلي التي وقودُها أبناءُ اليمن شمالاً وجنوباً
وثيقة الختام تدعو إلى تفعيل مؤسسات الدولة بما يعزز الصمود الاجتماعي والتخفيف من المعاناة
تشكيلُ لجنة لمتابعة مخرجات لقاء حُكَمَـاء وعلماء اليمن
صدى المسيرة| خاص:
رَسَمَ حُكَمَـاء وعُقَلَاء اليمن المشاركون في لقاء العاشر من رمضان أمس الاثنين، بالعاصمة صنعاء، أجمل وأنصع صورة جسدت أسمى معاني الأخوة والوحدة والآلفة بين أبناء الشعب الواحد، وعبرت عن نظرة النبي الأعظم الثاقبة تجاه اليمن حينما أشاد بحكمة أبناءه وإيمانهم ورقة قلوبهم، كيف لا وقد أضحى حديثه عليه السلام “الإيمان يمان والحكمة يمانية” وساماً وتشريفاً وتكريماً لكل من ينتمي إلى تراب هذا الوطن.
واحتضن القصر الجمهوري أمس على مدى فترتين، أعمال اللقاء الموسع لحُكَمَـاء وعُقَلَاء اليمن، تحت شعار “وحدة وإخاء”، بحضور صالح الصماد – رئيس المجلس السياسي، وقاسم لبوزة – نائب رئيس المجلس، ويحيى الراعي – رئيس مجلس النواب، والدكتور عبدالعزيز بن حبتور – رئيس مجلس الوزراء، ومحمد علي الحوثي – رئيس اللجنة الثورية العليا، بالإضافة إلى مشاركة المئات من ممثلي الأحزاب والمكونات السياسية وكذا مَشَايخ وأعيان ووجهاء يمثلون مختلف محافظات الجمهورية، تلبية لدعوة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، بهدف وحدة الصف وتعزيز الجبهة الداخلية.
وفي افتتاح لقاء العاشر من رمضان، ألقيت العديد من الكلمات التي عبرت عن أهمية إقامة هذا اللقاء لما فيه من تعزيز للحمة الوطنية وتعزيز الجبهة الداخلية من كل الأخطار التي يسعى العدوان من خلالها إلى زعزعة السلم الوطني والمؤكدة على الوحدة الوطنية ورفض كل الدعوات الطائفية والمناطقية والتشطيرية التي تتبناها قوى العدوان السعودي الأمريكي.
وأكد المشاركون في اللقاء، أن لقاء العاشر من رمضان تَجَلٍّ لحكمة اليمنيين التي شهد بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مؤكدين أن وحدة الجبهة الداخلية اليوم أقوى من أي وقت مضى، رغم رهانات العدوان ومحاولاته الحثيثة لضرب اليمن من الداخل، مشيرين إلى أن صمود الشعب لـ800 يوم بوجه أشرس عدوان يعكس روحية عالية وعنفوانا شعبيا متأصلا في الشعب اليمني مؤكدين على أن كل المحاولات الطائفية والمذهبية سقطت تحت أقدام اليمنيين، ومكر آل سعود إلى بوار.
وشدد المجتمعون، على ضرورة حماية الجبهة الداخلية ممن التصدعات ودعت الى نبذ الفرقة والطائفية والمناطقية المقيتة وتشكيل لجنة من حُكَمَـاء وعُقَلَاء اليمن للتواصل مع كل الأطراف اليمنية للعمل على حلحلة المشاكل وتعزيز مبدأ الإخاء بين كل أبناء الشعب اليمني بمختلف طوائفه وتوجهاته، دعيين الحكومة الى الاهتمام بالزراعة وتشجيع المزارعين من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي وتجنيب الشعب خطر المجاعة التي يسعى العدوان لفرضها على الشعب من خلال عدوانه وحصاره الظالم.
الصماد: أي خلاف أو تصدع في الجبهة الداخلية سينعكس سلباً على الشعب
وفي الجلسة الافتتاحية للقاء، شدد صالح الصماد – رئيس المجلس السياسي، على أهمية حل أي إشكالات وأن يبقى عُقَلَاء اليمن وحكمائها رقابة على أداء المجلس السياسي الأعلى والحكومة كون شرعية المجلس والحكومة مستمدة منهم ومن تمثيلهم للشعب ومن خلالهم ترسل الرسائل للعالم، مضيفاً: ها هم رجال اليمن وحكمائه ومَشَايخها في اجتماع واحد ورائهم الشعب اليمني ومئات الآلاف من الأعيان والوجهاء وهو ما يجعل استنساخ هذا الشعب هو المستحيل بنفسه.
وأكد الصماد، أن لقاء حُكَمَـاء وعُقَلَاء اليمن سيكون محطة مفصلية في مواجهة العدوان، ومحطة في الوعي والثبات والإخاء، لافتاً إلى أنه ليس من قبيل المصادفة أن يوافق الاجتماع مع المهاترات والخلافات والتصدعات بين أركان تحالف العدوان التي لا نراهن عليها كون العدوان أمريكي سعودي، بل نراهن على وحدتنا وأخوتنا وتكاتفنا وثباتنا وصمودنا، داعياً بأن يكون الموقف هو الرهان على هذا الاجتماع وعلى هذه الوحدة والحكمة غير ذلك فالعدوان أمريكي سعودي والبقية هم فقط غطاء وشرعنة لهذا التحالف.
وقال رئيس المجلس السياسي، في كلمته الافتتاحية، بأن أي خلاف سياسي وتصدع في الجبهة الداخلية سينعكس سلباً على الشعب اليمني الذي سيتذوق ويلاتها وهو ما جعل من الأهمية أن تقول القبائل كلمتها وأن يقول الحُكَمَـاء كلمتهم وأن يقولوا للقوى السياسية أنهم لن يسمحوا لأحد التفريط في تضحيات أبناء الشعب اليمني، مؤكداً بأن العدوان يشتغل على أربعة مسارات، المسار الأول اختراق الجبهات فيما يمثل المسار الثاني نشر الفوضى والاختلالات الأمنية والمسار الثالث محاولة تركيع اليمن بالورقة الاقتصادية وصولاً إلى المسار الرابع المتمثل في تفكيك الجبهة الداخلية وهي المسارات التي ميدانها الرئيسي هو المجتمع وأبنائه ومَشَايخه وقبائله.
وخاطب الصماد، الأمين العام للأمم المتحدة الذي جاء بولد الشيخ ليساومنا على ميناء الحديدة بالرواتب قائلاً: نقول لك وبصوت واحد أن مبعوثك غير مرغوب فيه بعد اليوم وإذا أرادت الأمم المتحدة أن تأتي بمبعوث جديد، عليه أن يتعامل مع الشعب اليمني بندية واحترام، مطالباً المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله ممثلين في الوفد الوطني، بأن يفهموا أن هذا هو الموقف وأي تواصل مع ولد الشيخ أو ترحيب به بعد اليوم فليس له أي قبول.
وأضاف رئيس السياسي الأعلى، بأن رسالتنا ثابتة نحن مع السلام، السلام المشرف الذي يحفظ لليمنيين عزتهم وكرامتهم، وأن من يدين ما يسميه قصف صالح والحوثيين لتعز ويتناسى جرائم ترتكب من العدوان السعودي الأمريكي، ويدين قصف الصواريخ اليمنية لمواقع عسكرية للعدوان وينسى الغارات الجوية على المدنيين والأعيان المدنية، هو ما يجعلنا نتحدث عن ولد الشيخ كمبعوث غير محايد وغير نزيه لا يحمل خبراً ولا خيراً للشعب اليمني غير ما يملى عليه في عواصم العدوان.
وأكد الصماد، الاستعداد لتبني مبادرات صادقة وأخوية بإطلاق جميع الأسرى في إطار صفقات متزامنة في الملف الإنساني والعاجل وهو ملف الأسرى وتفويض حُكَمَـاء اليمن بتشكيل آليات التواصل مع الأطراف الأخرى إن كان لديها القدرة على الإفراج عن الأسرى والاستعداد من قبلنا خلال هذا الشهر الكريم للتنفيذ، مجدداً الترحيب بالسلام ومد اليد لكل مبادرة تفضي إلى إيقاف العدوان ورفع الحصار وكذلك الحوار الداخلي الذي ستتشكل لجان من مؤتمر عُقَلَاء وحُكَمَـاء اليمن للتواصل مع الأطراف الأخرى إن كان لديها قرار أو جرأة كون الاستعداد متوفر لدينا لتحييد المناطق عن القتال والصراع.
وأوضح رئيس السياسي الاعلى، بأن الآمل معقود في هذا اللقاء للخروج بآليات مشتركة بين مكونات اللقاء والمجلس السياسي لضبط إيقاع القوى السياسية وتحقيق الشفافية ومراقبة الأداء وتحقيق أولوية مواجهة العدوان والترفع عن المشكلات الداخلية ومن منطلق المعرفة التأريخية الطبيعية لوجود الفئات الداخلية المتآمرة التي تحاول الإيقاع بين القوى المدافعة عن الناس وعزتهم وكرامتهم، لافتاً إلى فضائل شهر رمضان في الجوانب التي حققت الانتصارات والفتوحات الإسلامية والمواقف التأريخية التي حصلت مع الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام وما واجهه من مؤامرات ومحاولات انقلاب في المدنية المنورة، وما يستوجب معرفته من الدلالات التأريخية ومن الواقع اليوم من تمويل العدوان لخلايا نائمة يمولها ويتعهدها لإحداث المشكلات في المدن والأرياف لزعزعة الأمن والاستقرار.
وأشار إلى أهمية أن يكون لدى الجميع منهجية ثابتة وصادقة ومعرفة أن العدوان لا يمكن أن يأتي منه خير وهو الوعي الذي يتوجب على الشعب أن يتحلى به وكذلك وعي القوى السياسية، معبراً عن أمله في أن تكلل أعمال اللقاء بالنجاح والتوفيق وأن يصبح دوريا ويخدم حاضر اليمن ومستقبله.
لبوزة: لقاء حُكَمَـاء وعُقَلَاء يشكل نقطة تحول في سماء الصمود والثبات
بدورة قال قاسم لبوزة – نائب رئيس المجلس السياسي، إلى أن شعبنا اليمني العظيم الصابر والصامد ينشد السلام له وللآخرين ولا يشكل خطرا على أحد وهو في الوقت نفسه لا يمكن أن يستكين أو يذعن أو يقبل المساومة على ثوابته الوطنية وسيادة وطنه واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه مهما كانت شراسة ولا إنسانية العدوان الذي تشترك فيه 17 دولة بقيادة النظام السعودي وبدعم مباشر من أمريكا التي تدعي أنها راعية حقوق الإنسان وبريطانيا وإسرائيل وللعام الثالث على التوالي.
وعبر لبوزة في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقاء العاشر من رمضان، عن الثقة في أن لقاء حُكَمَـاء وعُقَلَاء ومَشَايخ وأعيان اليمن سيشكل نقطة تحول كبير في سماء الصمود والثبات والمواجهة وتعزيز الجبهة الداخلية وحشد الطاقات للدفاع عن الوطن وأمن واستقرار ووحدة الوطن وتعزيز التمسك بالثوابت الوطنية المتمثلة في السيادة والاستقلال والثورة والجمهورية والوحدة والحرية والديمقراطية، موضحاً بأن العدوان يستهدف الشعب اليمني والهوية بدليل ذرائعه الواهية التي إتكأ عليها وجعل منها عناوين يسوقها لتدمير اليمن وعمد إلى تسويق الورقة الطائفية التي حاول أن يجعل منها مدخلا لضرب الشعب اليمني في وحدته الاجتماعية ويفرق بين أبناءه، مشيراً إلى أن الدور التنويري والإرشادي للعلماء والحُكَمَـاء والمثقفين في اليمن كان له دور في إسقاط هذه الورقة الخطيرة التي لا يلقي لها الشعب بالا بل دفنها إلى الأبد.
وشدد نائب رئيس المجلس السياسي، على ضرورة الوعي واليقظة أكثر كون العدوان يعمل على تغذية حالة من الاحتراب الداخلي وقودها أبناء اليمن شمالا وجنوبا ومجاميع من المرتزقة المأجورين الذين جلبوهم من كل الأصقاع لخدمة مصالحهم، لافتاً بأن هؤلاء المرتزقة لا يهمهم تمزق وتشرذم اليمن وتحوله إلى مقاطعات وسلطنات متناحرة وضعيفة ولا يهمهم تحول الجنوب إلى حديقة مفتوحة للقاعدة وداعش على المدى الطويل لإشغال اليمنيين بالصراعات بهدف تفرغهم لاحتلال اليمن ونهب خيراته والتنكيل بأبنائه.
كما أكد نائب رئيس المجلس السياسي الأعلى أن المرحلة التي يمر بها الشعب اليمني في غاية الخطورة والتعقيد ولا تحتمل التنظير والتمنيات والأماني البعيدة عن الواقع.. لافتا إلى أن هذا اللقاء يأتي للوقوف بجد وحزم أمام كل ما يشكل خطرا على الوطن ويؤدي إلى انهيار الدولة واتخاذ المعالجات التي تنهي هذا الخطر ومضاعفة الجهود في المواجهة والتصدي لقوى العدوان وإفشال مخططاتهم التآمرية على اليمن.
وأشاد لبوزة، بما يسطره أبطال الجيش واللجان الشعبية والمتطوعين من أبناء القبائل من ملاحم بطولية وتضحيات في مختلف جبهات الشرف والبطولة وصد جحافل الغزاة والمرتزقة الذين باعوا ضمائرهم للشيطان واختاروا طريق العمالة والارتهان، مضيفاً: نقف بكل إجلال وتقدير أمام تضحيات الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم ودمائهم الزكية دفاعا عن الوطن وسيادته واستقلاله، سائلا الله تعالى أن يمن بالشفاء على الجرحى، معرباً عن أمله في أن يقف هذا اللقاء أمام القضايا المطروحة للنقاش والخروج بتوصيات تعزز من الصمود في مواجهة العدوان وتدعم مؤسسات الدولة وتحافظ على سيادة واستقلال ووحدة وأمن واستقرار اليمن.
البيان الختامي للقاء يضع النقاط على الحروف
وعقب تناول وجبة الإفطار، أستأنف حُكَمَـاء وعُقَلَاء اليمن، جدول أعمالهم، حيث شهدت الجلسة الثانية للفترة المسائية إلقاء العديد من الكلمات لممثلين عن محافظات عدن ولحج وعمران والمحويت والحديدة وتعز وحجة، عبرت جميعها عن أهمية هذا اللقاء الذي يؤسس لمرحلة جديدة من الصمود وترميم البيت الداخلي في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي على بلادنا منذ أكثر من عامين، كما تطرقت الكلمات إلى هموم وتطلعات المواطنين الاقتصادية في عموم محافظات الجمهورية.
وأصدر المجتمعون في لقاء العاشر من رمضان خلال الجلسة الثانية مساء أمس، بياناً ختامياً، حمل عنوان “وثيقة العاشر من رمضان”، وضعت النقاط على الحروف وتطرقت إلى الكثير من الحلول التي يشكل تنفيذها مخرجاً لمشاكل اليمن سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي.
وكان أبرز ما حمله البيان الختامي لاجتماع حُكَمَـاء وعقال اليمن يتمثل في التالي:
– دعوة المغرر بهم إلى العودة إلى جادة الصواب.
– تفعيل القضاء بما يحقق العدل.
– التكافل الاجتماعي وتعزيز الإخاء لتعزيز التماسك في وجه العدوان.
– ضرورة توحيد الخطاب الاعلامي ضمن أولوية مواجهة العدوان وترك المناكفات.
– التأكيد على تفعيل الالتزامات بين القوى الوطنية للحفاظ على وحدة الصف الوطني.
– تعزيز جبهات الحدود والداخل بالمال والسلاح وهو مسؤولية الجميع.
– الاهتمام رسمياً وشعبياً بأسر المرابطين في الجبهات وأسر الشهداء والجرحى والأسرى.
– تشجيع ودعم دور القبيلة في مواجهة العدوان.
– تفعيل دور العلماء والخطباء والمرشدين في التصدي للعدوان.
– تفعيل دور المرأة في مواجهة العدوان وتضحياتها مشهودة.
- تفعيل مؤسسات الدولة بما يعزز من الصمود الاجتماعي وتخفيف المعاناة التي تسبب بها العدوان.
– دعوة الحكومة لمكافحة الفساد وتحسين الوضع الاقتصادي بقدر ما أمكن.
- ضرورة تفعيل الأجهزة الرسمية لمكافحة الفساد.
- الرفض الكامل لاستمرار الحصار، ودعم كل الجهود لكسره.
- رفض ممارسات قوى الاحتلال في المحافظات الجنوبية والشرقية.
- ندعو كافة أبناء الشعب بالاهتمام بالزراعة.
– ندعو الكتاب والمثقفين والأكاديميين للقيام بدورهم في مواجهة العدوان.
- تشكيل لجنة لمتابعة مخرجات لقاء حُكَمَـاء وعلماء اليمن.